ربما لا يخفى على أحد منا ما تقدمه شركة سامسونج من منتجات حديثة ومتطورة جعلت حياتنا أكثر سهولة وتتمتع بنوع من الرفاهية والتسلية، فإذا كنت تمتلك أجهزة تكنولوجية فلا بد أنك تمتلك أحد منتجات الشركة الرائدة والعملاقة “سامسونج”، وإن لم يكن هاتفك ذكيًا فربما يكون التلفاز أو اللاب توب أو غيره، ولعل هذا الانتشار والتوسع والنمو الذي تشهده شركة سامسونج جعل الكثير من الأشخاص يتساءلون: ما هي استراتيجية سامسونج للحفاظ على النجاح الكبير؟

 

اقرأ أيضًا: التجديد والتطوير.. ماذا تعرف عن الابتكار؟

 

إن شركة سامسونج تُعتبر واحدة من أكبر شركات التقنية في العالم، ليس هذا فحسب، بل تُعد من أكبر مُصنعي الهواتف الذكية بالعالم، وثاني أكبر مُصنع لأنصاف النواقل وأشباه الموصلات والشرائح، فبلا شك أن سامسونج تنتهج استنراتيجية مختلفة في عملها مقارنة بالمنافسين الآخرين، ففي المرحلة الأولى من بداية عمل الشركة أدركت أهمية وجوب البحث والتطوير وهو ما ساعدها في أن تُصبح من أكبر العلامات التجارية العالمية.

 

تُشير بعض التقارير إلى أن شركة سامسونج ضخت استثمارات ضخمة من الوقت والمال في مواردها البشرية، كما أنفقت على عملية تدريب وإعداد كبار موظفيها حوالي 100 ألف دولار للفرد سنويًا، وذلك بخلاف تكلفة الفرصة البديلة والمخاطر التي تعرضت لها الشركة جراء إبعاد أفضل موظفيها عن أماكنهم لمدة 15 شهرًا فترة التدريب المحددة؛ حيث كانت هناك الكثير من الاعتراضات التي أبداها عدد من كبار المديرين داخل الشركة بسبب التكلفة الباهظة للبرامج التدريبية، ولكن الرئيس التنفيذي للشركة حسم هذا الأمر ونفذ البرامج.

 

اقرأ أيضًا: صحافة الموبايل في زمن كورونا.. تحديات ونجاح

 

استراتيجية سامسونج للحفاظ على النجاح

أصبح نجاح سامسونج واقعًا حقيقيًا، فمعظمنا لمس هذا النجاح خاصة بعدما طرحت الشركة العديد من الإصدارات الحديثة للهواتف الذكية والتي أثببت نجاحها الفعلي مع المستخدمين؛ لذا إذا كنت تريد الإحاطة باستراتيجية سامسونج للحفاظ على النجاح، يُمكنك متابعة ما سنتناوله في السطور التالية.

 

استراتيجية سامسونج للحفاظ على النجاح

 

الرؤية وتحديد الهدف

كان الكثيرون يعتقدون أن شركة سامسونج هي مجرد شركة إلكترونيات مثلها مثل أي شركة إلكترونيات موجودة في أي مكان، وفي الحقيقة أن هذا الأمر أبعد من ذلك بكثير، إن الهدف الأسمى لشركة سامسونج المتمثل في إدارتها يُكمن في أن تُصبح من كُبرى العلامات التجارية في العالم، ويُعتبر هذا الهدف من العوامل التي ميزت الشركة عن باقية الشركات الأخرى، إذن لا بد من تحديد الهدف قبل بدء أي مشروع، فبدون هدف ستكون النتيجة الحتمية في النهاية هي الفشل.

 

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الثورة الصناعية الرابعة وما مميزاتها؟

 

الاستحواذ على ثقة العميل

عادة ما تستهدف الكثير من الشركات جيوب المستهلكين من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الربح، وهو ما لم تسلكه شركة سامسونج في استراتيجياتها، فكان الهدف الأساسي للشركة هو الاستحواذ على الجمهور وكسب ثقة العملاء، وفي ظل الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم خلال الفترة الأخيرة، أصبح الطلب على المنتجات الإلكترونية كثيفًا جدًا، وبفضل المجهود الكبير الذي بذلته شركة سامسونج لكسب ثقة العميل أصبح الإقبال على منتجات الشركة في تزايد، ما جعلها تُضاعف كم منتجاتها لسد احتياجات طلبات العملاء المتزايدة.

 

مواكبة التطور

ربما جميعنا يعلم أن نسبة كبيرة من الأرباح التي تحققها الشركات تذهب إلى الحسابات البنكية الخاصبة بأصحاب هذه الشركات أو المديرين، وهو ما يؤثر في مستقبل الشركة على المدى البعيد ويهدد استمراريتها، أما فيما يتعلق باستراتيجية سامسونج فهي تخصص الجزء الأكبر من الأرباح التي تُحققها سنويًا للإنفاق على البحث والتطوير؛ من أجل الحفاظ على مستوى جودة المنتجات التي تُقدمها للعملاء، فالبحث والتطوير يُساعدان في التفوق على كل المنافسين.

 

اقرأ أيضًا: ما هي أشهر تطبيقات التراسل الفوري في 2020؟

 

التركيز على المدى البعيد

تُركز شركة سامسونج الرائدة في صناعة التكنولوجيا على الأهداف بعيدة المدى؛ حيث تحرص على صناعة منتجاتها بأعلى جودة واستثمار مواردها في البحث والتطوير من أجل الوصول إلى منتجات بمزايا جديدة وجودة عالية، ولنتذكر هنا أنه عندما أهدى مدير سامسونج لرئيس كوريا الجنوبية هاتفًا ذكيًا وظهرت فيه بعض العيوب البسيطة، كان رد فعل المدير هو إحراق الدفعة المنتجة والتي كان عددها 25 ألف جهاز أمام أعين العاملين، وهذا الموقف كان له أثر نفسي كبير لديهم وتأكيد لالتزام الشركة بأعلى جودة ممكنة.

 

التنوع في المنتجات

إن أكثر ما يُميز شركة سامسونج هو تعدد منتجاتها الفريدة وغير المسبوقة؛ حيث تنتج الشركة الكثير من الأنواع المختلفة من المنتجات الإلكترونية، والهدف هنا لم يكن أبدًا هو زيادة معدلات الربح، بل السعي إلى أن تكون رائدة في صناعة جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، ولعل أبرز منتجاتها الهواتف الذكية والتلفاز وأجهزة الحاسوب، والكاميرات وقطع غيار الكمبيوتر.