مخاطر التمويل العقاري مخاطر متعدية، إن صح القول؛ فهي تطال كِلا طرفي العملية: الساعي للحصول على التمويل والممول على حد سواء، بيد أنه من المعروف، سواء تعلق الأمر بالاستثمار العقاري أو بغيره من الاستثمارات، كلما زادت نسب المخاطرة والمغامرة كان الربح المتوقع الحصول عليه أعلى.

لكن هذا يخص المستثمر وحده ولا يخص ذاك الذي يسعى إلى الحصول على مسكن عن طريق التمويل العقاري، وفي بعض الحالات تكون العواقب وخيمة وغير محتملة.

ومن هنا آثرنا في «رواد الأعمال» الحديث عن مخاطر التمويل العقاري؛ كي يكون كل طرف من طرفي العملية التمويلية على بينة من أمره، ولكي لا يفوّت المستثمر على نفسه مزايا وأرباح هذا النوع من الاستثمار بحجة الخوف من المخاطر.

فكلما كان فهمك وإدراكك لمخاطر التمويل العقاري كبيرًا ودقيقًا تمكنت من السيطرة على هذه المخاطر والحد من غلوائها على الأقل.

مخاطر التمويل العقاري

ويرصد «رواد الأعمال» أبرز مخاطر التمويل العقاري وذلك على النحو التالي..

• مخاطر عامة

صحيح أننا نتحدث عن مخاطر التمويل العقاري سوى أنه لا يمكن فصلها عن المخاطر العامة التي يتعرض لها السوق بين آن وآخر؛ فقطاع العقارات كغيره من القطاعات الأخرى يتأثر بحركة السوق هبوطًا وصعودًا.

وإذا كنت مستثمرًا في قطاع العقارات فلن يكون بإمكانك التحكم في السوق؛ فالعوامل الحاكمة لحركة السوق لا يملكها فرد بعينه؛ ولا يمكن التأثير فيها على الأرجح، وإنما نحن جميعًا نتأثر بها.

سوى أن الفعل العقلاني الوحيد الذي يمكن القيام به هو تنويع المحفظة الاستثمارية؛ بحيث لا يتأثر الاستثمار بشكل عام، فإن تأثرت محفظتك في قطاع ما فلن تتأثر في قطاع آخر.

• مخاطر بنيوية

مخاطر التمويل العقاري جمة وهذه أشهرها، فحتى وإن بذلت قصارى جهدك _كمستثمر أو حتى فرد عادي يرغب في الحصول على منزل_ في الحصول على صفقة جيدة، فإنك قد تتفاجأ بوجود عيوب بنيوية في المسكن وهو الأمر الذي قد يكلفك خسائر جمة.

وقد تسهم عوامل بيئية في إتلاف المسكن الخاص بك، والمعضل في مثل هذه الأمور أنه من العسير التحكم فيها أو السيطرة عليها، وليس بوسعك القيام بشيء سوى تفحص المنزل جيدًا والتأكد، بقدر الإمكان، من خلوه من أي من هذه العيوب البنيوية.

• صعوبة الخروج

من المؤكد أن أحد الأمور التي يجب التفكير فيها قبل خوض أي مغامرة استثمارية معرفة كيفية الخروج منها، أي لا بد من وضع استراتيجية خروج، سوى أن الأمر في قطاع العقارات ليس بهذه السهولة، وهذه واحدة من مخاطر التمويل العقاري التي من الصعب الخلاص منها بشكل عاجل.

فسواءً كنت مستثمرًا أو أحد الأفراد العاديين فإن الخروج من الاستثمار العقاري أو حتى بيع منزل تملكه ليس سهلًا بحال من الأحوال، كما أنه يستغرق بعض الوقت، لا سيما أن المسألة محكومة بجملة عوامل؛ أبرزها ضعف السيولة النقدية لدى المشترين في السوق الذي تعمل فيه أو تبغي بيع عقارك فيه.

• تكلفة الاستبدال

كل شيء خاضع لمنطق التطور ولا شيء يظل على حاله، والعقارات من الأشياء المحكومة بمنطق التطور ذاك، فقد تشتري عقارًا اليوم ثم بعد عدة سنوات قد تظهر في السوق عقارات أفضل منه بالنسبة للمشترين وتنطوي على العديد من المزايا التي لا تتوفر في العقار الخاص بك.

وقد يقال كاعتراض على هذا الخطر من مخاطر التمويل العقاري إن سعر العقارات يرتفع بمرور الزمن، وهذا صحيح إلى حد كبير، سوى أن قيمة العقارات ليس هي العامل الأساسي وإنما وجود المشتري، فما فائدة ارتفاع قيمة العقار من دون القدرة على الحصول له على مشتر مناسب ولديه الرغبة والكفاءة المالية اللازمة لإتمام عملية الشراء؟!

• مخاطر الائتمان

ومن بين أشهر مخاطر التمويل العقاري بالنسبة للممولين في هذا القطاع عدم قدرة الحاصلين على التمويل على دفع المستحقات المالية الواجبة عليهم، والتي غالبًا ما تكون شهرية.

إذًا، من الممكن أن تكون الأمور تسير على ما يرام ثم تفاجأ بوجود مشكلات مع العملاء، ولم تعد لديهم القدرة على الدفع، من هنا ستدخل أنت، كمستثمر، في دوامة من المشكلات، ليس أقلها جدولة هذه الديون والمطالبة الدائمة بمستحقاتك المالية.