يمكن تعريفالوسواس القهري(بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) على أنّه أحد الاضطرابات النفسية أو العقلية التي تتمثل بمعاناة المصاب من الهواجس (بالإنجليزية: Obsessions) المتبوعة بسلوكات قهرية (بالإنجليزية: Compulsions)، وأمّا الهواجس فيُقصد بها الأفكار والتخيلات غير المرغوبة التي تُحفّز الشعور السلبيّ، والتي تخطر على بال الشخص بشكلٍ متكرر وخارج عن سيطرته وإرادته، وأمّا السلوكات القهرية فهي الأفعال أو التصرفات التي يُقدم عليها المصاب للتخلص من الهواجس التي تُسيطر عليه، ويجدر التنبيه إلى أنّ أغلب الأشخاص يُعانون ولو لفترة قصيرة من حياتهم من الهواجس والسلوكات القهرية، ولكن لا يعني ذلك إصابتهم بالوسواس القهريّ، إذ إنّ تشخيص الإصابة بالوسواس القهريّ لا يتمّ إلا بعد معاناة المصاب من هذه الهواجس والسلوكات لفترة من الزمن وبشكلٍ يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية وخاصة المهمّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التشخيص لا يتمّ إلا من قبل الطبيب المختص، وفي ظل الحديث عن هذا الداء، يجدر القول إنّ الأشخاص جميعهم على اختلاف أعمارهم عُرضة للمعاناة منه، فقد يُصيب أيّ شخص في أيّ فئة عمرية.ويجدر بيان انّ الوسواس القهري قد يؤثر في صحة المصاب سلباً، وخاصة على مستوى أنشطته العملية والتعليمية، والعلاقات الاجتماعية عامة، وقد يصل الأمر إلى حدّ تفكير المصاب بالانتحار، وهذا ما يتسبب بتراجع جودة حياته، ومن جهة أخرى تبيّن أنّ الوسواس القهري قد يزيد فرصة الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل التهابالجلدنتيجة تكرار المصاب لغسل يديه.
يعتمد علاجالإصابة بالوسواس القهريعلى حالة المصاب عامة، بما في ذلك المشاكل الصحية الأخرى التي يُعاني منها، فهناك الكثير من مرضى الوسواس القهري الذين يُعانون من مشاكل أو اضطرابات نفسية أخرى، مثلالقلق، أوالاكتئاب، وغير ذلك، ومثل هذه الحالات لا بُدّ أن تُؤخذ بعين الاعتبار عند العلاج، هذا ويجدر التنبيه إلى أنّ العلاج قد يعتمد بشكلٍ رئيسيّ على تناول بعض أنواع الأدوية، أو الخضوع للعلاج النفسيّ (بالإنجليزية: Psychotherapy)، أو اللجوء إلى هذين الخيارين في آن واحد، ويمكن بيان هذه الخيارات العلاجية فيما يأتي:
لم يُفهم السبب الكامن وراء الإصابة بالوسواس القهري على أكمل وجه، ولكن يُعتقد أنّ العوامل الحيوية تؤثر في ظهوره والإصابة به بشكلٍ جليّ؛ إذ عزى كثير من العلماء الإصابة بالوسواس القهري إلى حدوث تغيرات كيميائية على مستوى الدماغ، ومن جهة أخرى يُدّعى أنّ العوامل الجينية تلعب دوراً في ظهوره؛ إذ إنّ وجود جينات معينة يُسهم في ظهور المرض وتطوره، ولكن لم يستطع العلماء حتى هذه اللحظة تمييز هذه الجينات وبيانها، إضافة إلى ذلك بيّن باحثون أنّ هناك عوامل بيئية قد تكون السبب الكامن وراء تحفيز المعاناة من الوسواس مثل الإصابة بالعدوى، ولكن لا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات.
إلى جانب ما سبق، هناك مجموعة من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالوسواس القهري، يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:
"