مستقبل الأعمال مرهون، في الوقت الحالي، بمدى القدرة على التحول الرقمي والتأقلم مع ظروفه وشروطه الحديثة، يعني هذا أن مستقبل الشركات على المحك، فإما تجدد من طرقها وأدواتها سواءً في تقديم المنتجات أو الخدمات، أو تقبل بالاختفاء والزوال من السوق.
على طول الخط، ثمة علاقة وطيدة بين التسويق والابتكار، أي ابتكار في المنتج أو خدمة العميل، لكن هذه العلاقة أمست الآن تحديًا كبيرًا، لا سيما لتلك الشركات التي كانت ترى في التحول الرقمي مجرد ترف، فإن لم تلحق بركبه زالت من السوق ولم يعد لها أثر.
وفي هذا السياق، قال معتز حجاج؛ رائد الأعمال وخبير التسويق الرقمي ومؤسس Chess Tag، في حديثه الحصري لـ «رواد الأعمال»، إن الكثير من القطاعات اتجهت، خلال أزمة كورونا الحالية، إلى التحول الرقمي بشكل سريع؛ لتوفير الاحتياجات الضرورية التي تهم المستهلك، واكتشفت، خلال هذا التحول، أن هناك مزيدًا من الفرص لتطوير آليات العمل، وتحسين تجربة المستخدم.
وأضاف أن كل الشركات التي تحولت رقميًا، خلال هذه الفترة، تمكنت من خدمة المستهلك/ المستخدم بشكل جيد ومبتكر، وستستمر بقوة بعد الأزمة.
ورأى «حجاج» أن التحول الرقمي أصبح مهمًا وضروريًا، خاصة بالنسبة لتلك الشركات التي كانت ترى أنه لا يعدو كونه شيئًا ثانويًا أو محض ترف، لافتًا إلى أنه في اللحظة التي جلس فيها العميل في منزله فقدت الشركات فرصة التواصل معه وجهًا لوجه، وهو الأمر الذي حتّم عليها توفير بدائل رقمية تُمكّنها من ذلك.
وأشار إلى أن هناك الكثير من المكاسب التي يمكن أن تحققها الشركات ورواد الأعمال _على حد سواء_ من خلال هذه النقلة الرقمية، ولعل أهمها: القدرة على اكتساب عملاء جدد، وتعزيز ولاء العملاء الحاليين واستدامتهم، لافتًا إلى أن استخدام مواقع التجارة الإلكترونية ازداد، خلال أزمة كورونا الحالية، بنسبة 20% على المستوى العالمي، وكانت النسبة الأكبر لأولئك العملاء الذين لم يستخدموها من قبل.
وذكر خبير التسويق الرقمي أن هناك فرصة لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، يمكن تحقيقها من خلال التحول الرقمي؛ وذلك عبر تحسين تجربة العميل؛ كي يتمكن من تمييز الشركة وعلامتها التجارية عن منافسيها.
العربية
