يُعَدُّ مرض التيفوئيد (بالإنجليزيّة: Typhoid fever) من الأمراضالبكتيريّةالمُهدِّدة لحياة البشر؛ حيث يُقدَّر عدد الوفيّات من مرض التيفوئيد سنويّاً بما يُقارب 128000-161000، ويحدث مرض التيفوئيد بسبب التعرض لعدوى بكتيريا السالمونيلا التيفيّة (بالإنجليزيّة: Salmonella typhi)، والتي ما تلبث أن تتضاعف وتتكاثر فيدمالمريض بعد تناوله لطعام أو ماء مُلوَّث بها، وقد يزيد كلٌّ من التحضُّر، والتغيُّرات المناخيّة من مُعدَّل تفشِّي عدوى التيفوئيد، بالإضافة إلى ظهور أنواع من البكتيريا المقاومة لبعض أنواع المُضادَّات الحيويّة، ممَّا يتسبَّب في سهولة انتشار هذا الوباء في المدن ذات الكثافة السكانيَّة العالية، والتي تُعاني من سوء خدمات الصرف الصحِّي والبنية التحتيّة،ومن مصادر نقل عدوى التيفوئيد أيضاً: تناول الخضروات المزروعة بتربة مُلوَّثة، أو المَحار الذي تمّ اصطياده من مياه مُلوَّثة، أو شرب المياه أوالحليبالمُلوَّث بها، أو الاتصال المباشر مع حاملي المرض؛ حيث يُعَدُّ كلُّ من أصيب بمرض التيفوئيد حاملاً للمرض إلّا بعد التأكُّد من خُلوِّ جسده بشكلٍ تامّ من هذه البكتيريا، والذي يُساهم في نشره عن طريق لمس طعام الآخرين دون غسل يديه جيِّداً قبل ذلك،ومن المناطق والدول التي تزداد فيها مُعدَّلات الإصابة بحُمَّى التيفوئيد ما يأتي:
تجدر الإشارة إلى أنَّ زوال أعراض مرضالتيفوئيدلا تعني الحصول على الشفاء التامّ، وخُلوِّ جسد المريض من هذه البكتيريا، ممَّا يجعل بعض حاملي المرض غير مكترثين لأخذ الإجراءات الوقائيّة عند التعامل مع الآخرين، أو تقديم الطعام، ممَّا يجعلهم سبباً في نقل العدوى، لذا لا بُدَّ من خضوع المُصابين وحاملي المرض للمراقبة، والتأكُّد من خُلوِّ أجسادهم من هذهالبكتيريابشكلٍ تامّ، وبالأخصِّ الذين قدموا مُؤخَّراً من مناطق معروفة بانتشار وباء التيفوئيد فيها.
يُنصَح بتلقي مطعوم التيفوئيد قبل السفر إلى المناطق المعروفة بانتشارالعدوىفيها، ويتوفَّر من هذا المطعوم نوعان أساسيَّان أحدهما على شكل حبوب فمويّة، والآخر على شكل حُقن، أمّا جرعة مطعوم الحبوب الفمويّة فتتكوَّن من أربع حبَّات تُؤخَذ يوماً بعد يوم، بحيث تُعطى الحبَّة الأخيرة قبل أسبوعٍ من موعد السفر، وأمّا مطعوم الحقن فيُؤخَذ قبل أسبوعين من موعد السفر، ويُعَدُّ اللقاح الذي يُؤخَذ بالفم أفضل من النوع الآخر؛ إذ تستمرُّ فترة الوقاية من عدوى التيفوئيد بعد أخذ هذا المطعوم مُدَّة تُقدَّر بثلاث سنوات، وبنسبة حماية تُقدَّر ب 73%، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه اللقاحات ليست فعَّالة 100%، لذلك يجب توخِّي الحذر عند تناول الطعام والشراب في تلك البلدان.
يُعَدُّ ظهور الآثار الجانبيّة عند أخذ أيٍّ من نوعي هذااللقاحأمراً نادر الحدوث، حيث قد يُصاب شخص واحد من أصل 100 شخص بالحُمَّى عند أخذ اللقاح، كما قد ينجم عن أخذ اللقاح الفموي الشعور بالغثيان، والصُّداع، وبعض الاضطرابات فيالجهاز الهضمي، ومن المهمّ الإشارة إلى تجنُّب إعطاء اللقاح للمُصابين بمرض التيفوئيد، أو الذين تقلُّ أعمارهم عن ستِّ سنوات، أو مرضى فيروسالعوز المناعي البشري(بالإنجليزيّة: Human Immunodeficiency Virus).
يُمكن بيان مجموعة من الإجراءات التي يُمكن اتِّباعها للوقاية من عدوى التيفوئيد عند السفر إلى البلدان الموبوءة به على النحو الآتي
تتطوَّر أعراض وعلامات عدوى التيفوئيد تدريجيّاً، وغالباً ما تبدأ خلال 1-3 أسابيع من التعرُّض للعدوى، ويُمكن تقسيم الأعراض إلى حالتين، وهما:
تستمرُّ الحُمَّى لأسابيع بل لأشهر في حال تجاهلالعلاج، وعدم الخضوع له، وتبدأ مضاعفات المرض بالظهور، حيث تُقدَّر وفاة ما نسبته 30% من المُصابين بسبب تطوُّر مضاعفات المرض وظهورها، ويتمّ استخدامالمُضادَّات الحيويّةالتي تقتل بكتيريا السالمونيلا لعلاج هذا المرض، حيث انخفضت نسبة الوفيّات من مرض التيفوئيد إلى 1-2% بعد استخدام هذه المُضادَّات الحيويّة، وتطبيق الرعاية التلطيفيّة، وتتمّ ملاحظة تحسُّن الأعراض بعد مرور يوم إلى يومين من بدء العلاج، وغالباً ما يتمّ الشفاء التامّ بعد مرور عشرة أيّام من العلاج، ويتمّ اختيار المُضادِّ الحيوي المناسب اعتماداً على نوع بكتيريا السالمونيلا وموطنها الأصلي، فبعض سلالات بكتيريا السالمونيلا الموجودة في أمريكا الشماليّة تُعَدُّ مقاومة لبعض أنواع المُضادَّات الحيويّة، حيث لا يستطيع المُضادُّ الحيوي القضاء عليها أو تثبيط تكاثرها، لذلك يُجري الطبيب تحليلاً خاصّاً يكشف عن الإصابة بأحد أنواعالسالمونيلاالمقاومة، ويُنصَح عند أخذ العلاج باتِّباع أوامر الطبيب، وإتمام مُدَّة العلاج كاملة، بالإضافة إلى اتِّباع الإجراءات الوقائيّة من غسل اليدين جيِّداً بالماء والصابون بعد الخروج من الحمَّام، وعدم تحضير الطعام أو تقديمه للآخرين، ممَّا يُقلِّل من فرص انتشار العدوى، ومن المهمّ الإشارة إلى أنَّ الطريقة الوحيدة للكشف عن الإصابة بمرض التيفوئيد هي إجراء اختباربرازلفحص وجود بكتيريا السالمونيلا.
"