المستثمر الملائكي والذي يعرف أيضاً باسم المستثمر الخاص أو الداعم الملاك، هو فرد ذو ثروةٍ ماليةٍ كبيرة يقوم بتقديم الدّعم المادي للشركات والمؤسسات الصغيرة والناشئة على أساس تقاسم الملكية في تلك الشركات، وقد يكون هذا الدعم لمرة واحدة في المراحل الأولى من إنطلاقة المشروع، والتي تعد المرحلة الأصعب في حياة أي شركة، او يكون الدعم الماليّ مستمراً لمواجهة تلك التحديات و التي عادةً ما تواجه المشاريع الصغيرة.
يلجأ العديد من بادئي المشاريع إلى الاستثمار الملائكي نظراً لكونه من اسهل طرق التمويل، على الرغم من ذلك يعد الاستثمار الملائكي خطيراً ولا يتخطى عادةً اكثر من ١٠٪ من إنفاقات المستثمر.
كما وأسلفنا فإن المستثمر الملائكي هو فرد ذو أموال كبيرة يقدم الدعم المالي اللازم لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الجديدة، معظم هؤلاء المستثمرون يسعون الى الحصول على مردود مادي اكبر من تلك الاستثمارات مقارنةً بالمستثمرين التقليديين، وتعدّ شروطهم منصفةً أكثر من شروط القروض العادية، حيث يقوم المستثمر الملائكي بدعم المشروع في مراحله الأولى مباشرةً دون النظر إلى احتمالية نجاح المشروع أو فشله كما تفعل شركات القروض، يقوم بعض المستثمرين الملائكيين بالدعم عبر المنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت أو عبر إنشاء شبكة مستثمر ملائكي تقوم بتجميع المستفيدين سوياً.
يعود أصل مصطلح ” الملائكي” إلى مسرح (برودواي) في إنجلترا، حين قام الأثرياء بإعطاء الأموال لدعم الإنتاج أما مصطلح “المستثمر الملائكي” فقد استخدم للمرة الأولى في جامعة نيو هامبشير من قبل الاستاذ (ويليام ويتزل) الذي أسس مركز البحوث الاقتصادية حيث قام بإجراء دراسةٍ عن آلية جمع الشركات الصغيرة للأموال.
نعرّف لجنة الأوراق المالية والبورصات “المستثمر المعتمد” على أنّهُ شخصٌ لديه ميزانيةٌ تتجاوز عتبة المليون دولار أمريكي أو أكثر ( باستثناء الممتلكات الشخصية) ، أو من له دخل سنوي ثابت يعادل 200 ألف دولار في آخر سنتين ، أو من تجاوز دخلهم ٣٠٠ الف دولار أمريكي سنوياً من المتزوجين، وهذا الفرد مستعدٌّ لتقديم الدعم المادي البدايات الأولى للشركات، وخصوصاً لتلك المشاريع المتعطشة للأموال في بداياتها، حيث يعد هذا الدعم جذاباً أكثر من باقي أنواع الاستثمار الأخرى.
عادةً ما ينفق المستثمر الملائكي من أمواله الخاصة، على النقيض من أصحاب رؤوس الأموال الذين يجمعون الأموال من العديد من المصادر حيث يتم إنفاقها بشكل استراتيجي، وعلى الرغم من أن معظم المستثمرين الملائكيين يمثلون أفراداً، فإن الكيان الذي يقدم الدعم قد يكون أحد الشركات ذات المسؤولية المحدودة والتي تعتمد مبدأ الثقة بالإضافة إلى أنواع أخرى من التمويل.
المستثمرون الملائكيون الذين يدعمون نشوء الشركات البادئة التي تفشل في مراحلها الأولى
قد يخسرون استثماراتهم بالكامل، ويعزى السبب في أن المستثمرين الملائكيين المحترفين يبحثون عن فرص
لاستراتيجية خروج محددة أو عمليات استحواذ أو عروض عامة أولية.
إن أفضل الممارسات في الاستثمار الملائكي تقترح أن يبحث اولئك المستثمرون عن المشاريع الصغيرة أو المتوسطة
التي قد تضمن لهم عائداتٍ أكبر من المتعارف عليها ( ١٠ مرات من قيمة الاستثمار خلال خمس سنوات ) فتقترح
عليهم البحث عن الشركات الحديثة النشأة والتي تضمن لهم على الأقل تحقيق ٢٠ إلى ٣٠ ضعف المبلغ الذي تم
استثماره خلال فترة زمنية تتراوح بين ٥ إلى ٧ سنواتٕ من الاستثمار.
هذا و يبلغ معدل الدخل الفعال للمستثمرين الملائكيين حوالي ٢٢٪ على الرغم من أن هذا قد يبدو جيدًا للمستثمرين
ويبدو مكلفًا للغاية بالنسبة لرجال الأعمال الذين لديهم أعمال في مراحل مبكرة ، إلا أن مصادر التمويل الأرخص مثل
البنوك ليست متاحةً عادةً لمثل هذه المشاريع التجارية، مما يجعل الاستثمار الملائكي مثالياً لرواد الأعمال الذين لا
يزالون يعانون ماليًا خلال بدايات مشاريعهم، ومن الجدير بالذكر أن الاستثمار الملائكي قد نمى بشكل كبير في العقود
القليلة الماضية حيث سمح الربح الكبير الذي يوفره بأن يصبح مصدرًا رئيسيًا للتمويل للعديد من الشركات الناشئة،
وقد أدى هذا بدوره إلى تعزيز الابتكار الذي يترجم إلى نموٍ اقتصادي.