معلومات عن معوقات التخطيط عندما يصبح التفاؤل محض غباء

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن معوقات التخطيط عندما يصبح التفاؤل محض غباء

 

 

معلومات عن معوقات التخطيط عندما يصبح التفاؤل محض غباء

 

التخطيط، كأي مهمة صعبة أخرى، ينطوي على الكثير من المعوقات، لكن معوقات التخطيط ، كما سيتضح فيما بعد، تبدو مقنعة ومنطقية، وهنا تكمن الخطورة.

فلكي نقنع الناس بجدوى التخطيط، يجب، أولا، أن نفند تلك الحجج واللافتات العريضة التي ترفع في وجه التخطيط وجدواه، وهو ما سنحاول النهوض به في المقال التالي.

حجج واهية:

هناك، بالطبع، الكثير من الحجج التي تُرفع في وجه كل من أراد التخطيط لنفسه على المستوى الشخصي، أو على التخطيط لعمله، ومن أبرز هذه الحجج: أن المستقبل مبهم، وغامض، فكيف نخطط لما لا علم لنا به؟!

تبدو هذه الحجة منطقية، لكنها تنطوي في ذاتها على مِعول هدمها؛ فإذا كان المستقبل غامضًا، ومن الممكن أن ينطوي على الكثير من المفاجآت التي قد لا تكون سعيدة، فمن المحتم أن نعد العدة، ونجهز أنفسنا لما قد يأتي.

فالتخطيط، في النهاية، هو عملية الاستعداد للأسوأ؛ فلو كنا نخطط لاقتناص الفرص فحسب، لما انطوت العملية التخطيطية على هذا القدر من الأهمية.

ليست هذه الحجة الواهية الوحيدة المعلنة ضد التخطيط، فهناك من يقول إن التخطيط يستغرق وقتًا طويلًا، وهناك ما هو من الأعمال التي يجب على المرء أن يكرس لها وقته وجهده.

لنفكر في هذا الطرح قليلاً، فهل كون المهمة شاقة يُقلل من جدواها؟! بل إن الأمر على الضد من ذلك تمامًا، فكلما كان الأمر عسرًا كلما كان ذلك مدعاة لإمعان النظر فيه، واستقصاء ما قد ينطوي عليه من أهمية.

ثم ما هي تلك الأعمال التي قد تكون أهم من التخطيط؟! أليس التخطيط نفسه عملاً بحد ذاته؟! قد تكون هناك أعمال مهمة بالفعل، وقد لا تقل أهمية عن عملية التخطيط، لكن كيف يمكننا إنجاز هذه الأعمال بدون التخطيط المسبّق لها؟!

وعلى كل حال، فإن هناك الكثير من الحجج التي قد تُرفع في وجه التخطيط وجدواه، لكننا أردنا فقط ضرب بعض الأمثلة، وتفنيدها، ليكون ذلك دليلاً على أن كل هذه الحجج واهية، ومن الممكن ببساطة الرد عليها، والإتيان على بنيان أصحابها من القواعد.

العناد.. سبب ذاتي لرفض التخطيط:

يلفت نظرنا الكاتبُ والمؤلف جيمس شيرمان؛ إلى قضية أخرى تُعد من أبرز معوقات التخطيط ، وهي تلك المتعلقة بالعناد، فمن الممكن أن يكون شخصٌ ما مقتنع بالتخطيط، وبجدواه، ومع ذلك يصر على عدم الانصياع لرأي ذاك الشخص الذي أقنعه بهذه الجدوى، لا لشيء إلا لكي يبدو خاضعًا، ومنصاعًا لرأي الآخرين.

وثمة مسألة أخرى، وهي الرغبة في أن يظهر المرء مستقلاً، فيعمل على تخريب خطط الآخرين، واستراتيجياتهم الخاصة؛ لكي يبدو مستقلاً، وحتى لا تقع عليه مسؤولية من أي نوع؛ فأحد مقتضيات التخطيط أنه يحدد الأهداف، ثم يوزّع المهام على أعضاء الفريق.

احذر التفاؤل!

هناك بعض الأشخاص المتفائلين للغاية، والذين يرون أن المستقبل لن يكون سوى وردي في جوهره، وإذا سمع بعضهم أيًا من الأخبار غير السارة فإنه يسقطها من حساباته وبشكل لا واعٍ.

هؤلاء أشخاص يدفعهم تفاؤلهم إلى الانغماس التام في اللحظة الراهنة، والإيمان الجذري بأن المستقبل لا يحمل سوى الخير. وهذه الطريقة في التفكير تجعل أصحابها لا يرون في التخطيط أي جدوى ولا أهمية.

وفي واقع الأمر، فإن هذا التفاؤل ليس سوى سم زُعاف، إنه، في العمق، ليس تفاؤلاً بل هو محض غباء وسذاجة؛ فلا مانع من أن تكون متفائلاً بالمستقبل، لكن هذا لا يمنع أيضًا أن تجهز نفسك لأسوأ السيناريوهات المحتملة.

الإدراك والفشل:

ترتبط بالطرح الفائت مباشرة فكرة غياب الإدراك، فغير المدرك فاشل دائمًا، الأشخاص غير المدركين لما يجري حولهم من وقائع، ولا يستطيعون ربط الأحداث ببعضها، وفهم مجريات الأمور، سيكونون آية في الفشل.

غياب الإدراك يعني الكثير من الأشياء، ومن بينها طبعًا عدم إدراك جدوى التخطيط، فهذا الأمر يعني أن غير المدرك لا يعرف نقاط ضعفه، ولا نقاط قوته، ولا يعرف أين يريد أن يصل، وحتى إن عرف فلن يعرف كيف يستطيع ذلك.

قِس على ما سبق:

إن ما طرحناه هنا ليست هي كل معوقات التخطيط، ولكن يمكننا القياس على ما سبق، والاستنتاج من بعض الأسباب المطروحة أعلاه، ومحاولة تمديد الدلالة المنطقية لبعض هذه الأسباب؛ لنفهم، في نهاية المطاف، مجمل هذه المعوقات، وكيفية مواجهتها، وطرائق الرد عليها

 

شارك المقالة:
156 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook