مشاري الراجح
خارطة طريق الابتكار 2014م
حسب ما نشرته المجلة العلمية “العلاقة الاقتصادية بين التقنية والطاقة البشرية” بتاريخ 12/16/2013 و في ضوء توقعات الخبراء بشؤون الأبتكار بما تحتويه خارطة طريق الأبتكار لعام 2014م ، وباالإشارة الى التنافس المحتدم للابتكار في المنتجات والخدمات الذي سوف يستمر بشكل متسارع في عام 2014م. قطاع الاعمال عالمياً سواء كانت شركات ناشئة او عملاقة قادمون بسرعة للتنافس بإجراءات وتكتيكات وآليات مختلفة ونماذج أعمال جديدة لأقتناص وأستكشاف وتنفيذ وتطبيق الأفكار المبتكرة ( الخلاقة).
بعض الافكار ببساطة قائمة على استنساخ النماذج الذهنية و الافكار الأخرى قائمة على ابتكار داخل دائرة الابتكار بواسطة تغذية مصادر الابتكار والابداع لتضع النموذج الخاص بها.
ماهو النموذج الذي ستتبع في الابتكار؟
سواء استنسخت نموذج موجود بالأصل لتعزيز عملية الأبتكار فمن المحتمل بأنك بحاجة الى مساعدة من ادخال آليات من البيئة الخارجية الى داخلها أو اخراج آليات من البيئة الداخلية الى خارجها. وبلا شك فأن المصادر الداخلية هي مألوفة للسوق وللمشكلات الحالية سواء للسوق او لشركتك بينما مصادر الابتكار الخارجية ممكن أن تحقق لك أفآقآ جديدة دون قيود ثقافية أو سياسية.
وبالمقابل الموارد الخارجية والداخلية مجتمعة تتطلب الى وجود مخزون من المعرفة الواسعة والمهارات لتساعد بفاعلية نماذج الابتكارات الحالية خلق نموذج محدد يتوائم لإحتياجات السوق الغير معروفة.
معظم الشركات لا ينظمون اتجاه واضح للإبتكار هم فقط يستجبون للآخرين وردود أفعالهم. هولاء فقط يتبعون منافس واحد او يتبعون منافسين كثر في نماذجهم واجراءتهم
وتبرز ملامح أهم الآليات المتبعة لتطويرالابتكارات لدى شركتك في المنهجيات التالية:
1- الابتكار الغير التقليدي وبشكل سري : بمعنى أن هناك مجموعة صغيرة من يعملون على المشاريع داخل الشركة بشكل غير تقليدي وسري الهدف من المجموعة هو تطوير آليات واجراءات بشكل سريع وبدون قيود ادارية وتنظيمية. ويعمل الفريق الغير تقليدي والسري عادة على طرح خدمات ومنتجات جديدة في بدايتها ومن ثم تتحول للاجراءات والعمليات الطبيعة والمعتادة بعد نضوجها.
2- الابتكار من خلال خلق روح المبادرة الداخلية: تنمية روح المبادرة تأتي من مبادئ ريادة الأعمال، في حين أن ريادة الأعمال هو فعل يقود الى أنشاء أعمال جديدة او مشاريع مبتكرة، وبالمقابل تعرف روح المبادرة بالفعل الذي يقود الى برامج جديدة و منتجات جديدة أو خدمات جديدة والابتكارات والسياسات والاجراءات داخل الشركة.
3- مختبرات الأبتكار: وهي أقسام مخصصة لأستكشاف الافكار ، واجراء البحوث ، واختبار المنتجات الجديدة قبل طرحها، والمفاهيم والفلسفات، والتعاون مع المنافسين والمتعهدين، والتفكير خارج الصندوق الخ. هذه المختبرات والمعامل عادة يتم أنشاؤها من قبل الشركات ذات الميزانيات الكبيرة والمهتمة في (R&D) مراكز البحث والتطوير التي توظف أكثر من 1000 باحث على الأقل.
4- الأبتكار المفتوح: مفهوم بسيط بدلاً من عمل جميع الأشياء داخل الشركة او المؤسسة ممكن للشركات الاستفادة من أصحاب الخبرات من خارج الشركة في تطوير منتجات أو خدمات جديدة ولكن تكمن الحكمة تكمن في كمية التفاصيل التي يمكن الحصول عليها وليس بالمفاهيم الاساسية العامة. في الممارسة الأبتكار المفتوح هو ليس استراتجية واحدة ولكن يعتمد على ثلاث استراتيجات مختلفة وكل منهما يمثل فرصاً هائلة وتحديات كبيرة أيضاً.
5- الابتكار النظمي: وهو ابتكار ممنهج والذي يعتبر جزء لا يتجزاء من النظام البيئي للمؤسسات. ولايعتبر إضافة الى أي شئ من الكل بل يعتبر جزء من كل شئ. وبكل بساطة الأبتكار هو جزء من الثقافة وخليط من المفاهيم والمعتقدات وبالطبع كل واحد منا يتوقع منه التفكير والتأسيس وتقديم المنتجات والخدمات التي تفوق توقعات أصحاب المنفعة جميعاً ولذلك تسعى المؤسسات باستمرار لخلق الأبتكار عن طريق تحويل الأصول الغير ملموسة لأصحاب المنفعة بشكل منتظم الى لقيمة وأصول ملموسة.
6- الأبتكار التعاوني: ماذا يقصد بالأبتكار التعاوني بكل بساطة كما تفعل شركة بوركتر أند قامبل لتقريب العلاقة بين الموردين والمتعهدين. شركة بوركتر أند قامبل أسست برنامج أبحاث وتطوير أكثر من عشرات السنين أن تحصل على جميع ابتكاراتها من البيئة الخارجية للشركة. واخرى كشركة مايكرسوفت بالشراكة مع تيتش ستار قامت بأنشاء مسرع وهيكل وهو ماثبت أن تكون نموذجاً للابتكار في مرحلة مبكرة. وفي حقيقة الأمر الهيكل التنظيمي الخاص لمايكروسوفت وفر لرواد الأعمال الفرصة لخلق منتجات وخدمات مبتكرة. ويظل رواد الأعمال بحاجة الى النصح والإرشاد واقتناص الفرص ليحصلوا منها على ملكية فكرية متى ماخلقوا 94% من الملكية في عملهم ومنتجاتهم. ويظل هناك نماذج من الأبتكار التعاوني للتعاون بين الشركات التي تبحث عن الابتكار والاستشاريين الذي يساعدوهم على ذلك.
7- الابتكار في الحد الأدنى القابل للحياة: وكما نعرف لكل منتج أو خدمة دورة حياة افتراضية والابتكار يكمن في الحد الادنئ للمميزات في المنتج الجديد. وقد يتم نشر المنتج أو الخدمة عادة الى مجموعة فرعية من العملاء المحتملين والذين سبق لهم تبني منتجات سابقة للشركة ولديهم ولاء لمنتجاتهم. وبالطبع ستصبح أكثر عرضة لأخذ التغذية الراجعة من مقترحات ومرئيات واخذ الرؤية عن النموذج الأولي للمنتج والمعلومات التسويقية. وهي تعتبر الاستراتجية المتعارف عليها في الابتكار التي تجنب بناء منتجات العملاء لايريدونها ، وبالمقابل هذه المنهجية للأبتكار تبحث عن تحقيق أقصى قدر من المعلومات لمعرفة قيمة كل دولار يرغب بصرفة العميل او المستفيد ويخلق له قيمة مضافة وعادة هذه النموذج يقود لنموذج عمل قائم على الأبداع ومنتجات مبتكرة.
وبختصار للتعرف على خارطة الابتكار الخاص المناسبة لشركتك تستطيع الأخذ بالنماذج الابتكارية الموجودة أو كن مبدعاً وفكر بحكمة وبطرق غير تقليدية. ولتصبح مبدعاً تحتاج للإلهام ووضع الاهداف وعدم الاهتمام من أين و وكيف جاءات لك ومايهم في النهاية الامر هل ستحدث فرقاً وميزة نسبية لشركتك أم لا؟.
أكاديمي و كاتب متخصص في التسويق والإدارة الإستراتجية.