يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من الكائنات الحيّة الدقيقة، والذي يقدر بمائة ترليون ميكروب، وفي الحقيقة تتفوّق أعداد هذه الكائنات على عددخلايا جسم الإنسانبعشرة أضعاف، ولكن لصغر حجمها تشكّل 1-3% من كامل وزن الجسم فقط،وتضم هذه الميكروبات أنواع من البكتيريا، والفطريات،والفيروساتوتشكّل ما يُعرف بالميكروبيوم (بالإنجليزيّة: Microbiome)، إذ تعيش هذه الكائنات في عدة أماكن من الجسم؛ حيث تنمو على سطح الجلد، أو داخل الجسم مثل؛ الفم، والأنف، والأعضاء التناسليّة، والجهاز البولي، والأمعاء، وتُعدّ البكتيريا أكبر المجموعات الموجودة داخل الأمعاء،والتي تعرف بالبكتيريا النافعة (بالإنجليزيّة: Good bacteria)، أو النبيت الجرثومي المعوي (بالإنجليزيّة: Gut normal flora).
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المزيج الفريد منالبكتيرياالموجود داخل كل إنسان، يتكوّن من 1000 نوع على الأقل، ويحتوي على أكثر من ثلاثة ملايين جين وراثي، وفي الواقع يحصل الإنسان على هذه النموّ البكتيري النافع بعد الولادة من الأم،والرضاعة الطبيعية، والبيئة المحيطة به،بالإضافة إلى النظام الغذائي وأسلوب الحياة الذي يمارسه الفرد،ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الدراسات تشير إلى ما يلعبه هذا المزيج البكتيري المتنوع والمتوازن من أدوار مهمة وأساسية للجسم، كما يساهم في الحفاظ على الصحة العامة للجسم، إذ وجدت الدراسات أنّ هناك رابط بين البكتيريا الموجودة في الأمعاء
وبين الإصابة ببعض الأمراض مثل؛ سرطان القولون، وداء كرون، والتهاب القولون التقرحي، والسكري، والسمنة، والقلق، والاكتئاب، واضطرابالوسواس القهري، والتوحّد.
هناك مجموعة كبيرة من الفوائد للبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، ومن أهمها ما يأتي:
يمكن لبعض الممارسات الصحية أن تساهم في إعادة تشكيل وتحسين نوعية البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومنها ما يأتي:
"