الهيموجلوبين هو عبارة عن بروتين مركّب يوجد فيخلايا الدم الحمراء، ويحتوي على جزيء حديد، وهو المسؤول عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى كافّة خلايا الجسم، وكذلك استبدال هذا الأكسجين بثاني أكسيد الكربون، ثمّ حمل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين، ويساهم جزيء الحديد الموجود في الهيموجلوبين في المحافظة على الشكل الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، وتختلف النّسب الطبيعيّة للهيموجلوبين من شخص لآخر، باختلاف العمر والجنس، فعند الولادة تتراوح نسبته ما بين 13.5 إلى 24 غم/ديسيليتر، بعدها تنخفض تلك النّسبة عند الأطفال دون 12 سنة لتصبح ما بين 11.5 و15.5 غم /ديسيليتر، أمّا عند الإناث البالغات فيكون معدّل الهيموجلوبين ما بين 12 و16 غم/ ديسيليتر، وعند الذكور البالغين تتراوح ما بين 13.6 و17.7 غم/ديسيليتر.
عند المعاناة من نقص الهيموجلوبين تكون نسبة هذا الجزيء في دم المريض أقلّ من الحدّ الأدنى بالنسبة لجنسه وعمره، عندها يكون مصاباً بفقر الدّم، ويعتبرفقر الدّمأكثر أمراض الدّم شيوعاً في العالم، إذ تشير إحدى الدراسات إلى معاناة ما يقارب 3.5 مليون شخص في الولايات المتّحدة الأمريكيّة من أحد الأنواع المتعددة لفقر الدّم، إذ يوجد ما يقارب 400 نوع منه، أمّا أهم أسباب نقص الهيموجلوبين وفقر الدّم فيتمّ تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسة على النّحو الآتي:
يُعتبر نقص الهيموجلوبين أو فقر الدّم مرضاً شائعاً وبشكل كبير، وقد يُصيب الجميع بصرف النّظر عن العمر أو الجنس أو العرق. وتُعتبر النّساء البالغات أكثر الأشخاص عرضةً له نتيجة لفقدان الدّم فيالدورة الشهريّة، وتزداد كذلك نسب الإصابة ضمن النّساء الحوامل نتيجةً للتغيّرات التي تحدث للدم، ولنقص مستويات فيتامين B12 وحمض الفوليك، كما يُعتبر الأطفال حديثو الولادة خصوصاً الخديجين منهم أو الذين يتناولونالحليب البقريالمفتقر للحديد أكثر عرضةً للإصابة بفقر الدّم النّاتج عن نقص الحديد، وهنالك أيضاً عوامل عدّة تزيد فرصة الإصابة بفقر الدّم، مثل الحمية المفتقرة للحديد أو الفيتامينات أو المعادن، بالإضافة إلى فقدان كميّات كبيرة من الدّم؛ نتيجةً لإجراء عمليّة جراحيّة أو التّعرّض لجرح كبير، وكذلك المعاناة من الأمراض المزمنة كأمراض الكلى، والكبد، وداء السكريّ، والتهاب المفاصل الروماتيزميّ،ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة،وأمراض القلب، وأمراض الغدّة الدرقيّة، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالأمراض الوراثيّة كفقر الدّم المنجليّ أو الثلاسيميا.
"