القسطرة القلبية هي عملية إدخال أنبوب صغير ومرن ومجوّف -يُدعى القسطرة- عبر وعاء دموي في منطقة الفخذ أو الذراع أو الرقبة ليتم عن طريقه تشخيص وعلاج بعض الأمراض القلبية والوعائية، حيث يمكن أن يصل هذا الأنبوب إلى تجاويف القلب وإلى الشرايين المتصلة به، ويمكن أن يقيس الضغوط على جدران الشرايين والتجاويف القلبية لتحديد المشاكل المرافقة حسب معايير خاصة، كما يمكن أن يتم أخذ عينة من الدم المؤكسج والواصل من الرئتين مباشرة إلى الأذينة اليسرى لتقييم الأكسجة ضمنه، وقد بدأت فكرة هذا الإجراء من ثلاثينيات القرن الماضي، ثم تطورت المعايير التشخيصية مع مرور الوقت إلى أن أصبح هذا الإجراء من أساسيات علاج خناقات الصدر واحتشاءات العضلة القلبية.
بتم إجراء القسطرة القلبية لتحديد مشكلة قلبية تظاهرت سريريًا عند المريض، حيث إن القسطرة تُعد إجراءً يتم بعد القيام بالإجراءات الأخرى المساعدة للتشخيص كالفحص السريريوتخطيط القلبوالإيكو القلبي -إن لزم-، ويمكن عن طريق القسطرة القلبية أن يقوم الطبيب بما يأتي:
بالإضافة للإجراءات التشخيصية التي يمكن القيام بها أثناء إجراء القسطرة القلبية، يمكن أن يتم إجراء العديد من العلاجات عبر هذه العملية أيضًا، من الإجراءات الطبية العلاجية التي تتم باستخدام القسطرة ما يأتي
معظم من يخضعون لعملية القسطرة القلبية يحتاجون لعدّة فحوص دموية بالإضافة إلى تخطيط العضلة القلبية، ويمكن للمريض أن يرتدي ما يشاء عند الذهاب إلى المستشفى، ويقوم الطبيب عادة بتقديم النصائح حول الذي على المريض تناوله أو تجنّب تناوله قبل الإجراء، كما يجب إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض حاليًا، متضمّنا بذلك الأعشاب الطبية والمتمّمات الغذائية.كما يجب سؤال الطبيب عن الأدوية التي يجب تناولها يوم الإجراء والأدوية التي يجب إيقافها قبل الإجراء، مثل المميعات الدموية وغيرها، وعندما يعاني المريض منالسكّريعليه أن يسأل الطبيب عن كيفية التعامل مع أدوية السكري في يوم العملية، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المريض إخبار الطبيب بكل ما يسبب للمريض الحساسية، كالأيودين والمادة الظليلة الشعاعية واللاتيكس -أو المطّاط الطبي- والأدوية الحاوية على البنسلين وغيرها.كما على المريض أن يجهّز نفسه للبقاء في المستشفى، كأن يحضر مرافقًا وأدوات شخصية وملابس تكفيه للنوم في المستشفى عدّة أيام.كما يجب سؤال الطبيب عن ضرورة الصيام قبل إجراء العملية بعدّة ساعات، فبشكل عام يوصي الأطباء بالصيام لمدّة 6 ساعات قبل الإجراء لتجنّب اختلاطات التسكين أو التخدير.
بعد القيام بتعقيم منطقة دخول القسطرة وحلاقتها إن لزم الأمر، يتم وضع الإلكترودات -وهي ملصقات صغيرة ومسطّحة- على الصدر، والتي يتم وصلها بجهاز التخطيط القلبي، ويتم إعطاء منوم أو مهدّئ خفيف التأثير لإراحة المريض، والذي يكون صاحيًا طيلة فترة العملية، ثم يقوم الطبيب بتطبيقالمخدّر الموضعيعلى مكان دخول القسطرة، والذي يمكن أن يكون في الفخذ أو الذراع أو الرقبة، وعند دخول القسطرة يقوم الطبيب بمتابعتها بحذر ضمن الوعاء، ولا يشعر المريض عادة بالألم، وعند وصول القسطرة إلى مكانها المطلوب، يتم إغلاق الأضواء في الغرفة وحقن مادّة ظليلة ضمن القسطرة ليتم التقاط صورة شعاعية تُظهر تفاصيل الأوعية والتجاويف القلبية بدقة، ويمكن أن يشعر المريض بالحرارة أو التوهّج لعدّة ثوان عند حقن هذه المادّة، وهذا أمر طبيعي جدًا، ويجب إخبار الطبيب عند الإحساس بالحكة أو الاختناق في الحلق أو الغثيان أو الانزعاج الصدري أو أي عرض مزعج آخر.
وعادة ما يطلب الطبيب من المريض أن يحبس تنفسه لفترة قصيرة أثناء التقاط الصورة الشعاعية، وبعد الانتهاء من الإجراء يقوم الطبيب بسحب القسطرة القلبية بحذر وإغلاق الجرح بعد إعادة إنارة الغرفة من جديد.
إن أي إجراء يتم تطبيقه على القلب يحمل معه عدّة مخاطر لا بدّ منها، ورغم أنّ عملية القسطرة القلبية تحمل مخاطر منخفضة نسبيًا، إلّا أن هناك بعض الاختلاطات التي عادة ما تكون نسبتها أعلى عند الأشخاص السكّريين أو الذين يعانون منأمراض الكليةأو الذين تجاوزوا سنّ الخامسة والسبعين، وتتضمن مخاطر عملية القسطرة القلبية ما يأتي: