ماهي القضايا المحاسبية المرتبطة بحسابات الذمم المدينة

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي القضايا المحاسبية المرتبطة بحسابات الذمم المدينة

 

 

ماهي القضايا المحاسبية المرتبطة بحسابات الذمم المدينة

 

تعد الحسابات المدينة من أهم المقاييس التي ترتبط بعمليات البيع، خاصة تلك العمليات التي ترتبط بالبيع مقابل الدفع في وقت لاحق، حيث تزداد في عملية البيع الأولية الإيرادات والحسابات المدينة، وعندما يتم سداد المبالغ المستحقة من عميلة البيع يرتفع مقدار حساب النقدية وتنخفض الحسابات المدينة، وتبقى الفرصة لفقدان جزء من المبالغ غير المقبوضة ممكنة في حال تعثر العميل أو عدم قدرته على الدفع، وبعد مضي فترة طويلة فإن هذه المبالغ تدخل في باب الديون المعدومة، وهنا يُفتح باب للطريقة المثالية للاعتراف بالإيراد، وكيف يمكن تقدير المستحقات النقدية التي لم يتم تحصيلها حتى الآن، كما يتم تقييد كافة العمليات المالية بما في ذلك عمليات البيع والشراء محاسبيًا بالقيود المحاسبية في دفتر اليومية بالسعر الإجمالي، وذلك من باب توثيق العملية المالية محاسبيًا وإظهار المبيعات تاريخيًا كما تمت في وقتها.

 

كيف يتم تقييم حسابات الذمم المدينة؟

من أجل تقييم حسابات الذمم المدينة ومعرفة الكيفية المناسبة للتعامل معها لا بد من معرفة مفهوم حسابات الذمم المدينة وكيف تنشأ هذه الحسابات، وما الذي يؤثر عليها نتيجة للتقادم الزمني، وكيف يمكن أن تكون سببًا في تكوّن ديون قد لا يمكن تحصيلها من العملاء لاحقًا، وكيف يمكن معالجة هذه الديون في حال حدوثها وعدم القدرة على الإيفاء بها من قبل العملاء، وفيما يأتي بيان ذلك:

مفهوم الذمم المدينة

يمكن تعريف الذمم المدينة على أنها أموال مستحقة للعميل بناءً على إجراء عمليات محددة تمت مع أطراف أخرى بغرض الحصول على خدمة أو بيع منتج، ويتم عرض قيم الذمم المدينة في الميزانية على أنها أصل، وتنتج حسابات الذمم المدينة من خلال مجموعة من التعاملات المالية بين طرفين، ليظهر ما يعرف بحسابات الاستحقاق بسبب حدوث عملية بيع أو شراء، ويتم إثبات هذه العمليات المالية بين الأطراف ذات العلاقة من خلال فواتير رسمية يتم فيها إيضاح كافة التفاصيل المتعلقة بكمية المبيعات، وصنف البضاعة المباعة، وتاريخ عملية البيع، ووفقًا لأساس الاستحقاق المحاسبي يتم الاعتراف بالإيراد بمجرد تسليم المنتجات أو الخدمات التي تم تقديمها حتى لو كانت عملية البيع هذه قد تمّت بالآجل دون تسليم أي مبالغ نقدية.

 

عملية البيع بالآجل

وفي عمليات البيع بالآجل تنتقل ملكية المنتجات أو الخدمات من البائع إلى المشتري بمجرد حدوث عملية البيع، وبمجرد حدوث ذلك تظهر الذمم المدينة على أنها أصل للجهة التي باعت السلع والخدمات التي رغب المشتري في الحصول عليها بالآجل، ومع مرور الوقت يبدأ البائع بتحصيل المبالغ التي استحقها من عملية البيع بالآجل، وقد يترتب عليه في بعض الأحيان تحمل أعباء لها علاقة بتعثر المشتري وعدم قدرته على السداد في الوقت المحدد، ولا تمثل المبيعات النقدية إلا جزءًا يسيرًا من عمليات البيع والشراء والعمليات التجارية الضخمة بين الشركات والدول، بينما تكون بقية عمليات البيع بالآجل، وبمجرد حدوث عملية البيع بالآجل يتم عمل فاتورة رسمية من أجل إرسالها إلى العميل، وبالعادة يتم إرسال هذه الفاتورة إما من خلال البريد المباشر أو بالبريد الإلكتروني، ومن شروط البيع بالآجل أن يكون هناك موعد محدد بين الأطراف المعنيّة بالبيع والشراء من أجل سداد قيمة المنتجات الي تم بيعها.

 

مفهوم الديون المعدومة

يمكن تعريف الديون المعدومة على أنها تلك المبالغ المالية المستحقة نتيجة لعمليات البيع والشراء بالآجل، والتي فقد فيها البائع القدرة على تحصيل الأموال نهائيًا نتيجة لمرور فترة طويلة على فترة الاستحقاق التي كان من المفترض أن يتم تحصيل الأموال المستحقة فيها، وتؤثر الديون المعدومة بشكل سلبي على حركة تدفق النقد والأموال في الشركة أو المنظمة التي باعت بالآجل ولم تستطع تحصيل الأموال في فترات السداد المتفق عليها، كما يظهر تأثير الديون المعدومة بشكل واضح في السجلات المحاسبية، ومن الضروري أن تتعامل الشركات أو المنظمات مع الديون المعدومة بشكل مناسب لأنها تمثل حملًا محاسبيًا ممتد الأثر وغير قابل للتحصيل المادي، وهذا الأمر ينعكس بشكل واضح على حسابات القبض، ففي الوقت الذي تنتظر فيه المنظمة أو الشركة تحصيل دفعات نقدية من عمليات البيع بالآجل، ويكون رصيد الأموال المستحقة وغير المستلمة مرتفعًا، حيث يؤدي وجود الديون المعدومة إلى خفض هذا الرصيد بشكل كبير لعدم القدرة على تحصيل الديون المعدومة بشكل نهائي.

 

تجنب الديون المعدومة

ونظرًا للتأثير السلبي الكبير للديون المعدومة على أنشطة المنظمات أو الشركات وما يجري فيها من عمليات حيوية فإن هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتباعها عمليًا في أثناء البيع بالآجل من أجل تجنب تحوّل المستحقات المالية لهذه المنظمات إلى ديون معدومة، ومن أبرز هذه الإجراءات العملية ما يأتي:

  • إجراء العمليات المالية ضمن عقود مع العملاء تضمن من خلالها الحصول على الأموال في الوقت المحدد، ويفضّل أن يكون هناك دفعة أولى مستلمة مقدّمًا من أجل تحصيل قدر من المستحقات بمجرد توقيع العقد مع العميل.
  • ضرورة تزويد العملاء بالفواتير اللازمة أولًا بأوّل لعدم إعطاء العميل أي فرصة للتأخر في دفع المستحقات المالية المترتبة عليه بمرور الوقت.
  • المواظبة على تذكير العملاء بما يستحق عليهم من أموال مع تقادم الوقت، لأن هذا يجنّب الإبلاغ المتأخر للعميل عن المستحقات الواجب دفعها في المستقبل القريب، مما يؤدي إلى عدم رصد ما يكفي من الأموال لسداد هذه المستحقات لاحقًا.
  • المحافظة على تواصل إيجابي وفعّال مع العملاء، وإبقاء الأبواب مفتوحة من أجل إيجاد بيئة مرنة للدفع وتحصيل الأموال بعيدًا عن التشنج والقلق.
  • وضع بعض الحوافز المادية في حال قيام العملاء بالسداد المبكر، مثل الحصول على خصم على الفواتير في حال تم سداد القيم المستحقة قبل حلول موعدها الرسمي، أو حصول العميل على خصومات أخرى على الفواتير اللاحقة بسبب الالتزام بالسداد.
  • مدوامة المتابعة لعمليات سداد المبالغ المستحقة المرتبة على العملاء، وتتبع إجراءات الخاصة بسدادها مع كافة الأقسام المالية ذات العلاقة، ووضع سقوف مالية للعملاء لضمان عدم حدوث عمليات بيعية باهظة القيمة بالآجل دون وجود انتظام حقيقي في سداد الأموال ضمن الأطر الزمنية المتفق عليها.
  • عدم التردد في أخذ كافة الإجراءات القانونية من أجل تحصيل الأموال من العملاء في حال تجاوز المدد الزمنية المتفق عليها، كما يمكن اللجوء في بعض الأحيان إلى شركات التحصيل المعتمدة من أجل متابعة عمليات التحصيل بشكل أكبر وبطريقة مثالية وعلى نطاق أشمل.

 

الطريقة المباشرة لمعالجة الديون المعدومة

تعد الطريقة المباشرة لمعالجة الديون المعدومة إحدى طريقتين تستخدمان من أجل التعامل مع المستحقات المالية الآجلة التي أخذت حكمًا قطعيًا بعدم القدرة على تحصيلها، وفي هذه الطريقة يتم الخصم بشكل مباشر من حساب مصروف الديون المعدومة، كما يتم إعدام الدين في السنة المالية التي يثبت فيها عدم القدرة النهائية للعميل على سداد المستحقات بشكل مطلق، ويتم ذلك محاسبيًا من خلال إثبات قيد محاسبي متعلق بإعدام الدين بشكل مباشر مقابل حساب العميل الذي اشترى المنتج أو الخدمة بالآجل ولم يسدد ما ترتب عليه من مستحقات مالية، وتحولت حالة الشك في تحصيل الأموال المترتبة عليه إلى حالة يقين بعدم الدفع.

 

ووفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا فإن الطريقة المباشرة لمعالجة الديون المعدومة لا تُقبل محاسبيًا، وذلك بسبب عدم منطقية تأثيرها المالي على السجلات والقوائم المالية للسنة المالية التي يحدث فيها إعدام الدين، حيث يخصم مصروف الديون المعدومة من إجمالي الدخل الخاضع للضرائب على الإقرار الضريبي للمنظمة أو الشركة التي عمدت إلى إعدام الدين، وهذا يعني عدم تطابق النفقات مع الإيرادات خلال نفس السنة المالية، لأن المصروف جاء في فترة محاسبية مختلفة عن تلك الفترة المالية التي تم فيها ترحيل الفاتورة الأصلية التي تمت فيها تناول العملية المالية بين المنظمة والجهة التي لم تعد لديها القدرة أو الرغبة في سداد المستحقات المالية، حيث يؤثر ذلك على بنود قائمة الدخل، وبذلك تتأثر الإيرادات في الميزانية العمومية من خلال الإعلان عن إيرادات أكبر مما هو في الواقع.

 

طريقة المخصصات لمعالجة الديون المعدومة

تعد طريقة المخصصات الطريقة المثلى في التعامل مع الديون المعدومة محاسبيًا، حيث تعتمد الطريقة على وجود مخصصات مسبقة للديون المشكوك في تحصيلها، ووفقًا لهذه الطريقة يوجد طريقتان لإنشاء المخصصات واستخدام هذه المخصصات فيما يمكن أن يشكل خطرًا ائتمانيًا على المنظمة في سداد ما تستحقه ماليًا مقابل عمليات البيع بالأجل، ويتم إنشاء هذه المخصصات وفقًا لما يأتي:

  • أساس نسبة مئوية من المبيعات: حيث يتم في هذه الطريقة وضع احتياطي مادي يمثل الديون المشكوك في تحصيلها بنسبة مئوية معينة من إجمالي المبيعات في الفترة المالية التي تخص إعداد التقارير المحاسبية، وهذه النسبة المئوية التي يتم أخذها احتياطيًا تكون عادة من واقع تجريبي بناءً على الحالة العامة للعملاء أو النشاط المنظمي وقدرة المتعاملين مع المنظمة على الالتزام بالسداد خلال الفترة المستحقة والمتفق عليها بين الطرفين، وقد يتم تعديل هذا الاحتياطي بتعديل النسبة المئوية التجريبية من المبيعات بالزيادة أو النقصان في حال ارتفاع نسبة المخاطر المالية المتعلقة بالسنة المالية أو ارتفاع نسبة المخاطر المتعلق بالعملاء في فترة زمنية محددة، وبعد احتساب هذه المبلغ يتم مطابقته كمصروف للديون المعدومة مقابل المبيعات خلال الفترة المالية نفسها،الأمر الذي ينعكس بشكل أفضل على إظهار الربح الحقيقي للمنظمة خلال الفترة المالية المخصوصة بمقارنة إجمالي المبيعات وتخفيضه بمخصص الديون المشكوك في تحصيلها.
  • أساس نسبة مئوية من رصيد الدائنين: يتم في هذه الطريقة وضع مخصصات مالية تمثل الديون المشكوك في تحصيلها مقابل حسابات الدائنين المشكوك في تعثرهم ماليًا مستقبلًا مما يعني عدم قدرتهم على سداد المستحقات المالية المرتبة عليهم في الوقت المناسبة، وقد تتأثر هذه النسبة بالزيادة أو النقصان بناءً على أوضاع العملاء وقدرتهم الائتمانية، ومدى قدرتهم على السداد بين فترة مالية وأخرى، وفي حال تم وضع مخصصات بناءً على نسبة مئوية افتراضية من رصيد الدائنين وتم فيها بعد دفع جزء من هذه المستحقات من قبل العميل فإن هذا يزيد من حساب النقدية ويزيد من حساب الرصيد المستحق للقبض، وبالتالي تُعكس العملية التي يتم بها إنشاء المخصص على أساس النسبة المئوية الافتراضية من رصيد الدائنين بمقدار ما تم سداده.

 

أمثلة عملية توضح كيفية تقييم حسابات الذمم المدينة

من خلال تطبيق أساس النسبة المئوية من المبيعات في حساب مخصص الديون المشكوك في تحصيلها يتم ضرب النسبة المئوية بقيمة المبيعات، ومن ثم يتم عمل قيد محاسبي في الدفاتر المحاسبية بالقيمة لإثبات مصروف مخصص الديون المشكوك في تحصيلها، فلو تم افتراض أن مجمل المبيعات 10000 دولار وأن النسبة المئوية من المبيعات 2% فإن مخصص الديون المشكوك في تحصيلها سيبلغ 200 دولار، وهذه القيمة يتم تخصيصها للسنة المالية الحالية واعتبرها مصروفًا للديون المشكوك في تحصيلها،أما فيما يتعلق بطريقة النسبة المئوية من رصيد الدائنين فيتم عقد مقاربة زمنية مرتبطة بزيادة نسبة عامل الخطر بالنسبة للعميل مع تقادم الزمن، وهذه النسبة تنعكس بشكل مباشر على مقدار مخصص الديون المشكوك في تحصيلها، فلو تم افتراض أن النسبة المئوية للمخصص من رصيد الدائنين بعد شهر من تاريخ الاستحقاق 0.5% فإن هذه النسبة بعد مرور شهرين ستكون الضعف تقديريًّا، وذلك بسبب زيادة خطر الائتمان مع تقادم الوقت، وكل ذلك يساعد على التحوط من الديون المعدومة، ويعالجها محاسبيًا بطريقة مقبولة.

شارك المقالة:
303 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook