معلومات عن رومان أبراموفيتش.. مالك تشيلسي

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن رومان أبراموفيتش.. مالك تشيلسي

 

 

معلومات عن رومان أبراموفيتش.. مالك تشيلسي

 

إذا قرر كتابة سيرة حياته، فسوف يحقق مبيعات خيالية؛ لشعبيته الطاغية، وقصته المثيرة للجدل؛ إذ كان طفلًا مغتربًا، هاجر بعد فقد والديه اللذين افترقا، وبدأ العمل كبائع دُمى، ثم أصر على النجاح والتفوق، فأصبح قدوةً لمن بدأوا من الصفر حتى الوصول لأعلى المراتب، إنه الملياردير الروسي “رومان أبراموفيتش”؛ مالك نادي تشيلسي الإنجليزي.

اليُتم المبكر

وُلد رومان أركاديفتش أبراموفيتش في 24 أكتوبر عام 1966، في ساراتوف بروسيا، أثناء فترة الاتحاد السوفيتي السابق؛ حيث تنحدر أسرته من أصول ليتوانية. كان والده أركادي آرون إبراموفيتش مديرًا لمكتب الدولة، وكان جده رجل أعمال، رحل في معسكر غولاغ ريشوتي عام 1942؛ حيث تم ترحيل الأسرة إلى سيبيريا أثناء فترة الاحتلال السوفيتي في ليتوانيا. وعندها وجد الوالدان أنفسهما في عربات مختلفة، ففقدا بعضهما البعض؛ ما دفع رومان إلى تربية أقاربه بشقة قذرة في العاصمة الروسية “موسكو”، وقضاء معظم مرحلة الشباب في جمهورية كومي الواقعة بشمال روسيا.

بدأ رومان عمله خلال خدمته العسكرية، وبعد فترة قصيرة قضاها في الجيش السوفيتي، عمل تاجرًا متجولًا في الشوارع، ثم ميكانيكيًا بمصنع محلي، ومنها إلى عالم صناعة الألعاب.

 

بائع “البط المطاطي”

من خلال شقته بالعاصمة الروسية، كان رومان يبيع ألعاب الأطفال، ولاسيما “البط المطاطي” ، وعندما واتته فرصة إضفاء الشرعية على أعماله، اغتنمها رومان في عام 1988، عندما أتاح برنامج إعادة هيكلة الإصلاحات الاقتصادية “البيريسترويكا” فرصًا للخصخصة بالاتحاد السوفيتي، فأنشأ رومان شركة لصناعة الدُمى.

وفي عام 1989، عمل في مجال مكونات السيارات، أثناء تولّي ميخائيل جورباتشوف، رئاسة الوزراء؛ إذ لعب دورًا رئيسًا في عالم أبراموفيتش، عندما سمح لأول مرة بتشغيل المشروعات التعاونية الصغيرة.

لم يتخل رومان عن استغلال الفرص عندما عقد قرانه على زوجته الأولى “أولجا” عام 1987؛ إذ منحه الرئيس جورباتشوف هدية تُقدّر بـ 1000 يورو؛ ما دفعه لوضع المبلغ بالكامل في استثمار جديد، اقتحم من خلاله السوق السوداء لبيع العطور، ومزيلات العرق، ومعجون الأسنان؛ لتتضاعف أرباحه بشكل كبير، بعد فترة وجيزة.

في عام 1991، تزوج للمرة الثانية “إريانا”؛ مضيفة طيران روسية سابقة، قابلها في إحدى رحلاته، ثم في الفترة بين عام 1992 إلى عام 1995، أسس 5 شركات أجرت عمليات إعادة بيع، وأنتجت سلعًا استهلاكية، وكانت بمثابة الوسيط، حتى تخصصت في نهاية المطاف في تجارة النفط ومنتجاته.

 

إمبراطور النفط

امتدت ثروته من تكتلات النفط إلى المزارع الحيوانية، وبدأ الاستثمار في عدة مجالات مختلفة؛ حتى أسس نحو 20 شركة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، في قطاعات مختلفة؛ مثل: تجديد الإطارات، وتوظيف الحراس الشخصيين.

في عام 1995، استحوذ أبراموفيتش وبوريس بيريزوفسكي- شريك الرئيس بوريس يلتسين- على حصة مسيطرة في شركة النفط الكبيرة “سيبنفت”، كانت الصفقة ضمن برنامج القروض مقابل الأسهم؛ إذ دفع كل شريك 100 مليون دولار لنصف الشركة، وهو أعلى من القيمة السوقية للأسهم البالغة 150 مليون دولار في ذلك الوقت، تمكّن رومان لاحقًا من تحويلها بسرعة هائلة إلى مليارات.

اُنتخب رومان عضوًا بمجلس الدوما عام 1999، ومنذ عام 2000 أصبح حاكمًا لمنطقة تشوكوتكا النائية بأقصى شمال شرق روسيا. وفي عام 2003، باع حصته في قطاع الألومنيوم الروسي للملياردير أوليج دريباسكا، مقابل ملياري دولار. وفي عام 2005، قام بتصفية أكبر أملاكه ببيعه حصته البالغة 72.6% في “سيبنفت” إلى شركة جازبروم، مقابل 13 مليار دولار، وفي المقابل وسّع استثماراته في قطاع الحديد الصلب.

شهد الاقتصاد الروسي انتعاشًا كبيرًا، بعد الشيوعية في الثمانينيات من القرن الماضي؛ ما انعكس بالإيجاب على رحلة عمل “رومان” الذي جني أرباحًا هائلة؛ الأمر الذي ساعده على الدخول في مجال الاستثمار، متمتعًا بذكاء خارق.

 

شراء نادي تشيلسي

كان رومان أبراموفيتش محبًا للرياضة بشكل كبير؛ لذا قرر في عام 2003 شراء نادي تشيلسي الإنجليزي، محدثًا ثورة عارمة في ثاني موسم له؛ بالتعاقد مع جوزيه مورينيو؛ المدرب البرتغالي المخضرم، و\كما تعاقد مع أعظم لاعبي كرة القدم في العالم؛ مثل الألماني “مايكل بالاك”، والإنجليزي “فرانك لامبرد”، وغيرهما.

توج تشيلسي بألقاب بلغت17 لقبًا في عهد أبراموفيتش؛ ليكون أكثر الأندية الإنجليزية حصدًا للألقاب منذ عام 2003 بعد مانشستر يونايتد، بل أصبح علامة تجارية كبيرة، وأحد أكبر أندية أوروبا؛ إذ تغلب مؤخرًا على أرسنال في نهائي الدوري الأوروبي، كما حصل على لقب اليوروبا ليج للمرة الثانية في تاريخه.

وعلى خلاف إرادته، أُعيد تنصيب رومان حاكمًا لمنطقة تشوكوتكا مجددًا عام 2005، تبرع خلالها بنحو مليار دولار لعدة مشاريع؛ لتوفير الخدمات، والبنية التحتية في تلك المنطقة. وفي المقابل، استفاد من إعفاءات ضريبية كبيرة تُقدّر بمئات الملايين وفرتها له تشوكوتكا.

قام بأعمال خيرية كثيرة؛ ببناء كثير من المدارس، والجامعات بمنطقة سيبيريا الباردة، كما أنشاً مؤسسة خيرية كبيرة تعنى بشؤون سكان المنطقة.

اُشتهر رومان بعشقه لليخوت؛ إذ يمتلك 5 من أجمل اليخوت في العالم، وتُقدّر ثروته بأكثر من 11 مليار دولار، علمًا بأنه أكثر رجال روسيا ثراءً في العالم. وفي عام 2006، قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 18.2 مليار دولار، في حين قدرتها مصادر أخرى عام 2007 بنحو 21 مليار دولار؛ ما جعله أغنى رجل فى روسيا، وثانى أغنى رجل فى بريطانيا.

 

الدروس المستفادة:

اغتنام الفرص: يغتنم رائد الأعمال، كل الفرص التي تلوح أمامه، ويعمل على تذليل العقبات التي تصادفه، من أجل تطوير مشروعه.

دبلوماسية العلاقات: يحترف رائد الأعمال فن الدبلوماسية في التعامل؛ ما ينعكس على عمله بطريقة مثالية.

التوقيت المناسب: في حالة الرغبة في تطوير العمل، يمكن لرائد الأعمال اختيار التوقيت المناسب لطرح أفكار جديدة، وغزو مجالات مختلفة.

 

شارك المقالة:
346 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook