قبل التطرق إلى تأثير السوق السعودي في الأسواق العالمية يجب التعرف على سوق التداول السعودي الذي سبق وتم الحديث عنه، حيث أن للسوق السعودي "تداول" عدد من الاستراتيجيات والأهداف كتحسين جودة فئات الأصول بالإضافة لتطوير المشتقات والسلع لتلبي حاجة المستثمرين، وتحسين منتجات وخدمات ما بعد التداول من خلال تأسيس مركز لمقاصة الأوراق المالية، ومن الركائز التي تقوم عليها استراتيجيات وأهداف "تداول" العوامل المساعدة لتمكين المنظومة، من خلال بناء منظومة حديثة وذات فعالية وتكون هذه المنظومة مرتبطة بالاستراتيجية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي لتنفيذ وتحقيق أهداف الاستراتيجية، وتطوير خدمات شاملة لتيسير الوصول إلى التحليلات والمعلومات الخاصة بالسوق، ومن الأهداف والاستراتيجيات أيضًا تنويع فئات المستثمرين وذلك من خلال استقطاب مستثمرين دوليين بالإضافة للمؤسسات وشركات الاستثمار، فما مدى تأثير السوق السعودي في الأسواق العالمية.
ارتفع مؤشر صناديق الاستثمار المتداولة السعودي iShares MSCI قرابة 12% منذ بداية عام 2019 حتى الآن، مما جعلها واحدة من أفضل الدول المنفردة أداءً في الصناديق المتداولة في البورصة خلال العام، بينما يقدم مؤشر MTCI للأسواق الناشئة أداءً مبهرًا، ومن أحد الأسباب الرئيسة لانطلاق الأسهم السعودية هو توقع أن يقوم واحد على الأقل من مزودي المؤشرات الرئيسة لرفع المملكة العربية السعودية إلى وضع الأسواق الناشئة، وقد حدث ذلك عندما أصبحت FTSE Russell المزود الأول للمؤشر الذي يعتبر المملكة العربية السعودية سوقًا ناشئة، وحول تأثير السوق السعودي في الأسواق العالمية، فستكون المملكة العربية السعودية بحسب FTSE Russell أكبر سوق في الشرق الأوسط في مؤشر FTSE Emerging Index بوزن يرجَّح بنسبة 2.7%، ونظرًا لهذا الحجم الكبير المتوقع في مؤشر FTSE Emerging Index فإن FTSE Russell تقترح بتطبيق تضمين المملكة العربية السعودية بأكثر من شريحة حتى تساعد من قدرة متتبعي المؤشرات على استنساخ تغيُّر المعايير الأساسية بفاعلية، كما أن ما مقداره 2 تريليون دولار من أصول الاستثمارات الدولية تم قياسها على مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، ويتضح مما سبق بأن المملكة العربية السعودية لا زالت ضمن الأسواق الناشئة، وقد يكون تأثير السوق السعودي في الأسواق العالمية خلال السنوات القادمة.