يُعدّ الزهري (بالإنجليزيّة: Syphilis) عدوى بكتيريّة، تنتقل عن طريقالاتصال الجنسي، وتُسمّى البكتيريا المُسبّبة للمرض باللولبيّة الشاحبة (بالإنجليزيّة: Treponema pallidum)، ويمكن التعافي من مرض الزهري في حال تمّ علاجه بالمضادّات الحيويّة المناسبة، وخاصّةً خلال المراحل الأولى للمرض، بينما قد يُسبّب مشاكل صحيّة خطيرة، قد تصل إلى حد الموت في حال لم يتمّ علاجه.
كان مرض الزهري يُهدّد الصحّة العامّة في السابق، لما يُسبّبه من مضاعفات ومشاكل صحيّة خطيرة، وذلك حتى اكتشافالمضاد الحيويالبنسلين(بالإنجليزية: Penicillin) في أواخر الأربعينيّات من القرن العشرين، وبناءً على إحصائيّات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزيّة: Centers for Disease Control and Prevention)، فقد تراجعت معدّلات الإصابة بالمرض خلال الفترة الواقعة بين نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، ولكن بدأت حالات جديدة بالظهور مجدّداً، ليتضاعف عدد المصابين من 8724 مصاباً إلى 16663 مصاباً، خلال الفترة ما بين عام 2005 وحتى عام 2013، واستمرّت الأعداد بالزيادة حتى وصلت 19999 مصاباً في عام 2014، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزهري من الأمراض التي تنتقل عبر الجنس بكافة أشكاله.
تختلف الأعراض لمرض الزهري بحسبمراحله المتتابعةفي الغالب، ولكنّها قد تتداخل فيما بينها، كما قد يتأخر ظهور الأعراض لسنوات عدة، ويمكن أن تحدث هذه الأعراض دون ترتيب محدد.
تتميّز هذه المرحلة بظهور قُرح دائريّة صغيرة وغير مُؤلمة، تسمى بالقرح الصلبة (بالإنجليزية: Chancre)، قد تظهر هذه القرح على الفم وداخله، أو في المنطقة التناسليّة، أو على المستقيم؛ وهي الأماكن التي من الممكن للبكتيريا المُسببة للزهري الدخول منها إلى الجسم، وتكون هذه القُرحشديدة العدوىعند ملامستها مباشرة، وفي الحقيقة تظهر هذه القُرح بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من التعرّض للعدوى في الغالب، ولكنّها قد تظهر في أي وقت خلال عشرة أيّام وحتى تسعين يوماً من العدوى، وتحتاج القُرح لتتعافى مدّة تتراوح بين أسبوعين وحتى ستة أسابيع.
تظهر أعراض المرحلة الثانية من الزهري خلال أسبوعين إلى 10 أسابيع من الإصابة بالمرض، وتختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها دون علاج،لكنها تعود وتظهر مجدّداً مرات عدة خلال مدة عام،وتتضمّن أعراض هذه المرحلة ما يلي:
ينتقل المرض إلى مرحلة الزهري الكامن أو المخفي (بالإنجليزيّة: Latent syphilis) في حال لم يتم علاج مرض الزهري خلال المراحل السابقة، وتتميّز المرحلة المخفيّة باستمرارها لعدة أعوام دون المعاناة من أيّ أعراض خلالها، ثم يزداد المرض سوءاً وينتقل إلى المرحلة الأخيرة.
تظهر مرحلة الزهري الثالثي (بالإنجليزيّة: Tertiary syphilis) وهي المرحلة الأخيرة من الزهري بعد عدّة سنوات أو عدّة عقود من الإصابة الأوليّة بالعدوى، وتُمثّل هذه المرحلة خطراً كبيراً على حياة الفرد؛ إذ قد تُؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحيّة، ومنها ما يلي:
لتشخيص المرض يقوم الطبيب بالسؤال عن التاريخ الجنسي للمريض، بالإضافة إلى الفحص البدني، ثم يطلب بعض الفحوصات المخبريّة للتأكد من وجود المرض، وفي حال تشخيص مرض الزهري عند الفرد، يجب إجراء الفحوصات التشخيصيّة للشريك، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
يمكن علاج المراحل الأوليّة والثانويّة لمرض الزهري باستخدام حُقنة تحتوي على المضاد الحيويبنسلين، بينما تُستخدم أنواع أخرى من المضادات الحيوية مثل؛ دوكسيسايكلين (بالإنجليزيّة: Doxycycline)، أو أزيثرومايسين (بالإنجليزيّة: Azithromycin)، أو سيفترياكسون (بالإنجليزيّة: Ceftriaxone) في حال وجود تحسّس تجاه البنسلين، كما تستدعي الإصابة بالزهري العصبي إلى دخول المستشفى لأخذ حُقن يوميّة من البنسلين لإتمام العلاج، ولكن للأسف لا يُمكن إصلاح التلف الحاصل خلال المراحل الأخيرة من المرض، بينما يمكن تخفيف الألم والانزعاج فقط، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس حتى إتمام العلاج، والتئام جميع القُرح الجلديّة في جسم المصاب، بالإضافة إلى ضرورة إعطاء العلاج لشريك المصاب.
تؤدي إصابةالحواملبمرض الزهري إلى مضاعفات عدّة منها؛ ولادة طفل بوزن قليل، أو ولادة مبكرة، أو ولادة طفل ميت، بالإضافة إلى إمكانيّة نقل عدوى الزهري من الأم الحامل إلى جنينها خلال فترة الحمل، لذلك من الأفضل إجراء فحص مرة واحدة على الأقل خلال الحمل، للتأكد من عدم وجود المرض لدى الحامل، وتلقّي العلاج اللازم في حال الإصابة بمرض الزهري، وذلك لتفادي حدوث مضاعفات خطرة عند الطفل؛ إذ قد يولد الطفل المصاب دون المعاناة من أيّةأعراض لمرض الزهري، وخلال أسابيع قليلة، إذا لم يتلقى الطفل العلاج، تتطوّر الحالة وتسبب مشاكل صحيّة تتمثّل في؛ إعتام عدسة العين (بالإنجليزيّة: Cataracts)، وفقدان السمع، والإصابة بنوباتالصرع، كما قد يتسبّب في موت الطفل.
في الحقيقة لا يوجد لقاح خاص للوقاية من مرض الزهري،بالإضافة إلى أنّ إصابة الشخص بمرض الزهري لا يعني وقايته من الإصابة به مرّة أخرى،لذلك يُفضّل اتباعالإجراءات الوقائية، ومن هذه الإجراءات ما يلي: