السل (TB) هو مرض معدٍ وخطير غالبًا ما يؤثر بشكل رئيس على الرئتين، حيث تنتشر البكتيريا التي تسبب مرض السل من شخص إلى آخر من خلال قطيرات صغيرة تطلق في الهواء عن طريق السعال والعطس، وقد كانت الإصابة بهذا المرض نادرة في البلدان المتقدمة، إلا أنها بدأت تتزايد في عام 1985، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ظهور فيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسببالإيدز، إذ يضعف الإيدز المناعة البشرية ليجعله غير قادر على محاربة جراثيم السل، ويعرض هذا المقال أسباب هذا المرض وأعراضه، كما يعرض سبل علاج مرض السل والوقاية منه.
يحدث مرض السل بسبب البكتيريا المتفطرة السلية، والتي تنتقل من شخص إلى آخر من خلال قطرات مجهرية تطلق في الهواء، وذلك عن طريق السعال أو العطس أو البصق أو الضحك أو الغناء، وعلى الرغم من أن مرض السل معدٍ، إلا أنه ليس من السهل الإصابة به، وهنالك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بالعدوى وفيما يأتي بعضها:
على الرغم من وجود عدد كبير من أنواع السل، فإن مرض السل الرئوي مسؤول عن الغالبية (حوالي 85?) من حالات عدوى السل، وقد تظهر أعراض وعلامات السل الرئوي مع أو حتى قبل تشخيص أنواع أخرى من السل، وقد تشمل الأعراض السريرية الكلاسيكية وعلامات السل الرئوي ما يأتي:
أما أعراض الأنواع الأخرى لمرض السل فتشمل:
للتحقق من وجود مرض السل، سيستخدم الطبيب السماعة الطبية للاستماع إلى الرئتين والتحقق من وجود تورم في العقد اللمفاوية، كما سيقوم بتقييم عوامل الخطر للإصابة لدى المريض، ويعتبر الاختبار التشخيصي الأكثر شيوعًا لمرض السل هو اختبار جلدي حيث يتم إجراء حقن صغير لمادة PPD tuberculin المستخرجة من بكتيريا السل في الساعد، ثم يتم فحص موقع الحقن بعد 2-3 أيام، وإذا ظهرت نتوء صلبة حمراء إلى بحجم محدد، فمن المحتمل أن يكون السل موجودًا، ولسوء الحظ، فإن اختبار الجلد ليس دقيقًا بنسبة 100?، وقد يعطي قراءات إيجابية وسلبية غير صحيحة، ومع ذلك، هناك اختبارات أخرى متاحة لتشخيص مرض السل، فيمكن استخدام اختبارات الدم والأشعة السينية على الصدر واختباراتالبلغملاختبار وجود بكتيريا السل، ويصعب تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعدّدة أكثر من السل العادي، كما من الصعب أيضًا تشخيص مرض السل لدى الأطفال.
مع العلاج المناسب، يكون مرض السل قابلًا للشفاء دائمًا، إذ يصف الأطباء المضادات الحيوية لقتل البكتيريا التي تسببها، ويتم أخذ هذه المضادات لفترة تتراوح بين 6 إلى 9 شهور عادةً، وفي بعض الحالات لا تعمل المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج المرض، ويسمي الأطباء هذا بالسل المقاوم للأدوية، وهناك نوعان من السل، السل الكامن والسل النشط، وفيما يأتي طرق علاج كل منهما:
معظم الناس في المناطق عالية الخطورة في جميع أنحاء العالم يتلقون التطعيم ضد السل كأطفال، ولا يعني وجود بكتيريا مرض السل بالضرورة أنه سيكون لدى المريض أعراض مرض السل النشط، وإذا كان المريض مصابًا بالعدوى ولم تظهر عليها الأعراض، فمن المحتمل أن يكون مصابًا بالسل الكامن، ويجب على الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السل النشط تجنب الحشود لمنع انتشار العدوى، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن للأشخاص المصابين بالسل النشط أن يصيبوا 10 إلى 15 شخصًا من خلال الاتصال الوثيق كل عام إذا لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة، لذلك يجب على الأشخاص المصابين بفيروس السل النشط ارتداء قناع جراحي، يعرف باسم جهاز التنفس، لمنع جزيئات السل من الانتشار عبر الهواء.