معلومات عن التهرب الضريبي.
يُعرف التهرّب الضريبي بأنه قيام الأفراد والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال، بعمليات الخداع وتحايلات على الدولة والحكومات والمؤسسات التي تفرض الضرائب؛ لعدم دفع الضرائب المستحقة عليهم والمرتبة على رؤوس الأموال والثروات والعقارات الخاصة بهم، أو تخفيض مبلغ الضريبة المترتبة عليهم. وذلك عن طريق مجموعة من الأساليب الملتوية وغير المشروعة، التي تعطيهم المجال من عدم الدفع أو التقليل من المبالغ التي يدفعونها.
ويُعتبر التهرّب الضريبي جرماً يعاقب ويُحاسب عليه القانون في معظم دول العالم؛ ممّا يؤدي إلى تعرّضهم للمسائلة القانونية وعقوبات قضائية وجنائية. وقد تؤدي أيضاً إلى حبس المتهربين عن دفع هذه الضرائب.
وكذلك يجب التمييز بين التجنّب الضريبي والتهرّب الضريبي، فالتهرّب الضريبي يحاسب عليه القانون ويُعاقب كل من يتهرب ضريبياً. أمّا في طريقة التجنّب الضريبي يعتبر الشخص غير الدافع للضريبة غير مخالف للقانون؛ لأنّه يجد ثغرة في هذا القانون تُجنّبه من الدفع؛ أي أنّه يتجنب الدفع ولا يحاكم قانونياً؛ وذلك بسبب ضغف قانون الضرائب بشكل عام.
أسباب التهرب الضريبي:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأفراد يتهرَّبون ضريبياً. ومن أبرز هذه الأساليب ما يلي:
السبب الرئيسي هو ضعف قانون الضرائب، عجز الدول على تعميم قانون الضرائب وفرض سيادته. كذلك عدم القدرة على السيطرة والرقابة بكافة أشكالها، بالإضافة إلى عدم القدرة إلى الوصول إلى المتهربين ضريبياً ومحاسبتهم.
الفساد المنتشر داخل المؤسسات الحكومية والمؤسسات التي تشرع للضرائب؛ ممّا يؤدي إلى أخذهم للرشاوي بدلاً من فرض ومتابعة الضرائب بالشكل المطلوب.
والسبب الآخر الذي يجذب الأفراد للتهرب الضريبي؛ هو التساهل القانوني الذي يواجهه الأفراد الذين تهرّبوا ضريبياً؛ ممّا يجعلهم يطمعون في عدم الدفع. ومن خلال المقارنة بين العقوبات التي ستلحق به أو الدفع فسوف يختار هذه العقوبات. والعقوبة التي تفرض على المتهرّب ضريبياً عادة لا تكون رادعةً ولا حتى متشددة؛ ممّا يجعل الأفراد يميلون إلى التهرّب ضريبياً.
عدم الاهتمام بالضرائب ولا بدفعها؛ وذلك بسبب شعورهم بأنها غير مجدية وغير نافعة لهم؛ أيّ أنّهم غير مستفيدون من دفع هذه الضرائب ولا من الخدمات التي تقدمها. وفي الكثير من الأحيان تكون الخدمات رديئة وغير نافعة.
في بعض الدول يشعر الأفراد بعد شرعية هذه الضرائب وأنّها ليست حق من حقوق الدولة؛ ممّا يؤدي إلى الفساد داخل أجهزة الدولة. وأصبح أمر نهب وسرق الأموال مُباح دون مُحاسبة ذاتية.
أساليب التهرب الضريبي:
تختلف طرق وأساليب التهرب الضريبي ومنها ما يلي:
عدم الإفصاح عن المداخل التي تُمكّن الأفراد من إمكانية عدم تقديم إقرار ضريبي للإدارة الضريبية.
عادةً ما يكون قيمة الدخل الخاضع للضريبة منخفض جداً؛ ممّا يجعل الأفراد يتهرّبون من دفع هذه الضرائب.
التلاعب بالأموال المأخوذة من الأفراد والمستحقة من الضرائب من قِبل المسؤولين، عن طريق جمع هذه الضرائب وعدم تحويلها كاملة إلى الدولة.
التحايل على إدارة الجمارك من خلال تقديم فواتير مزوَّرة؛ من أجل تخفيض الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على السلع المستوردة والقادمة من خارج البلاد.
إذا زادت المصاريف وقلّت العوائد للمؤسسات فسوف تقلّ الضرائب؛ ممّا يُمكّن أصحاب المؤسسات بالتلاعب بفواتير المؤسسة وزيادة المصروفات وتخفيض الواردات؛ الأمر الذي يخفض نسبة الضرائب لديهم.
الأضرار الناتجة عن التهرب الضريبي:
من خلال جمع الضرائب تتمكّن الدول من فتح مشاريع استثمارية؛ لتطوير البنى التحتية وتطوير الخدمات العامة. وعندما تقل هذه الضرائب؛ فسوف تقلّ الخدمات المقدمة للأفراد.
والأمر الآخر الناتج عن التهرّب الضريبي وهو حاجة الدولة الأساسية للضرائب. وعند تهرب الأفراد من دفعها تقوم الدولة بتحصيلها مباشرة من الدخول الخاضعة للضريبة للأفراد؛ فهذا بدوره يؤدي إلى عدم المساواة بفرض الضريبة.
وكل ذلك يؤثر بنهج ومفهوم وقواعد الضرائب؛ فهي تسعى إلى العدل في توزيع الأعباء الضريبية على الأفراد، الأمر الذي يجعل الضريبة فاقدة للشرعية؛ بسبب شعور الكثير من الأفراد بأنهم مظلومين ضريبياً.
مثال على التهرب الضريبي:
لا يقتصر التهرّب الضريبي على الأفراد والشركات والمؤسسات ورجال الأعمال، إنما يمتدّ للمشاهير ونجوم الفن ولاعبي كرة القدم العالميين، فعلى سبيل المثال تهرّب اللاعب “ليونيل ميسي” الأرجنتيني من دفع الضرائب المترتبة عليه والتي تبلغ ما يُقارب 4 ملايين دولار.
ففي عام 2016 أصدرت المحكمة الإسبانية حكماً بالحبس لمدة 21 شهر، بحق اللاعب الشهير ميسي ووالده بتهمة التهرب الضريبي. وقد ترتبت عليه غرامة مقدارها 3.7 مليون يورو، ما يعادل 4 ملايين دولار.