مراحل تطور فن المقالة

الكاتب: رامي -
مراحل تطور فن المقالة
"فن المقال

من مظاهر الجمال في اللغة العربية تعدد فنونها التعبيريَّة، بين شعر، وقصة، ورواية، وخاطرة، ومقال، والمقال فن تعبيري له اليوم شهرة واسعة، وهناك عدّة منابر لهذا الفن، وإن كان هناك نمط عام شكلي لفن المقال، يتمثل في المقدمة والعرض والخاتمة، إلا أنّ هناك لمسات فنيَّة خاصّة تعكس ذوق كلّ كاتب وقدرته على توجيه رسائله المختلفة وأفكاره للقارئ، فالمقال هو بحث كتابي قصير تتنوّع مواضيعه بين العلم، والأدب، والسياسة، والاجتماع، والتربية وتنمية الذات، وغير ذلك، وهناك مراحل قد مرَّ فيها فن المقال حتى وصل إلى أشكاله المتعددة اليوم.[1]

مراحل تطور فن المقال

مر فن المقالة في رحلة تطوره التصاعديّة في عدة مراحل، منها:[2]

مرحلة كتاب الصحف الرسميّة، كصحيفة الوقائع المصرية، ووادي النيل، وغير ذلك، وبرز في هذه المرحلة كتاب كرفاعة الطهطاوي وميخائيل عبد السيد، وغيرهم، واتسمت كتابات أبناء هذه المرحلة بالضعف التعبيري، مع كثرة استخدام السجع والزخارف اللفظية، وذلك كنوع تعويض عن النقص الذي يعتري هذه المقالات.
مرحلة التخلُّص التدريجي من قيود السجع والصنعة اللفظيَّة، مع تبني أسلوب أقرب إلى أفهام النَّاس، فهي إلى الواقع أقرب، وكان ممن برز في هذه المرحلة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وابن باديس والإبراهيمي وغيرهم.
مرحلة طلائع المدرسة الصحفيّة الحديثة التي تأثرت بالخلافات الحزبية، التي سادت زمن الاحتلال الأوروبي، وممن برز في هذه المرحلة، الرافعي، وطه حسين، والعقاد، وغيرهم من قادة الحركة الأدبيَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة المعاصرة، واتسمت المقالة في هذه المرحلة بتحررها الكامل من قيود الصنعة اللفظيّة، وبالعبارات السهلة مع حفاظها على المبنى.
مرحلة استقامة أسلوب التعبير العربي والتحرر من كل القيود الشكليَّة، والتركيز على المعاني الدقيقة والعبارات السهلة، وقد نهل كتّاب هذه المرحلة واستفادوا من الثقافة الغربية ونمت وازدادت ثقافتهم التعبيريَّة، وقد برز في هذه المرحلة كتاب كجبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، والزيات وطه حسن، ومي زيادة، وغيرهم.
أنواع المقالات

المقالات ليس نوعاً واحداً، وإنّما هي أنواع متعددة، منها:[3]

المقال الأدبي: ويتَّسم هذا النوع بتركيز الكاتب على انفعالاته الخاصّة نحو الأحداث والأشياء المختلفة، وكذلك غلبة أسلوب الخيال والعبارات المعبّرة والقويّة، مع سلامة وقوّة اللغة.
المقال النقدي: ميدانه هو الأدب دراسة وتحليلاً ونقداً.
المقال السياسي: يتسم بسهولة الألفاظ، ووضوح الأفكار.
المقال الاجتماعي: ويعالج فيه الكاتب مشاكل اقتصادية وخلقية تع صف بالمجتمع، وتمتاز بوضوح الأفكار وبساطة التعبير.
المقال العلمي: يعالج قضايا علمية، ويغلب عليها الأسلوب المهني في التعبير، الذي يكثر فيه استخدام المصطلحات العلميّة، بعيداً عن الجوانب الأدبيَّة والبلاغيَّة المختلفة.

نلحظ هناك تطوراً إيجابياً متسارعاً في فن المقال، واليوم مع التقدم التكنولوجي الهائل والذي من ثمراته تقنيات الاتصال والتواصل عبر المواقع المختلفة كالفيس بوك، وغيره، وكذلك مواقع الانترنت المختلفة، نجد أن هناك حضوراً للكتابة العربيَّة في هذه المواقع وبمختلف فنون التعبير العربيَّة، وفي هذا مجال لإثراء المحتوى العربي في التعبير.

المراجع
? الدكتور جمال الجاسم المحمود (2008)، ""فن المقالة ""، www.damascusuniversity.edu.sy، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف.
? د.بغداد عبد الرحمان. (2015-2016)، ""فنّْ المقالة الأدبيًُّْة عند مصطفى صادق الرافعي""، www.dspace.univ-tlemcen.dz، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف.
? ""فــن المقال الصحــفي ""، www.site.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2018. بتصرّف."
شارك المقالة:
126 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook