يطلق مفهوم الإدارة على تلك العملية المنظمة التي يتم من خلالها تنسيق جميع الأعمال المرتبطة بمنظومة إدارية محددة من خلال استثمار كافة الموارد البشرية وغير البشرية المتاحة في تحقيق الأهداف والسياسات العامة التي تم وضعها مسبقًا، ويدخل في مفهوم الإدارة وجود مجموعة من الإداريين والأعضاء الذين يمتلكون السلطات الإدارية والكفاءات المتخصصة التي تمكّنهم من تسيير أعمال الأقسام التي يشرفون عليها من أجل تحقيق الأهداف العليا، ويتم ذلك من خلال التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة الفعالة على سير العمليات الإدارية، وينعكس تطور الفكر الإداري على السياسات العامة التي تخضع لها المنظمات، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن تطور الفكر الإداري.
جاء ظهور الفكر الإداري نتيجة لوجود العديد من التأثيرات الاجتماعية التي أدّت إلى تأسيس منظومات إدارية بناءً على ما ساد في العديد من المجتمعات الإنسانية من معتقدات، والتي كانت تمثل الإطار العام الذي يتم به إدارة كافة المشاريع الفردية أو الجماعية، ومع تطور الحياة الإنسانية والعلوم الاجتماعية والإدارية بدأت تظهر العديد من الطرق الجديدة لتنظيم العمليات الإدارية، وكان كل عصر من العصور الإنسانية لديه بعض المبادئ الإدارية والأفكار الخاصة، بما في ذلك ما ساد في القرن التاسع عشر، والتحولات الإدارية التي تلت ذلك وصولًا إلى الفكر الإداري في القرن العشرين والحادي والعشرين، حيث حاول الفكر الإداري الجديد سد العديد من الثغرات التي احتوت عليها الأنظمة الإدارية السابقة.
إن الحديث عن تطور الفكر الإداري يقود إلى وجود مجموعة من المدارس التي تبنت العديد من الآراء إزاء الفكر الإداري، والتي ساهمت بشكل أو بآخر في تطور الفكر الإداري عبر الزمن، ومن أبرز مدارس الفكر الإداري ما يأتي: