من هو وارين بافت.. الملياردير المتواضع

الكاتب: وسام ونوس -
من هو وارين بافت.. الملياردير المتواضع

 

 

من هو وارين بافت.. الملياردير المتواضع

 

الاسم: وارين بافت

السن: 88 عامًا

الجنسية: أمريكي

الثروة: 82.1 مليار دولار

الشركة: بيركشير هاثاواي

الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 3 أبناء

من معجزة الرياضيات الصغير، إلى عبقري عالم التجارة الذي غيّر مقاييس دنيا الاستثمار؛ استطاع “وارين بافت”؛ رئيس شركة بيركشير هاثاواي، ذو الـ 88 عامًا، أن يكتب التاريخ بعد دراساته الجيدة للتجارة، وطبيعة الأسهم، فكانت مسيرته الناجحة في العمل، نموذجًا يحتذي به رواد الأعمال.

النشأة

وُلد وارين إدوارد بافت في 30 أغسطس عام 1930، في أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية؛ حيث كانت عائلته تدير متجرًا للبقوليات، وكان والده سمسارًا في سوق الأسهم، بينما كانت والدته ربة منزل.

ظهرت براعة بافت في الأمور المالية منذ طفولته، حتى لقبه أصدقاؤه بـ “معجزة الرياضيات”؛ لقدرته على جمع أرقام ضخمة، وهي الموهبة التي حرص على التباهي بها بين الحين والآخر.

كان بافت يزور والده في مكتبه للوساطة المالية، لكتابة أسعار الأسهم على اللوحة المخصصة لذلك، فقام بأول استثمار له في حياته، عندما بلغ الـ11 من العمر؛ إذ اشترى 3 أسهم في شركة Cities Service، بسعر 38 دولارًا للسهم الواحد، وظل متمسكًا به رغم انخفاضه إلى 27 دولارًا، ثم ارتفع إلى 40 دولارًا، إلا إنه حصل على ربح ضئيل من بيع الأسهم؛ وهو القرار الذي ندم عليه كثيرًا، خاصة بعد أن ارتفع سعر السهم إلى 200 دولار؛ الأمر الذي اعتبره درسًا لتعلٌم الصبر في الاستثمار.

الاستثمار الأول

في الرابعة عشرة من عمره، بدأ يجني بافت 175 دولارًا في الشهر من توزيع صحيفة “واشنطن بوست”، ثم اشترى أرضًا زراعية في نبراسكا مقابل 1200 دولار، كما قَدَّم أوَّل إقرار ضريبي عن عمله، مع خصم سعر دراجته البالغ 35 دولارًا من الضرائب.

في عام 1942، انتخب والده عضوًا في مجلس النواب الأمريكي، ثم انتقلت عائلته إلى مدينة فريدريك سبرج بولاية فيرجينيا.

التحق بافت بمدرسة وودرو ويلسون الثانوية، بالعاصمة الأمريكية “واشنطن”؛ حيث استمر في التخطيط لطرق جديدة لجني المال؛ حتى قرر شراء ماكينة ألعاب بينبول بقيمة 25 دولارًا، مع صديقه، ثم قررا وضعها في محلٍ للحلاقة، وفي غضون عدة أسابيع حصلا على ربحٍ كبير؛ ما جعلهم يشترون ماكينات أخرى، حتى امتلك ماكينات ألعاب في 3 أماكن مختلفة، قبل أن يبيعها بقيمة 1200 دولار.

التحق بافت بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا عام 1947، ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرّج فيها بدرجة البكالوريوس في العلوم عام 1950.

تقدّم بطلب الانضمام إلى كلية هارفارد للتجارة، لكنه رُفض؛ ما دفعه للتقديم في كلية التجارة بجامعة كولومبيا؛ حتى يتعلّم من بنيامين جراهام؛ مؤلف كتاب “المستثمر الذكي”، والذي كان له أثر كبير على شخصيته، وتخرّج فيها عام 1951، وكانت ثروته حينئذٍ تُقَدَّر بـ 10 آلاف دولار، جناها من أعماله التجارية أثناء مرحلة الطفولة.

بداية مسيرة العمل

باع بافت السندات لدى شركة بافت – فالك وشركاه لمدة 3 أعوام، ولم ينس شغفه بأستاذه بنيامين جراهام؛ إذ عمل لديه كمحلل سندات بشركة جراهام – نيومان، لمدة عامين.

في عام 1956، أسس شركة “بافت المحدودة” في مسقط رأسه، وتمكّن من معرفة الشركات المُقَدَّرة بأقل من قيمتها والتي جعلت منه مليونيرًا، من ضمنها: شركة “بيركشير هاثاواي” للمنسوجات؛ إذ بدأ في تجميع أسهمها مع بداية الستينيات من القرن الماضي، وبحلول عام 1965 كان قد امتلك الشركة؛ ما دفعه لحل شركة “بافت”؛ حتى يتفرغ لتطوير الأخيرة.

شرع بافت في إلغاء قسم صناعة المنسوجات تدريجيًا، معتمدًا على توسعة الشركة عن طريق شراء أسهم في مجال الإعلام؛ مثل: جريدة واشنطن بوست، بالإضافة إلى مجال التأمين مثل: شركة جيكو، و”إكسون” في مجال الطاقة.

حقق بافت نجاحًا باهرًا، ثم اشترى شركة الإخوة سالومون، والتي كانت تعاني من الفضائح عام 1987، وعقب استثمارات بيركشير هاثاواي المؤثرة في شركة كوكاكولا، أصبح بافت مديرًا للشركة من عام 1989 إلى عام 2006.

استحوذت شركة بيركشير هاثاواي، على كلٍ من شركة صناعة البطاريات Duracell، ومجموعة كرافت للأغذية Kraft Foods Group، والتي اندمجت مع هاينز عام 2015؛ حتى أصبحت ثالث أكبر شركات الأغذية والمشروبات الغازية في شمال أمريكا.

استطاع بافت طوال مسيرته، أن يكون مديرًا لمجموعة سيتي القابضة للأسواق العالمية، وشركة جراهام القابضة، وشركة جيليت.

إنسانية راقية

وفي مفاجأة أصابت العالم بالذهول، تبرّع وارين بافت بجميع ثروته لصالح الأعمال الخيرية، في يوليو من عام 2006، مُخصصًا 85% من ثروته لمؤسسة بيل وميلندا جيتس، في واحد من أعظم أعمال الإنسانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 2010، أعلن بافت وجيتس تأسيسهما، حملة عَهْد العطاء The Giving Pledge؛ لحث مزيد من الأثرياء على المساهمة في الأعمال الخيرية. وبعد عامين، اكتشف بافت إصابته بسرطان البروستاتا، فخضع للعلاج، وشٌفي منه في نوفمبر عام 2012، ثم ساهم مع مجموعة 3G Capital الاستثمارية لشراء شركة هاينز بقيمة 28 مليار دولار.

في عام 2016، أطلق بافت حملة Drive2Vote؛ لتشجيع مواطني ولاية نبراسكا على ممارسة حقهم الانتخابي، وللمساعدة في تسجيل وإيصال الناخبين إلى مواقع الاقتراع.

تزوج بافت مرتين: الأولى سوزان عام 1952 حتى وفاتها عام 2004، ثم تزوج أستريد مينكس عام 2006، ولديه 3 أبناء.

صنفت مجلة فوربس العالمية، الأمريكي “وارين بافت” في المركز الثالث، ضمن قائمة أثرياء العالم في عام 2014؛ إذ بلغت ثروته حينها 65.6 مليار دولار، بعد أن كان أغنى رجل في العالم في عام2008 بثروة 40 مليار دولار، والتي تضاعفت لاحقًا إلى أكثر من 82 مليار دولار، ثم ارتفعت إلى 84.6 مليار دولار العام الحالي 2019.

تواضعه

وبرغم ثروته الهائلة، لكن الملياردير بافت، اشتهر بتواضعه؛ إذ يعيش في منزله الذي اشتراه عام 1958 مقابل 31.5 ألف دولار، مبررًا ذلك بأنه يشعر فيه بالسعادة، فإذا افتقدها انتقل لغيره، كما يفضل أحيانًا ركوب المواصلات العامة، ورغم كبر سنه ومشغولياته، لكنه يحرص جدًا على القراءة التي يعشقها.

الدروس المستفادة:

  1. الدراسة: يحرص رائد الأعمال على دراسة وضع السوق، وتحليل الأمور جيدًا قبل الانطلاق في عالم ريادة الأعمال، حتى يتمكن من تحقيق النجاح.
  2. الاستثمار الذكي: يأخذ رائد الأعمال في اعتباره طرق الاستثمار الذكي، والتطلُع للنماذج التي سبقته في النجاح؛ لاتباع نهجهم.
  3. تنمية الذات: عمل بافت على تحقيق ذاته وتطويرها منذ الصغر، فالطفل الذي حقق أرباحًا وهو بن 11 عامًا، أصبح من أثرياء العالم.
  4. التواضع: لم تفتنه الثروة الهائلة التي حققها، بل ظل متواضعًا.

 

شارك المقالة:
485 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook