معالجة الوسواس القهري

الكاتب: رامي -
معالجة الوسواس القهري
"

معالجة الوسواس القهري

يمكن تعريفالوسواس القهري(بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) على أنّه أحد الاضطرابات النفسية أو العقلية التي تتمثل بمعاناة المصاب من الهواجس (بالإنجليزية: Obsessions) المتبوعة بسلوكات قهرية (بالإنجليزية: Compulsions)، وأمّا الهواجس فيُقصد بها الأفكار والتخيلات غير المرغوبة التي تُحفّز الشعور السلبيّ، والتي تخطر على بال الشخص بشكلٍ متكرر وخارج عن سيطرته وإرادته، وأمّا السلوكات القهرية فهي الأفعال أو التصرفات التي يُقدم عليها المصاب للتخلص من الهواجس التي تُسيطر عليه، ويجدر التنبيه إلى أنّ أغلب الأشخاص يُعانون ولو لفترة قصيرة من حياتهم من الهواجس والسلوكات القهرية، ولكن لا يعني ذلك إصابتهم بالوسواس القهريّ، إذ إنّ تشخيص الإصابة بالوسواس القهريّ لا يتمّ إلا بعد معاناة المصاب من هذه الهواجس والسلوكات لفترة من الزمن وبشكلٍ يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية وخاصة المهمّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التشخيص لا يتمّ إلا من قبل الطبيب المختص، وفي ظل الحديث عن هذا الداء، يجدر القول إنّ الأشخاص جميعهم على اختلاف أعمارهم عُرضة للمعاناة منه، فقد يُصيب أيّ شخص في أيّ فئة عمرية.ويجدر بيان انّ الوسواس القهري قد يؤثر في صحة المصاب سلباً، وخاصة على مستوى أنشطته العملية والتعليمية، والعلاقات الاجتماعية عامة، وقد يصل الأمر إلى حدّ تفكير المصاب بالانتحار، وهذا ما يتسبب بتراجع جودة حياته، ومن جهة أخرى تبيّن أنّ الوسواس القهري قد يزيد فرصة الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل التهابالجلدنتيجة تكرار المصاب لغسل يديه.

علاج الوسواس القهري

يعتمد علاجالإصابة بالوسواس القهريعلى حالة المصاب عامة، بما في ذلك المشاكل الصحية الأخرى التي يُعاني منها، فهناك الكثير من مرضى الوسواس القهري الذين يُعانون من مشاكل أو اضطرابات نفسية أخرى، مثلالقلق، أوالاكتئاب، وغير ذلك، ومثل هذه الحالات لا بُدّ أن تُؤخذ بعين الاعتبار عند العلاج، هذا ويجدر التنبيه إلى أنّ العلاج قد يعتمد بشكلٍ رئيسيّ على تناول بعض أنواع الأدوية، أو الخضوع للعلاج النفسيّ (بالإنجليزية: Psychotherapy)، أو اللجوء إلى هذين الخيارين في آن واحد، ويمكن بيان هذه الخيارات العلاجية فيما يأتي:

  • العلاج الدوائيّ:هناك بعض الخيارات الدوائية التي يُلجأ إليها لعلاج حالة الوسواس القهريّ، يمكن بيانها فيما يأتي:
    • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة: فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، وسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، وفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine).
    • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants)، مثل دواء كلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine)، وعلى الرغم من اعتبار هذه المجموعة الدوائية قديمة الاستخدام، إلا أنّ دواء كلوميبرامين أبدى تأثيراً إيجابياً في السيطرة على أعراض الوسواس القهري لدى البالغين والأطفال.
    • مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، وعلى الرغم من عدم توصل الدراسات إلى إثباتات علمية كافية لفائدة هذه المجموعة الدوائية في السيطرة على الوسواس القهري، إلا أنّ هناك بعض الحالات التي أبدت استجابة جيدة عند تناول الأدوية التابعة لهذه المجموعة، مثل دواء ريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone)، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه المجموعة لا يُلجأ إليها إلا في الحالات التي تفشل فيها الخيارات الدوائية المذكورة سابقاً في السيطرة على حالة المصاب.
  • العلاج النفسيّ:أبدى العلاج النفسي تأثيراً إيجابياً في السيطرة على أعراض الوسواس القهري لدى البالغين والأطفال، ومن الأمثلة على طرق العلاج النفسيّ: العلاج السُّلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioural therapy)، وقد أثبتت الدراسات أنّ هذا الدواء فعال في السيطرة على مشكلة الوسواس القهري بنفس فعالية الخيارات الدوائية المذكورة سابقاً، ومن أشكال العلاج السلوكي المعرفيّ ما يُعرف بالتعرّض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: Exposure and Response Prevention)، وإنّ هذا الخيار العلاجيّ أبدى تأثيراً إيجابياً للغاية لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهريّ، حتى أولئك الذين لم تتمكن الخيارات الدوائية من السيطرة على الأعراض لديهم، ولهذا يعتمد الأطباء المختصون على هذا النوع من العلاج كخيار إضافيّ إلى جانب الخيارات الدوائية للسيطرة على المرض.

أسباب الإصابة بالوسواس القهري

لم يُفهم السبب الكامن وراء الإصابة بالوسواس القهري على أكمل وجه، ولكن يُعتقد أنّ العوامل الحيوية تؤثر في ظهوره والإصابة به بشكلٍ جليّ؛ إذ عزى كثير من العلماء الإصابة بالوسواس القهري إلى حدوث تغيرات كيميائية على مستوى الدماغ، ومن جهة أخرى يُدّعى أنّ العوامل الجينية تلعب دوراً في ظهوره؛ إذ إنّ وجود جينات معينة يُسهم في ظهور المرض وتطوره، ولكن لم يستطع العلماء حتى هذه اللحظة تمييز هذه الجينات وبيانها، إضافة إلى ذلك بيّن باحثون أنّ هناك عوامل بيئية قد تكون السبب الكامن وراء تحفيز المعاناة من الوسواس مثل الإصابة بالعدوى، ولكن لا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات.


إلى جانب ما سبق، هناك مجموعة من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالوسواس القهري، يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:

  • التاريخ العائليّ:إنّ إصابة أحد الأبوين أو أحد أفراد الأسرة عامة بالوسواس القهري يزيد خطر المعاناة من هذا المرض.
  • الاضطرابات النفسية الأخرى:ترتفع احتمالية المعاناة من الوسواس القهري في حال الإصابة بمشاكل نفسية أخرى، مثل اضطرابات القلق، والاكتئاب، واضطرابات التشنج اللاإرادي (بالإنجليزية: Tic Disorders)، بالإضافة إلى ارتفاع فرصة الإصابة بالوسواس القهري لدى الأشخاص الذين يتعاطون الموادّ الممنوعة قانونياً.
  • عوامل أخرى:إضافة إلى ما سبق وُجد أنّ فرصة الإصابة باضطراب الوسواس القهريّ ترتفع لدى الأشخاص الذين تعرّضوا لإصابات أو ضغوطات نفسية حادة، فمثل هذه العوامل تُحفّز الهواجس والسلوكات القهرية لدى هؤلاء الأشخاص.

"
شارك المقالة:
140 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook