تنتشر البنوك الإسلامية في الدول الإسلامية التي تتبع نظام الدين الإسلامي، كما توجد في بعض الدول الأجنبية أيضًا، ويمكن تعريف نظام البنك الإسلامي على أنه نظام مصرفي قائم على قوانين الشريعة الإسلامية ونظام الاقتصاد الإسلامي، كما يمنع منعًا باتًا التعامل بنظام الربا أو تحصيل الفائدة من العملاء حيث إنها محظورة استنادًا إلى القانون الإسلامي، كما يتم احتساب مشاركة الأرباح والخسائر بين البنك والعملاء، دون التأثير على رأس مال العملاء وودائعهم لتضمن المشاركة العادلة في الإيرادات، وفي هذا المقال سيتم تعريف نظام المضاربة في البنوك الإسلامية.[١]
تعتبر المضاربة في البنوك الإسلامية نوع من أنواع الإقراض الإسلامي، حيث قام العثماني محمد نجاة الله صديقي باقتراح فكرة المضاربة وهو أحد رُواد الصرافة الإسلامية بتقديم نموذج يوضح مفهوم المضاربة والذي يتكون من مستويين يقوم عليه البنك للابتعاد عن الربا، بحيث يعمل البنك الإسلامي كشريك رأسمالي يدخل في حسابات المضاربة مع العميل وهذا مستوى والمستثمرين من جهة أخرى وهذا هو المستوى الثاني، ويرتبط مفهوم المضاربة بمفاهيم أخرى موجودة في أنظمة البنوك الإسلامية مثل نموذج العائد الثابت وهي المرابحة ونظام التأجير أو ما يُسمى بالإجارة والسُلف النقدية لشراء المنتجات الزراعية والتي تُسمى السلام وهناك أيضًا السُلف النقدية لتصنيع الأصول ويطلق عليها نظام الاستصناع وغيرها الكثير، ولكن اكثر الأنظمة رواجًا بين الناس هو نظام المرابحة، ويمكن استخدام مصطلح أوضاع مشاركة الأرباح والخسائر في التعبير عن المضاربة.
إضافة إلى ما سبق، يمكن استخدام مصطلح عقود تقاسم الربح والخسارة، حيث يجمع البنك الإسلامي أموال المستثمرين ويقع عليه جزء من الأرباح والخسائر وهذا يكون بعلم كل من العملاء والمستثمرين، ويقوم البنك الإسلامي بعمل استثمارات عن طريق صناديق الاستثمار المختلفة التي يتم الموافقة عليها استنادًا إلى أحكام الشريعة الإسلامية، ويتم اختيار الشركات المستثمرة اعتمادًا على مصادر الدخل لديها حيث يُمنع اختيار الشركات التي عليها ديون أو التي تقوم بأعمال ممنوعة، ويتم فحصها عن طريق مؤشرات لبيان مدى تطابقها مع الشريعة الإسلامية مثل مؤشر داو جونز للسوق الإسلامي ومؤشر فوتسي جلوبال الإسلامي، ومن ثم تقاسم الأرباح والخسائر بين جميع المساهمين في التمويل الإسلامي.
هناك العديد من أنواع التمويل الإسلامية المسموح بها في البنوك الإسلامية بالإضافة إلى المضاربة في البنوك الإسلامية، والتي تعتبر من أنواع التمويل الأساسية التي تتطور بشكل سريع وتجذب المستثمرين غير المسلمين أيضًا ومنها ما يأتي: