معلومات عن مستقبل العملات الرقمية.. هل ينتهي عصر النقود؟

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن مستقبل العملات الرقمية.. هل ينتهي عصر النقود؟

 

 

معلومات عن مستقبل العملات الرقمية.. هل ينتهي عصر النقود؟

 

ليس غريبًا أن يجري الحديث الآن، وبشكل موسع، عن مستقبل العملات الرقمية؛ خاصة أن عصرنا الراهن هو عصر النهايات، إذ يبدو وكأننا نطوي صفحة كبرى من صفحات تاريخنا البشري، ولا شك أن العملات الورقية _اعتمادًا على منطق الصيرورة والتطور الأبدي_ ستكون، عما قريب أو بعيد، جزءًا من ماضينا التليد.
 
لكن شيئًا لا يزول أو ينمحي إلا ويخلفه شيء آخر، هذا هو فحوى نظرية توماس كون التي وضعها في كتابه «بنية الثورات العلمية»، والعملات الرقمية هي مستقبل النظام المالي على ما يبدو، لكننا في «رواد الأعمال» لا نقيم تأبينًا للعملة الورقية بقدر ما نحاول استشراف مستقبل العملات الرقمية؛ فنحن مضطرون إلى التعامل مع الواقع كما هو، والتأقلم معه في صورته الخام.
 
اقرأ أيضًا: البيتكوين تصل إلى 24 ألف دولار.. ماذا بعد؟
 
نهاية محتومة
على مدار قرن مضى كانت العملات الورقية تفقد قيمتها بشكل مطرد؛ حيث نقترب الآن من أدنى مستوى لها على الإطلاق؛ بسبب السياسات النقدية التوسعية التي تتجلى في: خفض أسعار الفائدة، والطباعة المفرطة على المعروض النقدي.
 
وكشفت دراسة أجنبية أُجريت على 775 عملة ورقية حول العالم عن أنه لا يوجد سجل لأي عملة ورقية واحدة احتفظت بقيمتها على المدى الطويل، وعادة ما يكون العمر الافتراضي لأي عملة ورقية قرنًا أو أكثر بقليل.
 
ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع العملات الورقية فشلت نظرًا لعدد لا يحصى من الأسباب، أبرزها: التضخم المفرط، الإصلاحات النقدية، أعمال الاستقلال، والحروب وغيرها.
 
ووجدت الدراسة أيضًا أن متوسط العمر المتوقع للعملة الورقية يبلغ حوالي 27 عامًا، مع تعرض 23% من العملات الورقية التي لا تزال قيد التداول لانتهاكات السياسات النقدية الجارية، فمن المتوقع أن ينخفض هذا المتوسط بنسب غير مسبوقة.
 
إن نهاية العملات الورقية، والحال كذلك، محتومة، فإذا لم يكن هذا بسبب سوء استخدام الحكومات للسياسات النقدية، فقد يكون تطورًا طبيعيًا للسلوك البشري ناتجًا عن التقدم التكنولوجي في مجالات الذكاء الاصطناعي (AI)، أو ببساطة نتيجة مجرد وجودنا في هذا العصر الرقمي.
 
اقرأ أيضًا: كيف تبدأ تداول العملات الرقمية؟
 
مستقبل العملات الرقمية
وفقًا لدويتشه بنك، فإن النظام النقدي الحالي هش، ويرى أنه بحلول عام 2030 سترتفع العملات الرقمية إلى أكثر من 200 مليون مستخدم.
 
وفي تقرير “Imagine 2030” يقترح دويتشه بنك أن العملة الرقمية يمكن أن تحل في نهاية المطاف محل النقد في يوم من الأيام، مع تزايد الطلب على إخفاء الهوية ووسائل الدفع الأكثر لامركزية.
 
ونشر البنك الألماني تقريرًا بحثيًا بعنوان Imagine 2030. في هذا التقرير يقول البنك إن العملات المشفرة هي حاليًا مجرد إضافات إلى نظام دفع الأموال الحالي. ومع ذلك، فقد تكون العملات الرقمي هي البدائل في القرن المقبل.
 
وفيما يتعلق بمستقبل العملات الرقمية، يتوقع دويتشه بنك أن يزداد عدد مستخدمي العملات المشفرة بمقدار أربعة أضعاف في السنوات العشر المقبلة؛ ليصل إلى 200 مليون، هذا النمو يماثل تقريبًا نمو عدد مستخدمي الإنترنت في أول 20 عامًا.
 
ووفقًا لمسح أجنبي حديث فإن ما يقرب من 18% من الطلاب المقيمين في الولايات المتحدة إما يمتلكون عملة رقمية واحدة على الأقل أو امتلكوا واحدة في الماضي. هذا يعني أن مستقبل العملات الرقمية سيكون، وربما لسنوات طوال، هو مستقبل الدفع والمعاملات المالية بين البشر.
 
مستقبل العملات الرقمية
 
اقرأ أيضًا: كيفية احتساب رسوم المعاملات في العملات الرقمية
 
مقاومة الطراز القديم
لكن العبور إلى مستقبل العملات الرقمية لن يكون عبورًا سهلًا؛ فكل نظام صنع أو أوجد عملة «ورقية» ما سوف يستميت في الدفاع عنها، فطالما أن لكل توجه رجاله ومنظماته فإن هذه المنظمات سوف تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة.
 
وعلى ذلك فإن استبدال نظام المال الذي هيمن لأعوام طوال ليس بالأمر السهل ويتطلب إصلاحًا عميقًا للبنية التحتية المالية في العالم.
 
وغالبًا ما كانت المؤسسة المالية رافضة إمكانية أن تصبح العملات المشفرة نظامًا نقديًا سائدًا، مستشهدة بالحالات التاريخية للاحتيال والإجرام والافتقار إلى الرقابة التنظيمية.
 
ولم تفكر البنوك المركزية _ربما بدأنا نشهد نوعًا من التغير في هذه النقطة مؤخرًا_ لا في مستقبل العملات الرقمية ولا حتى مستقبل العملات الورقية، أو مستقبل النظام المالي ككل، سوى أن ظهور وذيوع التكنولوجيا وشركات الدفع الرقمية غيّر المعادلة، وقلب الطاولة رأسًا على عقب.
 
إن مستقبل العملات الرقمية مرتهن، كما يشير تقرير دويتشه بنك الذي أشرنا إليه سابقًا، بأن تصبح هذه العملات شرعية في نظر الحكومات والهيئات التنظيمية.
 
وعلى الرغم من حالة الرفض المؤسسي الذي وُوجهت بها العملات الرقمية بدأت بعض المنظمات الحكومية والخاصة بجميع أنحاء العالم في التعرف على فوائد الاقتصاد المرمز، وبنك إنجلترا، Sveriges Riksbank، وبنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي من بين أولئك الذين يبحثون في إمكانات العملات الرقمية ومدى قدرتها على أن تكون بديلًا صالحًا للعملات الورقية الحالية.
شارك المقالة:
147 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook