يقصد بعلم الاقتصاد ذلك العلم المتخصص الذي يهتم بدارسة الثروة التي يجمعها الإنسان بأسلوب تحليلي يتم فيه وضع الأسس التي يتم بناءً عليها صرف الثروات من أجل تحقيق المنافع وقضاء الاحتياجات المتعلقة بالإنسان في حياته اليومية، كما يساعد علم الاقتصاد الإنسان على تنظيم الحياة الاقتصادية في مختلف مراحل حياته، وإيجاد أسلوب محدد للاستهلاك تبعًا لمحدودية دخل الأفراد ووجود احتياجات متزايدة مع تطور مراحل الحياة التي يعيشها، وفي ظل وجود الأزمات الاقتصادية وحدوث تطور في المنظومات الاقتصادية المحلية والعالمية فقد يحتاج الإنسان إلى أخذ رأي الخبراء الاقتصاديين فيما يتعلق بالسلوك الاستهلاكي ويعتبر مفهوم التنمية الاقتصادية من أهم المفاهيم المرتبطة بعلم الاقتصاد، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال ما مفهوم التنمية الاقتصادية.
يشير مفهوم التنمية الاقتصادية إلى تلك العملية المُنظّمة التي يتم من خلالها الارتقاء بمستوى الاقتصاد الوطني على كافة الأصعدة والمستويات، وتعكس التنمية الاقتصادية التطور الحاصل في القطاع الاقتصادي سواء كان ذلك على الجانب الكمِّي أو النوعيّ، حيث تحدث نقلة نوعيّة اقتصادية بعد حدوث التنمية الاقتصادية ليتغير تصنيف الاقتصاد الوطني من اقتصاد منخفض إلى اقتصاد قوي، ومن اقتصاد بدائي إلى اقتصاد متطور، ولا يقتصر مفهوم التنمية الاقتصادية على جانب محدد في القطاع الاقتصادي، حيث يشمل الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي أيضًا، وظهرت الحاجة إلى حدوث التنمية الاقتصادية في الدول بعد الحرب العالمية الثانية بسبب تعرض العديد من الدول المتأثرة بالحرب إلى نكسات اقتصادية، وما سببته الحرب من استنزاف في الموارد البشرية أو في الموارد الاقتصادية لتلك الدول.
هناك العديد من المعايير التي تُستخدم للحكم على حدوث التنمية في القطاع الاقتصادي في دولة ما، ومن أبرز هذه المعايير مقدار دخل الأفراد في المجتمع، ومعدل نمو الدخل الفردي مع تقادم السنوات، حيث إن حدوث تحسن ملموس في المستوى المعيشي لدى عامة الشعب يؤثر بشكل مباشر على الحالة الاقتصادية العامة، خاصة في البلدان النامية التي يقل فيها الدخل الفردي، فبزيادة الدخل الفردي تزداد قدرة الفرد على الإنفاق وتلبية متطلبات الحياة اليومية، ويمكن دراسة التنمية الاقتصادية في دولة ما من خلال إجراء مقارنات بين العناصر الاقتصادية في اقتصاد الدول المختلفة ببعضها، وتحديد أوجُه القوة والضعف.
يمكن إبراز أهمية التنمية الاقتصادية من خلال دراسة تأثيراتها على المجتمعات التي يحدث فيها هذا النوع من التغيير في القطاع الاقتصادي، وتتنامى الحاجة إلى تنمية الاقتصاد الوطني في الدول بسبب قلة الموارد وحدوث زيادات في أعداد السكان، فضلًا عن وجود بعض القلاقل والحروب في العديد من دول العالم، والتي أدت إلى ضعف القطاع الاقتصادي، وزادت حاجته إلى النهوض به من جديد، وعليه فإنه أهمية التنمية الاقتصادية تكمن فيما يأتي:
يدخل في مفهوم التنمية الاقتصادية حدوث تأثيرات تشمل كافة جوانب الاقتصاد، وبشكل عام فإنه يمكن تقسيم الاقتصاد إلى نوعين أساسيين يختلفان في التفصيلات التي يُعنى منها كل نوع منهما، وفيما يأتي بيان لأنواع الاقتصاد:
يمكن تعريف الاقتصاد الجزئي على أنه ذلك العلم الاقتصادي الذي يهتم بدراسة النشاط الاقتصادي للأفراد أو المجموعات الاستهلاكية الصغيرة، ويُطلق على علم الاقتصاد الجزئي في اللغة الإنجليزية Microeconomics، ويُعنى الاقتصاد الجزئي بالسلع البديلة التي يمكن للأفراد استخدامها بدلًا من السلع الأساسية من أجل توفير مستلزمات الحياة اليومية في ظل وجود محدودة في الموارد الاقتصادية وطلب متزايد على السلع والخدمات من قبل الأفراد والمجموعات الاستهلاكية الصغيرة، كما يهتم بالقرارات الاقتصادية التي يتخذها الأفراد، ومدى تأثير هذه القرارات على أسعار السلع والخدمات، ويُسهم هذا العلم الاقتصادي في إجراء تحليل للواقع الاقتصادي بشكل جزئي لأنه يدرس أصغر التفاصيل الاقتصادية وأدقّها.
يمكن تعريف الاقتصاد الكلي على أنه ذلك العلم الاقتصادي الذي يهتم بدراسة النشاط الاقتصادي على المستوى الإجمالي، ويُطلق على علم الاقتصاد الكلي في اللغة الإنجليزية Macroeconomics، ويُعنى هذا العلم الاقتصادي بتحليل المَنحى الاستهلاكي على المستوى الكلي في الدول، وبيان أثر العوامل الاقتصادية على مختلف عناصر الاقتصاد، بالإضافة وضع تصورات مستقبلية للاقتصاد الإجمالي بناءً على وجود ظروف اقتصادية محددة في الأسواق المحلية أو العالمية، والتي تستفيد منها الجهات التي تُعنى بالاستثمار في تحديد التوجه الاستثماري في وقت لاحق.