الشباب السعودي كسب حيزاً في مجال التسويق سمح له بعكس احترافية عالمية
وسائط التواصل الاجتماعي إحدى أهم نوافذ التواصل مع العملاء والجمهور ومرآة التطوير

الرياض: فتح الرحمن محمد يوسف

بنك البلاد منشأة ذات مواطنة،تنتمي إلى المجتمع السعودي وتستشعر المسؤولية تجاهه، فاستشعار المسؤولية يجعل بنك البلاد يترقب كيف يستطيع أن يرتقي بخدماته ناحية مجتمعه الذي هو على دراية به كونه منشأة محلية واعية بثقافته.كان لبنك البلاد بادرة فيتقديم أول خدمة من نوعها على مستوى المنطقة العربية، لذوي الاحتياجات الخاصة وهو في الفرع الأول الذي أقيم في شارع التخصصي بمدينة الرياض، والذي سمي بفرع الوصول الشامل؛ ذلك لأن ذوي الإعاقة السمعية والبصرية والحركية جميعهم يستطيعون الان الحصول على الخدمة التي يطلبونها.كما أن بنك البلاد من المصارف التي تسهم في برنامج كفالة، حيث يقوم بتمويل ودعم أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة.. رواد الأعمال التقت محمد بن راشد أبا الخيل مدير قطاع التسويق والتواصل ببنك البلاد في الحوار التالي للإجابة عن تساؤلات عدة في مجال التسوبق ومستقبله في المملكة.

بداية، حدثنا عن أهمية التسويق على مستوى المفهوم العام وعلى مستوى السوق السعودي بشكل خاص؟

كان التسويق أداة عملية، أسسها  الترويج للخدمات والسلع الخاصة بالشركات، ومع تطور مفهوم التسويق أصبح الآن جزءا أساسيا من استراتيجية الشركات والمؤسسات مهما كانت أنواعها وانشطتها، التي تقدم خدماتها بما يندرج تحت مسمى التسويق، وبذلك فالتسويق يهدف الى ترسيخ وموضعة المنشأة في أذهان الموظفين، العملاء و المهتمين والمجتمع والأطراف أصحاب العلاقة وذلك من خلال بناء سمة الشركة وهويتها ورسم شخصيتها وتطويرها لتظهر للجميع بالشكل المرغوب، من خلال رؤيتها، مهمتها وقيمها، من خلال كافة الوسائل من علاقات عامة و تواصل و مساهمات وأنشطة اجتماعية.

ما تقييمك لنمو سوق التسويق في السعودية وما توقعاتكم له في العام المقبل؟
التسويق بمفهوم الترويج أو الإشهار، موجود منذ أواخر الستينيات الميلادية في السعودية، وذلك من خلال أنشطة الشركات والسمات التجارية التي دخلت المملكة آن ذاك، ولكن المتحكم في تلك الفترة السوق كان هدفه إشهار وإعلان، ولم يكن دور التسويق استراتيجي  في قطاع الأعمال، وكان الخبرات التي تعمل في مجاله هو غير السعودي، وبالتالي فإن الثقافة المحلية وفهمها واستيعابها والتي تلعب دور رئيس في نجاح الحملات الترويجية وقتها كانت غائبة نوعا ما عن الساحة. الا ان الشباب السعودي في الثمانينات بدأ يدخل هذا المجال ويكسب تدريجيا من خلال السنوات اللاحقة حيزاً سمح له بعكس احترافية عالمية من خلال الاحتكاك والعمل مع الخبرات المؤهلة الغير سعودية وتطبيقها بالمفهوم المحلي مراعياً احتياجات ومتطلبات الثقافة والجمهور.بالتالي مزج الخبرة مع معرفة حاجة المجتمع محليا هادفين الى خطط واستراتيجيات ناجحة، وقد أدى ذلك  إلى تطوير وتعميق اكبر لفهم السوق المحلي، وبدأ يظهر الإبداع في موضوع كيفية توظيف التسويق في خدمة قطاعات الأعمال، حيث كانت المسألة سابقا تتلخص في كم لديك؟ وإطلاق حملة ترويجية بحسب الميزانية المتوفرة، أما اليوم بات الهدف إيجاد الحلول الأمثل والتي قد لا تكون بكلفة الحملات الإعلانية؛ وعليه اصبح دور التسويق عنصراً فاعلاً مساهماً في تطوير اعمال المنشأة واستدامتها لتقديم خدماتها وكسب رضىعملائها ومجتمعها والتفاعل بين الأطراف المستفيدة. كما ان دخول التسويق الرقمي ووسائط التواصل الاجتماعي أسهما بشكل كبير في ذلك التفاعل.

ونحن في بنك البلاد نرى أن هذا التفاعل اليوم هو لنا بمثابة مرآة تعكس ما حقيقة ما نحن عليه في السوق. ذلك لان الكثير من المنشأآت تظن انها تعرف نظرة السوق لها لكن النظرة الحقيقة هي نظرة الجمهور وكيف يمكن تطويرها لكسب تموضع افضل والاستمرار في تطويره.
واليوم في بنك البلاد  أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي هي المرآة التي نستقرئ منها ردود افعال العملاء والمجتمع ونظرتهم لنا سواء لنا خاصة أو عموم البنوك، ونستقرئ منها أمورا معينة تعيننا على تطوير محدد في جزئيات معينة، والأهم من ذلك نسمع ما هو مفيد واستفاد منه العملاء لتوظيفه في تطوير اعمالنا، إضافة إلى ذلك أصبح لدينا أرقام واضحة نستطيع من خلالها قياس العائد الاستثماري؛ لأننا نرى أن الإعلانات ما هي إلا استثمار، وبالتالي سيكون هناك عائد وأصبح لدينا السبل الأكثر دقة في قراءة العائد، وليس من شك أن ذلك لا يغني عن علاقتنا الجيدة مع الصحف من خلال العلاقات العامة والإعلانات الخارجية؛ لأنه من المهم جدا أن نكون ظاهرين أمام العيان وان لا نغيب عن المجتمع لتذكيرهم دوماً بمن نحن وماذا لدينا لنقدمه من خدمات ومنتجات؟، وهذا كله يصب في مصلحة المنشأة في حالة واحدة فقط وهي إذا كانت التغذية الرجعية تستفيد منها المنشأة في تطوير حالها، أما إذا كان الهدف فقط إشهار وإعلان فدور التسويق هنا ينطفئ لانه اصبح تشغيلي وبالتالي مركز تكلفة.

أطلق بنك البلاد خدمة خاصة بذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وأفرد لهم فرعا خاصا بهم .. إلى أي حد تعتبر هذه الخدمة شكلا من أشكال تطوير العملية التسويقية بشكل عصري؟
إن بنك البلاد هو جزء من المجتمع وبالتالي فهو كمنشأة مساهمة وتهدف الى الربحية فإنه يعتبر بهيكلته وموظفيه منشأة ذات مواطنة، وينتمي إلى المجتمع السعودي فهو يستشعر المسؤولية تجاهه، وذلك يجعل بنك البلاد يترقب كيف يستطيع أن يرتقي بخدماته وأنشطته ناحية مجتمعه بقدر استطاعته. ولا شك فإن موضوع تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وهو في فرع بنك البلاد على شارع التخصصي بمدينة الرياض، والذي تم تأهيله ليكون فرعاً للوصول الشامل؛ ذلك لأن ذوي الإعاقة السمعية والبصرية والحركية جميعهم باستطاعتهم الان الحصول على الخدمات التي نقدمها لغيرهم. وتبعاً لذلك وبالتعاون مع مركز تواصل تم عمل اول قاموس مصرفي بلغة الإشارة،  ونحن نعمل حاليا على دراسة كيفية تعميم هذا القاموس على كافة البنوك من خلال مؤسسة النقد العربي السعودي، وفي طور طرح الفكرة لهم، ولم تأت هذه الأفكار إلا لأنه أولا أن قيمنا في بنك البلاد والمستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وهي (المشاركة والاهتمام والثقة والمسؤولية والمبادرة والابتكار)، تحتم علينا القيام بمثل هذه الخدمات وثانيا لرغبتنا في أن نكون منشأة تقوم بدورها الاجتماعي وأخيراً نحن جزء من المجتمع وبالتالي مبادرتنا في طرح مثل هذه الأفكار وتحويلها إلى واقع يعود بالمصلحة على الجميع.