لم تنتظر الشابة السعودية غصون رواص خطاب التوظيف، عقب تخرجها في الجامعة بتخصص موارد بشرية، بل بدأت تكتشف مجال ريادة الأعمال، بمشروع صغير لتجارة العطور وأدوات التجميل، لكنَّها سرعان ما اكتشفت أن نجاحها الحقيقي سيأتي، حينما تسير على درب الأجداد في تجارة الحمضيات وقمر الدين؛ حتى أصبح منتج “حوامض الغصون” أحد العلامات التجارية الشهيرة الآن بالسعودية فكيف جاءت البداية؟

بداية حلم

بعد تخرج غصون رواص في الجامعة، سعت للبدء في أول أنشطتها التجارية، معتمدة على ما ادخرته من مكافأة “حافز البطالة” لشباب الخريجين؛ لتبدأ أول خطواتها في مجال ريادة الأعمال، دون مساندة من أحد، معتمدةً على حُلمها وشغفها الخاص؛ حتى افتتحت متجرًا صغيرًا لبيع أدوات ومستلزمات التجميل، لكنَّها لم تجد نفسها في هذا النشاط.

على درب الأجداد  

بدأت غصون في نشاطها التجاري التالي، مدفوعة بشغفها وحبها لريادة الأعمال، فافتتحت متجرًا صغيرًا لبيع الحوامض والقمر الدين” في عام 2013، خاصة وأن عائلتها ذات باعٍ كبيرٍ في مجال تجارته، فساعدتها خبرة جدتها كثيرًا في بدايتها بهذا العمل، ثم بدأت تجارتها مع الوقت في التنامي، إلى أن افتتحت عدة أفرع بعدد من المدن السعودية.

عقبات على الطريق

مع بدايتها، واجهت غصون عقبة الحصول على المواد الخام عالية الجودة؛ ما أضطرها في النهاية لاستيرادها من الخارج لاستخدامها في صناعة قمر الدين والحمضيات، مع تزايد الطلبات على منتجاتها؛ الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار المعروضات قليلًا”.

علامة تجارية خاصة

استطاعت غصون في غصون سنوات قليلة، شق طريقها وسط عمالقة بيع الحمضيات بالمملكة، بل وأصبح لها علامة تجارية خاصة تحمل اسمها “حوامض الغصون”، فتمكنت من التغلب على منافسيها، ببيع أكثر من صنف من الحوامض وقمر الدين بنكهاتِ جديدة، تلاها افتتاح محل لبيع الحمضيات بمكة المكرمة باسم “فتافيت السكر”، علاوة على محلها الأساسي “حوامض الغصون” بمدينة جدة.

زيادة الأرباح

استطاعت رائدة الأعمال الشابة، أن تجني ربحًا يوميًا من بيع الحمضيات تراوح بين 600 إلى 2000 ريال؛ عبر بيعها الحمضيات وقمر الدين بمتجريها في جدة ومكة المُكرمة، بمعاونة عاملين اثنين، بفضل ابتكارها نكهات جديدة، تفردت بها منتجاتها؛ فباتت بلا منافس في السوق السعودي.

الاتجاه للخارج

بعد نجاحها محليًا، دشنت حمضيات الغصون خدمة الشحن للمناطق المحلية، والدول الأخرى، فيما تسعى حاليًا إلى توظيف بعض الشباب السعودي؛ لتلبية احتياجات السوق من طلبيات الحمضيات وقمر الدين.

رسائل رائدة أعمال

تقول غصون:

• ” إنَّ حب العمل، والتوكل على الله، والثقة في النفس، هي أسس نجاح أي رائد أعمال، وكان لمساعدة زوجي ودعم أسرتي، أكبر الأثر في نجاحي”.
• “النجاح دائمًا ما يحالف الأفكار الإبداعية، لكن على الجهات الداعمة لرواد الأعمال، تسهيل الاستثمارات، ودعم المنشآت الصغيرة، وتوفير الأيدي العاملة المؤهلة”.
• ” على الجهات الداعمة، دراسة المشروعات بشكل جدي قبل البحث عن أفكار تطويرية جديدة، وألا تسمح بالمشروعات المكررة؛ لتجنب الخسائر، وأن تقدم الاستشارات للشركات المبتدئة، من حيث تنوع النشاطات، والأسماء التجارية، وكيفية حفظها وتطويرها، وتوعية المبتدئين بأنظمة وزارة التجارة؛ لتجنب الغش التجاري والاحتيالات والمنافسة غير الشريفة”.

الدروس المستفادة:

1-فتش عن الفكرة:

يتوقف 90 % من نجاح مشروعك الأول بمجال ريادة الأعمال على الفكرة، وكيفية بلورتها وتنفيذها؛ لذا عليك البحث عن فكرة جيدة تبدأ بها رحلتك في عالم ريادة الأعمال.

2-استعن بالخبراء:

إذا كان أحد أفراد عائلتك متخصصًا في المجال الذي تود العمل به؛ فلا تتردد في طلب مشورته، بل استشره في كل خطوات عملك، وانهل من معرفته، التي ستفيدك بلا شك في حياتك العملية.

3-لاتنتظر الوظيفة:

قد يقول البعض لماذا لا أنتظر الوظيفة، وحينما تأتي سأبدأ على الفور بالعمل في ريادة الأعمال جنبًا إلى جنب معها، وهذا اعتقاد خاطئ؛ إذ يحتاج العمل الريادي في البداية إلى تفرغ تام؛ لمواجهة مستجداته؛ وهو ما قد لا يتوفر إذا كان هناك وظيفة تحتل جزءًا كبيرًا من وقتك. وهناك العشرات من رواد الأعمال الناجحين، تركوا وظائف مستقرة، وغامروا بمستقبلهم، وأصبحوا فيما بعد أساطير في عالم ريادة الأعمال.

4-توسع أفقيًا:

حينما تأتي الأرباح، فلا تُبادر بوضعها في البنك، بل توسع أفقيًا وافتتح أفرع جديدة؛ فذلك يكفل لك مضاعفة الأرباح، وتعزيز الانتشار.