الدورة الشهرية؛ عبارة عن حدوث تغيّرات فسيولوجية في بطانة الرحم عند الأنثى تؤدي إلى ذوبان الغشاء الداخلي المبطن لجدار الرحم على شكل سائل أحمر يستمرّ لمدة خمسة أيام تقريباً، ويبدأ الحيض عند الإناث لأوّل مرّة ما بين عمر التاسعة والسادسة عشرة، ويستمرّ حتى نهاية الأربعينات.
تختلف مدّة الدورة الشهريّة من سيّدة إلى أخرى، إلا أنّ المدة الأكثر شيوعاً تتراوح ما بين 23 و35 يوماً، وحدوث أيّ تغيير في هذه المدة يعود إلى وجود اضطرابات في الجزء الخاصّ بالدورة قبل الإباضة أي المرحلة الجريبية، وتتراوح الفترة الزمنيّة بين الإباضة والدورة الشهرية عند معظم النساء بين 12 و16 يوماً.
يعتبر اليوم الأول من الدورة الشهرية اليوم الأول من دورة الحيض، ففي بداية الدورة تنتج الغدة النخامية في الدماغ هرمونFSHأي الهرمون المنبه للجريب، وهو الهرمون الرئيسي المشترك المسؤول عن تحفيز المبيضين لإنتاج البويضة الناضجة.
يكون ذلك بهدف استقبال البويضة الملقحة وتحفيز خروج البويضة من الحويصلة، وتبدأ هذه المرحلة من آخر يوم من الدورة الشهرية أي عند نهاية نزول دم الحيض إلى بداية مرحلة التبويض الجديدة، وفي هذه المرحلة يحفز هرمونFSHعدد من الجريبات لتكوين هرمون الأستروجين ومن ثم البدء في إنتاجه، ويكون مستوى هرمون الأستروجين في اليوم الأول من الدورة في أقلّ مستوياته وبعد ذلك يبدأ في الزيادة مع نموّ الجريبات، وعندما تتطوّر الجريبات يصبح أحدها مهيمناً وتنضج البويضة فيه، ومع زيادة مستوى هرمون الأستروجين في الجسم يزداد سمك بطانة الرحم لتهيئته لاستقبال البيضة الملقّحة، وتزداد الإفرازات المخاطية البيضاء لستهيل حركة الحيوانات المنوية، وفي النهاية تتسبب زيادة الأستروجين في حدوث زيادة مفاجئة في الهرمون اللوتيني الذي يتسبب في تمزق الجريب المهيمن الذي يحتوي على البويضة الناضجة.
تتم هذه المرحلة عادةً في اليوم الرابع عشر من أول يوم من الدورة الشهرية؛ حيث تبدأ البويضة في الخروج باتجاه قناة فالوب ومن ثم إلى الرحم بانتظار الإخصاب، وتظلّ البويضة الناضجة حيّة لمدّة 24 إلى 48 ساعة.
في هذه المرحلة يتم إفراز هرمون الأستروجين وكميات كبيرة من هرمون البروجسترون الضروريين لزيادة كثافة الجدار الداخلي المبطن للرحم واستقبال البيضة الملقّحة، وفي هذه المرحلة يبدأ الجريب الفارغ الموجود داخل المبيض بالتقلّص، لكنه يستمرّ في إنتاج البروجسترون والأستروجين، كما يؤدّي إلى زيادة أعراض ما قبل الدورة مثل: الانتفاخ، والتوتر، وزيادة حساسيّة الثدي، والاكتئاب، والنعاس.
في حال تم تخصيب البويضة تنخفض مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون، وتبدأ بطانة الرحم السميكة بالتحلل ومن ثم يقوم الجسم بفصل البطانة، وهذه بداية الدورة الشهرية وبداية دورة الحيض التالية.
أما في حال تخصيب البويضة وزراعتها في بطانة الرحم أي حدوث حمل، يتم الاحتفاظ بالجريب من خلال زيادة مستوى هرمون الحمل، كما يستمر بإنتاج هرموني الأستروجين والبروجسترون لأطول مدة لمنع فصل بطانة الرحم وحتى تنضج المشيمة وتصبح جاهزة لدعم نمو الجنين.