تبدأ رحلة الحمل منذ تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، وانغراسها في بطانة الرحم، وتستمر مدّة تسعة أشهر، وخلال هذه الفترة يمرّ الجنين بالعديد من التغيرات، من حيث تكون الأعضاء، ونموها، والبدء بوظائفها؛ استعداداً للحياة خارج الرحم، ومن الاعضاء التي يجب أن تنمو بصورة صحيحة هي الرئة، وفي هذا المقال سنذكر مراحل تكوّن الرئة عند الجنين.
هناك ثلاث مراحل تمرّ بها المرأة الحامل خلال الأربعين أسبوعاً من الحمل، وهي كالآتي:
تختلف أعضاء الجسم في وقت تكونها وسرعة تطورها، فالأعضاء تبدأ بالتكون منذ الدقيقة الأولى من الحمل، وحتّى يوم الولادة، إلّا أنّ هناك أعضاءً تنمو قبل غيرها كالرئتين، حيث تستغرق عملية اكتمال نموّ الرئتين عدّة أشهرٍ لتصبح قادرةً على أداء وظيفتها الرئيسية والهامة، ويقدّر الأطباء وأخصائيو الأطفال أنّ تكون الرئة يبدأ مع نهاية الشهر الثاني من الحمل، أي خلال الأسبوع الثامن، ولا يكتمل نضوج الرئتين إلّا عند بلوغ الطفل عامه الثامن، أمّا خلال وجوده داخل الرحم، تبدأ الرئتان أولاً بالتنفس الإيقاعي خلال الأسبوع الواحد والثلاثين من الحمل، أمّا عملية التنفس الحقيقة، فتبدأ عند لحظة الولادة مباشرةً.
ينبغي على الطبيب الذي يشتبه أنّ هناك احتماليةٌ لحدوث ولادةٍ مبكرة، أي قبل إتمام الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، أن يعطي المرأة الحامل إبرة الرئتين، وهي عبارةٌ عن جرعةٍ من محلول الكورتيزون، الذي يعطى ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل؛ لتساعد على تنشيط نمو الرئتين وتسريع عملية نضجهما، أمّا إذا تمت الولادة بوقتٍ مبكّر فقد تظهر بعد الولادة مضاعفاتٌ من الممكن ان تؤدّي إلى مشاكل في قدرة الطفل على التنفس؛ بسبب عدم اكتمال نموّ الرئتين، ممّا يضطر الطبيب أحياناً إلى تزويد الطفل بالأكسجين الاصطناعيّ، وللأسف في بعض الحالا، يؤدي حدوث نقصٍ الأكسجين عند الولادة إلى حدوث شلل دماغي لدى الأطفال، تختلف درجته باختلاف درجة نقص الأكسجين.