"تعبير عن الأخلاق

(ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ) (حديث صحيح).

إنّ الأخلاق هي الريح الطيّب الذي يرافق صاحبه فيجذب الناس إليه، وهي النور الذي ينعكس على صاحبها فتضيء روحه وقلبه وتظهر في حُسن تصرفاته، وهي ما تجعل منه شخصًا محبوبًا؛ فهي تحمله لترتقي به بين الناس بما حاز من حُلو الشمائل والصفات والأفعال، وهي التي تقوّم النفس وتهذّبها وتجعلها تسير في الطرق المُزهرة التي تملؤها الخيرات.

إنّ الالتزام بالأخلاق الحميدة الراقية ترتقي بصاحبه لترفع شأنه وتجعله محبوباً، وإذا ما التزم فيها كلّ فرد فبذلك يسود الحب والمودة والإخلاص في المجتمع وتساهم في تنقيته من العداوة والبغضاء والأنانية، فالأخلاق هي لبنة المجتمع الصالح وأساس بقائه واستمراره، وهي أمانه من الانهيار والفساد، فالأخلاق الحميدة تشمل العدل، والتسامح، والصدق، والأمانة، والاحترام، والشجاعة، والكرم، والتعاون، وغير ذلك الكثير، فكيف لمجتمع تسوده هذه الأخلاق أن ينهار، وألا يكون في قمّة الرُّقي والحضارة؟!

قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه

والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ

الأخلاق الخيّرة تشبه التربة التي نزرع فيها بذورنا فتنبت لنا أحلى الثمار، وتبقى دائمة الخضرة كلّما اعتنينا بها وسقيناها، لذا هذه التربة يجب أن نزرع بذورنا فيها ابتداءً من التربية السليمة، إذ إنّ تحلّي الإنسان بالأخلاق الرفيعة يبدأ من العائلة ومما تزرعه في أطفالها من قيم منذ صغرهم، وذلك يكون من خلال تعليمهم بعض الأخلاق الحميدة باتّباع الأبوين وأفراد العائلة لها أولًا وتطبيقها ليكونوا قدوة لهم، وتعليمهم أنّ سوء الخلق قد يطغى على حسنات أيّ شخص، وحُسن الخلق قد يخلق الخير فيه ويمحو ما فيه من صفات سيئة.

حثّ ديننا الإسلامي على حُسن الخلق، فكم من الآيات القرآنيّة والأحاديث التي تُظهر اهميّتها ومدى عمق تأثيرها في الآخرين، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159)، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أكْثرِ ما يُدخِلُ الناسَ الجَنَّةَ؟قال: ""تَقوى اللهِ، وحُسنُ الخُلُقِ) (حديث حسن)، فما أعظم الأخلاق وما أسعد من التزم بها!، حيث إنّ الإنسان يصبح سعيدًا عند تحلّيه بالأخلاق الطيّبة وتعامله مع الآخرين بأسلوب جميل، فتكون نفسه مطمئنة متصالحة مع ذاتها ومُحبّة للجميع، فالأخلاق كنز لا يفنى، فمن ملكها ملك أجمل ما في العالم!.

فيديو تعريفي عن الأخلاق وأهميتها

للتعرف على معنى الأخلاق وأهميتها شاهد الفيديو:"