كل الأطفال يبكون ولكن بعضهم يبكي أكثر من الآخر، ولا داعي لمقارنة الأطفال ببعضهم من هذه الناحية. يعتبر البكاء طريقة الطفل للتعبير عن حاجتهم للراحة والعناية. قد يكون من السهولة بمكان معرفة ماذا يريدون في بعض الأحيان ولكن ليست هذه هي الحالة أحياناً. في بعض الأحيان يميل للبكاء في وقت معين من اليوم ولا يمكنك تهدئته. غالباً ما يحدث ذلك في بداية المساء، وهو وقت صعب على الأم، لأنها تصل إلى هذا الوقت من اليوم وهي مرهقة بعد يوم مليء بالأشغال.
بشكل عام يمكن تلخيص أسباب بكاء الأطفال بما يلي:
عند الاعتقاد بعدم وجود سبب محدد لبكاء الطفل، ينصح أطباء الأطفال باتباع تقنية الـ &ldquo5-S&rdquo وهي تحاول أن تخلق بيئة مشابهة لبيئة الرحم حيث اعتاد الطفل أن يكون قبل الولادة، ويمكن أن تنجح هذه الطريقة عند الرضع في الأسابيع الأولى.
بينما يعتبر البكاء الخفيف أمراً طبيعياً، فإن البكاء الشديد لا بد من وجود سبب ورائه. يمكنك تجريب النصائح التالية لتهدئة الطفل وخاصة بعمر بعد عمر الشهر، يمكن أن يكون بعضها أكثر فعالية من الأخرى:
المغص
يمكن أن يكون البكاء الشديد علامة من علامات المغص. يتفق الكل على أن المغص يحدث عند الرضع ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف ما الذي يسببه. يظن بعض الأطباء أنه نوع من التقلص المعدي المعوي الذي يسبب الألم ومن ثم تهدأ بعد بعض الوقت. قد يستمر البكاء في بعض الأحيان لعدة ساعات وفي بعض الأحيان لا ينجح أي اجراء بإيقافة وكل ما يمكن القيام به هو الإنتظار حتى يهدأ لوحده.
ميزات بكاء الطفل بسبب المغص:
يفضل أن يتم تسجيل أوقات البكاء الشديد التي تحدث بشكل يومي عند الطفل، لأن ذلك يمكن أن يساعد على ربط السبب مع شيء تقوم به الأم أو طعام تتناوله مثل الكافئين والعصائر والشوكولا ومشتقات الألبان.
كما أن الاحتفاظ بسجل عن بكاء طفلك يساعد على معرفة الأوقات التي تحتاج بها الأم للمساعدة، أو يساعدها على تغيير نمط حياتها وترتيب يومها، كتغيير وقت الخروج أو النوم.
غالبا ما يبدأ المغص في الاسبوع الثاني من الولادة ويبلغ ذروته في الاسبوع السادس من العمر وغالبا ما يتلاشى عند بين الأسبوع 10-12.
لا ينصح بإعطاء أدوية المغص للأطفال، وبعض أطباء الأطفال يصفون النقاط الخاصة بالمغص Gripe water، لكن لا يوجد توصيات مثبته لاستعماله.
البكاء الذي يجب أخذه على محمل الجد:
على الرغم من أن معظم الأطفال يبكون، إلا أن هناك أوقاتاً يكون فيها البكاء علامة من علامات المرض. يجب الانتباه إلى أي تغير في نغمة البكاء لدى الطفل، ويجب عدم محاولة تفسير هذه البكاء بتفسيرات بسيطة مثل أن الطفلك يشعر بالتعب بعد العودة إلى المنزل ويجب عدم التردد من مراجعة الطبيب أو التحدث إليه، وفي النهاية على الأم أن تثق بغريزتها حول سلامة طفلها
التأقلم مع البكاء الزائد
عند الوصول لحد من التوتر وعدم القدرة على التأقلم مع بكاء الطفل، يفضل طلب المساعدة وعدم الشعور بالخجل من ذلك، وبذلك تستطيع الأم الراحة بعض الشيء واستعادة طاقتها.
لكن يجب عدم هز الطفل أبدا مهما كانت الأسباب لأن ذلك يمكن أن يؤدي لتحرك رأس الطفل بسرعة للأمام والخلف، مما قد يؤدي لتمزق الأوعية الدموية في الدماغ وفي بعض الحالات تؤدي للوفاة.
من الاختلاطات الأخرى لهز الطفل هي النزف في الدماغ والعمي والشلل والتأخر العقلي.