الربح هو مقدار الإيرادات أو الدخل الذي يعود إلى الشركة بعد حساب النفقات التي يتم صرفها، والذي يتم حسابه بطرح إجمالي مصروفات الشركة من إجمالي إيراداتها، وبصرف النظر عن مقدار الجهد الذي تبذله الشركة أو القطاع الذي تعمل به فإن هدف الشركة دائمًا يكون تحقيق أكبر قدر ممكن من صافي الربح، ولكن هناك شركات تُقدّم خدمات للمجتمع دون انتظار أي مقابل مادي، وتُصنّف هذه الفئة من الشركات من ضمن القطاع غير الربحي، وفي هذا المقال سيتم تعريف القطاع غير الربحي.
يمكن تعريف القطاع غير الربحي على أنه المنظمات التي لا تسعى إلى الربح، ويضم هذا القطاع الجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية والجمعيات التطوعية كما يمكن أن يضم المؤسسات الوقفية، والتي يتم تأسيسها بهدف تقديم كافة أشكال الخدمات الثقافية والدينية والتعليمية والمهنية والخدمات العامة بدون أي هدف مادي مقابل هذه الخدمات، حيث يتم توفير الأموال التي سوف يتم البدء بها في هذه المنظمات غير الربحية من قبل الأعضاء المساهمين في نفس الجمعية أو عن طريق جمع التبرعات أو الهِبات المادية من مختلف الأشخاص في القطاعات العامة أو الخاصة، وتكون هذه الأموال غير مردودة على أصحابها أي أنهم لا ينتظرون إرجاع أموالهم إليهم، كما أنهم لا يتأثرون بمقدار الربح أو الخسارة التي من الممكن أن تتعرض لها المنظمة غير الربحية، ويمكن للمنظمات غير الربحية إجراء الاستثمارات التجارية التي تعود عليهم بالنفع لضمان استمرار المنظمة، كما تتميز المنظمات غير الربحية بميزة الإعفاء من الضرائب ففي الغالب يتم منح هذه المنظمات إعفاءات ضريبية وحتى الأشخاص الذين يدعمونها تُعفى مساهماتهم فيها من الضرائب، وتُصنف أغلبية المنظمات غير الربحية على أنها منظمات غير حكومية هدفها ليس الربح، وتدعم المنظمات غير الربحية الأنشطة المختلفة مثل التعليم والرعاية الصحية، وقد انتشرت المنظمات غير الربحية انتشارًا واسعًا في القرن العشرين في جميع أنحاء العالم.
بعد تعريف القطاع غير الربحي يتوجب الحديث عن النمو في هذا القطاع، حيث توسعت المنظمات غير الربحية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم وخاصةً في الدول النامية، وقد عملت المنظمات غير الربحية مع الحكومة لمحاولة إيجاد الحلول للمشكلات الضرورية التي يتعرض لها المجتمع مثل مشكلة الفقر، ومن الأمثلة على منظمات غير ربحية منظمات حقوق الإنسان الدولية التي عملت مع الأمم المتحدة على حل مشكلة الانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان في كافة دول العالم، وتعتبر هذه ميزة تُضاف إلى المنظمات غير الربحية وهي المصداقية بأنها لا تتحيز إلى بلد معين وتحاول مساعدة الجميع وإيجاد الحلول لهم، وأيضًا هناك منظمة الإغاثة من الجوع التي تعمل مع الحكومة على تخفيف حدة الفقر في جميع دول العالم، كما نما القطاع غير الربحي الذي يخدم الصحة ويقدم الخدمات الإنسانية بشكل سريع وتحول من الاعتماد على التبرعات إلى الاعتماد على العائدات التجارية، ولكن غيرها من القطاعات غير الربحية لا تزال تعتمد على التبرعات التي تأتي من أفراد المجتمع الأثرياء، والذين يكون لهم تأثير كبير في طريقة اتخاذ القرارات داخل المنظمات غير الربحية.