يعتبر يشار كمال أحد أهم الروائيين في تركيا المعاصرة، فهو من مواليد منطقة وان الكردية على الحدود الإيرانية،ولد عام 1923.
رحل أهله إلى منطقة جكوروفا قرب البحر المتوسط. عاش فيها طفولته وشبابه، وترعرع ضمن وسط قروي تركي كردي تركماني مختلط.
كان يشار ابنا لأسرة فقيرة ومهاجرة فلم يتمكن من إتمام تعليمه، كما لم يحصل على شهادة عالية، إذ دخل المدرسة وهو كبير نسبيا وكان هاجسه أن يقرأ فقط. أتم تعليم الابتدائي واشتغل بعدها في التدريس. ففي أعوام 1941 ـ 1943 ساعد معلم مدرسة القرية وعلم الأطفال. ومن ثم تابع قراءة الصحف والمجلات بشغف، وكان دائما يحلم بأن يصبح كاتبا. وتحقق حلمه فنشرت له في البدء مجموعة قصائد، في الصحف والمجلات بمدينة أضنه.
عمل لاحقا كاتبا للعرائض، إلى حين أن رقي إلى العمل في صحيفة الجمهورية الصادرة بإستانبول، نشر فيها تحقيقات عديدة. لمع اسمه ككاتب مع صدور روايته الأولى أنجه محمد «محمد يا صقري» التي نشرت في أعوام الخمسينات ولاقت إعجاباً ووزعت بشكل واسع روايته هذه، كما ترجمت إلى العديد من اللغات منها العربية.
استمر في إصدار الروايات المميزة التي تدور أحداثها في الريف الكردي والتركي، واستلهم من البيئة التي نشأ فيها بمنطقة جكوروفا مجمل عناصر ومادة رواياته، صور معاناة العمال الزراعيين والتطور الذي تبع استخدام الجرار في الزراعة والتأثير السلبي الذي لحق بمجتمع الفلاحين والعمال الزراعيين. تجسدت تلك الأفكار بأجمل صيغة في روايته الرشيقة (شجرة الرمان) وهي رواية قصيرة ممتعة ترصد شقاء وجماليات حياة العمال الزراعيين في سهول جكوروفا وهم يكدحون ويرحلون من قرية إلى أخرى بحثا عن العمل ولقمة العيش. وعلى ما يبدو أن هذه الرواية لم تترجم إلى العربية.
مناضل من أجل السلام وحقوق الإنسان
بقي يشار كمال إلى آخر حياته مناضلا من أجل حقوق الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية والسلام.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.