هل حقا التعامل مع المستقلين أفضل للمشاريع الناشئة؟

الكاتب: وسام ونوس -
هل حقا التعامل مع المستقلين أفضل للمشاريع الناشئة؟

 

 

هل حقا التعامل مع المستقلين أفضل للمشاريع الناشئة؟

 

في الوقت الراهن، يزداد عدد المشاريع الناشئة باستمرار حتى باتت أكثر من أي وقت مضى، لدرجة أنها أصبحت بمنزلة المحرك الرئيسي للاقتصاد على المستوى العالمي. يتطلّب إطلاق مشروع جديد العديد من المهام الجوهرية التي يجب القيام على أتم وجه لنجاح المشروع، بداية من أبحاث السوق والتخطيط للمشروع، وإنشاء الموقع الإلكتروني الخاص به وتطويره، وتصميم الهوية البصرية، وتطوير برمجيات وتطبيقات المشروع، حتى كتابة المحتوى وإدارة العلامة التجارية والتسويق وغيرها.

رغم حاجتك الضرورية لأشخاص يمتلكون المهارات اللازمة التي تؤهلهم للقيام بالمهام السابقة -ونظرًا لمحدودية الموارد التي تمتلكها المشاريع الناشئة عادة- فإنه من الصعب إنفاق الكثير من الوقت والمال في تعيين موظفين بدوام كامل للقيام بهذه المهام. في هذه الحالة، تبزُغ الأهمية القصوى للمستقلين (الفريلانسرز) الذين يمكنهم إنجاز جميع أعمالك دون أن تضطر إلى توظيفهم بشكل دائم أو تنفق المزيد من الوقت والمال. لكن لماذا يُعد العمل مع المستقلين أفضل للمشاريع الناشئة تحديدًا؟

يمتلكون الخبرة والاحترافية اللازمة لإنجاز العمل

على نقيض سوق العمل التقليدي الذي يُعد الاستقرار والثبات هما سماته الرئيسية، فإن سوق العمل الحر سوق متقلب سريع التطوّر يتميز بشدة المنافسة، وبالتالي لن يتمكن العاملون فيه من مواكبة هذا التغيّر إلا بالتعلّم المستمر واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات التي تؤهلهم لاقتناص أكبر عدد ممكن من فرص العمل. لذا، ونظرًا لطبيعة العمل الحر الذي ينطوي عادة على مشاريع متعددة لكنها قصيرة المدي، ستجد أن الأغلبية الساحقة من المستقلين قد انتقلوا بين مشاريع عمل وشركات مختلفة في صناعات متعددة.

 
 

هذا التنقل المستمر بين المشاريع يمنح المستقلين الخبرة الكافية التي تجعلهم يدركون احتياجات الصناعات المختلفة ويفهمون السوق الذي ترغب بالولوج إليه جيدًا، بل ويعرفون منافسيك في هذا السوق. ما يتيح لك كصاحب مشروع ناشئ فرصة عظيمة لا تُقدَّر بثمن للاستفادة من الأدوات والتقنيات والمعرفة العميقة التي جمعها هؤلاء المستقلين خلال مسيرة عملهم في تطوير مشروعك والنهوض به.

إضافة إلى ذلك، وعلى عكس نمط العمل الاعتيادي الذي يقيدك بضرورة تعيين الموظفين من المدينة ذاتها التي يتواجد بها مقر العمل الخاص بمشروعك، فإن سوق العمل الحر لا يضع عليك أي قيود. بل يمنحك فرصة اختيار أفضل الكفاءات من جميع أنحاء العالم دون الاكتراث للحدود الجغرافية أو التوقيت الزمني. ليس هذا وحسب، لكنه يمنحك أيضًا كافة السبل التي تمكنك من التحقق من كفاءة المستقلين قبل توظيفهم، من خلال الاطلاع على نماذج أعمالهم السابقة وإمكانية اختبار جودة أعمالهم، ما يجعلك في النهاية تحظى بالمستقل المناسب تمامًا لتقديم أفضل جودة ممكنة.

التكلفة المنخفضة.. لن تدفع لهم إلا مقابل العمل

عندما يتعلق الأمر بالتكلفة، يتفق أصحاب الأعمال جميعًا على أن التعامل مع المستقلين هو البديل الأكثر فاعلية مقارنة بتعيين موظف بدوام كامل، هذا ينطبق على جميع قطاعات الأعمال ولا يختص المشاريع الناشئة وحدها. ولأن هذه المشاريع لم توصف بكونها ناشئة من فراغ، لكن بسبب محدودية مواردها من المال والوقت. فإن الاعتماد على المستقلين قد يكون الخيار الأفضل بكل تأكيد في هذه الحالة.

نحن لا نقصد بالتكلفة هنا النفقات الكبيرة التي يتحملها أصحاب العمل عادة في إعداد وتشغيل المشروع وتوفير بيئة عمل مناسبة للموظفين، لأن هذه التكلفة ضخمة للغاية وبالتالي فهي قادرة على إنهاء المقارنة لصالح التعامل مع المستقلين قبل أن تبدأ حتى. لكننا نتحدث هنا عن النفقات التي يدفعها صاحب العمل للموظف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بداية من تكلفة عملية تعيين وتدريب الموظف والراتب الشهري والتأمين الصحي والضرائب حتى الإجازات المدفوعة وغير ذلك.

لكن الأمر مختلف تمامًا في حالة التعامل مع المستقلين، ببساطة لأنك لن تدفع إلا مقابل العمل الذي يؤديه المستقل. لن تضطر إلى دفع راتب شهري أو توفير إجازة مدفوعة أو تأمين صحي أو إجازة مرضية، ولن تتحمل تكلفة عملية التوظيف المعقدة التي تتطلّب الكثير من الوقت والجهد والمال، لدرجة أنها قد تكلفك ما يتراوح بين 1.5 إلى 3 أضعاف راتب الموظف ذاته وفقًا للإحصاءات. (1) كذلك لن تضطر إلى دفع نفقات لتدريب المستقل حتى يتمكن من إنجاز العمل، لأنه يمتلك المهارات التي تمكنه من إنجازه بالفعل.

 

يقول ويل لي، الرئيس التنفيذي لشركة “Blue Whale” المتخصصة بتقديم الاستشارات للشركات الناشئة: “فكر ولو قليلًا كيف يمكن أن يكون التعامل مع المستقلين مفيدًا لشركتك. لنقل مثلًا إنك تحتاج إلى كاتب محتوى محترف لإنجاز مشروع محدد قصير المدى، لذا لن يكون منطقيًا أن توظّف كاتب محتوى بدوام كامل. لأن تعيين موظف بدوام كامل سيكون مكلفًا ومضيعًا لأموال الشركة في هذه الحالة، على عكس توظيف المستقلين الذين يناسبون متطلبات المشروع تمامًا”. (2)

 

توفير الوقت.. ستستلم أعمالك في أسرع وقت ممكن

يُعد إنجاز العمل بأقصى سرعة ممكنة بمنزلة الاتفاق غير المعلّن الذي يتعاهد عليه كلًا من المستقلين وأصحاب المشاريع على حدٍ سواء. ببساطة لأن إنجاز العمل بأقصى سرعة ممكنة وتوفير الوقت من العوامل الجوهرية لكلًا منهما، لأن صاحب العمل يرغب في الحصول على عمله المُنجّز بسرعة حتى يتمكن من التفرغ إلى مشروعه، سواء بالبحث عن مستقلين أخرين لإنجاز متطلبات المشروع الأخرى، أو للتركيز على بدء المشروع والبحث عن العملاء وغيرها.

في حين يريد المستقل بالالتزام بالمدة الزمنية التي تحددها كصاحب المشروع، لأنه يدرك أن مصلحته القصوى تكمن في تلبية توقعاتك وبالتبعية الحفاظ على سمعته وتقييمه المرتفع الذي يجلب له المزيد من العملاء. ويرغب كذلك في الانتهاء من العمل بسرعة حتى يتمكن من التطرّق إلى مشاريع عمل أخرى لتعزيز مصادر دخله، لأنه لن يتقاضى في نهاية الشهر راتب ثابت كما هو الحال في الوظائف التقليدية. إضافة إلى ذلك، عادة ما يكون المستقلون قادرين على الانتهاء من أعمالهم بسرعة لأنهم اعتادوا على القيام بنفس نوعية العمل مرارًا وتكرارًا في مشاريع سابقة.

المرونة المطلقة.. كل شيء سيسير وفقًا لخطة عملك

تُعد المرونة المطلقة أحد أهم المبادئ الجوهرية التي بُني عليه نظام العمل الحر، المرونة في كل شيء تقريبًا بداية من أوقات وأماكن العمل حتى المرونة في اختيار العملاء. لهذا السبب يفهم المستقلين جيدًا أهمية المرونة في العمل، هذه المرونة تكون مفيدة بشكل خاص لأصحاب المشاريع الناشئة الذين يعانون من أعباء العمل المتقلبة والحاجة إلى تجربة دقيقة لأعمالهم في مجالات متنوعة لتعزيز نجاح مشاريعهم.

لذا، تمكنك مرونة المستقلين من سير العمل وفقًا لخطتك وحاجة مشروعك. حيث يمكنك النقاش معهم وطلّب نماذج من أعمالهم، أو طلّب القيام بالعمل وفقًا لجدولك الزمني حتى ولو في نطاق زمني محدود، كما يمكنك إبداء وجهة نظرك حول جودة العمل، وطلب التعديلات اللازمة إذا رأيت أن العمل في حاجة حقيقية إلى ذلك. كما يمكنك أيضًا اختيار طريقة وكيفية التواصل المناسبة لحاجة مشروعك، وغيرها الكثير من المزايا.

ختامًا، تُعد التكلفة والوقت والجودة هي العوامل الثلاثة الجوهرية التي يهتم بها أصحاب المشاريع الناشئة ويبحثون عنها في الموظفين الذين يتعاملون معهم، نظرًا لتأثيرها على نجاح المشروع من عدمه. لذا، إن كنت تمتلك شركة ناشئة، وتبحث عن أصحاب الكفاءات الذين يمكنهم إنجاز أعمالك بجودة عالية وتكلفة منخفضة في وقت قصير، فإن التعامل مع المستقلين هو الحل الأمثل بكل تأكيد.

 

يمكنك البحث عن المستقلين المناسبين لمشروعك الناشئ عبر موقع “مستقل” الذي يُعد بمنزلة حلقة الوصل بين المستقلين وأصحاب المشاريع في العالم العربي، حيث يحتوي على نخبة من المستقلين أصحاب الكفاءات الذين يتمتعون بالخبرة والمرونة اللازمة ويمكنهم إنجاز أعمالك بدقة وسرعة.

 

شارك المقالة:
434 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook