ظهرت ضريبة الدخل من بداية تطور الحياة الاقتصادية والمالية في المجتمعات الإنسانية، حيث أصبح الناس ينتمون إلى دول أو ممالك يعيشون فيها ويمارسون فيها نشاطاتهم اليومية، ويخضعون بناءً على وجودهم في هذه الدول إلى مجموعة من التعليمات والأعراف والقوانين المحلية التي تصدر عن السلطة الحاكمة فيها، ولقاءَ حصول الأفراد الذين يعيشون في و*على مجموعة متنوعة من الخدمات وتوفير الحماية لهم فإنه تترتب عليهم بعض الالتزامات المادية تجاه الدولة، ومن تطور العلوم المالية بدأ مفهوم الضريبة بالتبلور، وتعد الضريبة على الدخل من أنواع الضريبة، وفي هذا المقال سيتم بيان مفهوم الضريبة على الدخل.
تسمى ضريبة الدخل في اللغة الإنجليزية Income tax، وتعني تلك المصاريف المحددة التي تتكبدها المنظمة والتي يتم دفعها لصالح الحكومات والمُتأتِّية من وجود أرباح خاضعة لضريبة الدخل وفقًا لقانون ضريبة الدخل خلال فترة زمنية محددة، وقد تختلف قيمة الأرباح الخاضعة لضريبة الدخل بين منظمة وأخرى بناء على وجود اختلاف في الربح الخاضع للضريبة، والذي يُعزى إلى اختلاف تطبيق بعض الإجراءات المحاسبية وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا ومعايير المحاسبة الدولية، حيث يحدث اختلاف في بعض الحالات بين القيم بعض البنود الواردة في القوائم المالية باختلاف تطبيق السياسات والمبادئ المحاسبية، ومن أبرز هذه البنود صافي الأرباح والذي باختلافه تختلف قيمة الضريبة على الدخل، ويسمى المبلغ الذي يتم دفعه إلى الحكومة مع قبل المنظمة بعد خضوع الدخل للضريبة بضريبة الدخل المُستحقة.
بالإضافة إلى وجود سياسات وإجراءات محاسبية مختلفة تؤثر على مقدار ضريبة الدخل فإن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على ضريبة الدخل والتي تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض قيمة ضريبة الدخل المُستحقة، وهناك بعض الحالات التي يتم فيه إعفاء بعض الأفراد من دفع ضريبة الدخل، ومن أبرز العوامل المؤثرة على الضريبة على الدخل ما يأتي:
يشير مفهوم ضريبة الدخل المؤجلة إلى نوع خاص من الضريبة على الدخل التي يتم تأجيلها إلى سنوات مالية مُقبلة بسبب وجود بعض اختلاف بين قيمة الضريبة المُستحقة بين ما يتم احتسابه تبعًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا، وبين ما تفرضه قواعد وأنظمة ضريبة الدخل من مبالغ مُستحقة على المنظمة كضريبة دخل تخص فترة مالية محددة، وبصورة عامة يوجد تداخل كبير مبادئ المحاسبة الضريبية وبين مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا، لكن هناك بعض الاختلافات التي تظهر بينهما كاحتساب بعض المصروفات، حيث تعتبر بعض المصروفات قابلة للخصم وفقًا للقوانين الضريبية بينما لا يتم خصم هذه المصروفات وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا، وهذا يؤثر بشكل مباشر على صافي الدخل المترتب على خصم هذه النفقات أو احتسابها، ليؤثر ذلك بدوره على مقدار الدخل الخاضع للضريبة، ويُغير من قيمة الضريبة المُستحقة، ووفقًا لذلك تكون الضرائب المتسحقة في بعض الإقرارات الضريبة مُختلفة عن تلك المُتسحقة التي يتم احتسابها في الدفاتر.