يمكن تعريف مفهوم الإدارة على أنها مجموعة من المهام والعمليات المنظَّمة التي تشمل التخطيط والتنظيم والرقابة والتوجيه، والتي تتعلق بما يُتاح للمنظمات من موارد، وبما تحتوي عليه من كوادر بشرية متخصصة ومؤهلة لتحقيق الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها، ويقع على عاتق الهيئة الإدارية في المنظمات مسؤولية البحث عن حلول جذرية لما يحدث من مشكلات تؤثر على النشاط المُنظمِّي الاعتيادي، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات تساهم في تحسين الإنتاجية، وتطوير كافة الأقسام بما يخدم المصلحة العامة في المنظمة، ويعد مفهوم التنسيق الإداري مرتبطًا بمفهوم الإدارة في المُنظمات، وفي هذا المقال سيتم تناول مفهوم التنسيق الإداري.
يطلق مفهوم التنسيق الإداري على إحدى أبرز المهام الإدارية في المنظمات، فهي تلك العملية الإدارية التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التناغم بين الهياكل الإدارية والموظفين المعنيين بأداء مجموعة من المهام المتخصصة، بحيث يساهم هذا التناغم في الحصول على أكبر قدر ممكن من الكفاءة الإدارية، وبذلك تتحقق أهداف المنظمة بأقل جهد وأقصر وقت ممكن، ويساعد مفهوم التنسيق الإداري على خلق بيئة إدارية أكثر تنظيمًا وتحكُّمًا واتزانًا، كما يضمن وجود التنسيق الإداري الاستغلال الأمثل للموارد المُتاحة في تسيير العمليات الدورية في المنظمة.
ويلعب التنسيق الإداري دورًا هامًا في عملية إدارة الأزمات واحتوائها، فمن خلال تحديد الأدوار المُناطة بكل فرد أو كل قسم في المنظمة يتم تحديد أسباب المشكلات والبحث في حلول جذرية لها بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة في تلك المنظمات، أما بالنسبة للأزمات التي تكون على مستوى الحكومات فإن عملية التنسيق الإداري يجب أن تكون على مستوى إدارات المنظمات للإسهام في إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية التي تتعرض لها الدولة، وعلى الرغم من ذلك فإن وجود عملية التنسيق على مستوى المنظمات لا يعني بالضرورة عدم وجود صراعات تنافسية بين تلك المنظمات خاصة في المنظمات التي تتشابه فيها الأهداف العامة.
يضع مدراء الأقسام في المنظمات مجموعة من الاستراتيجيات التي تساهم في تحقيق مفهوم التنسيق الإداري، وجعل عجلة الإنتاج تدور بأقصى سرعة ممكنة، ومن أهم استراتيجيات التنسيق الإداري التي يتم تطبيقها في المنظمات ما يأتي: