يُعدّ مرض البلهارسيا (بالإنجليزية: Bilharziasis)، ويسمى أيضاً بداء المنشقات (بالإنجليزية: Schistosomiasis) أحد أكثر الأمراض الطفيلية انتشاراً (بالإنجليزية: Parasitic infections) في العالم، كما يمكن اعتباره ثاني أكثر هذه الأمراض خطورة على الإنسان بعدالملاريا(بالإنجليزية: Malaria)، وذلك نظراً لانتشاره الواسع، والذي يمتد ليشمل قرابة 74 دولة، كما يعاني منه حوالي 207 مليون شخص حول العالم وفقاًلمنظمة الصحة العالمية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حالات الإصابة بمرض البلهارسيا تكثر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل إفريقيا، وخصوصاً جنوب الصحراء الكبرى، حيث يقطن أكثر من 90% من المصابين بمرض البلهارسيا في العالم، بالإضافة إلى آسيا، وأمريكا الجنوبية، وجزر الكاريبي، كما تزداد فرص الإصابة بالبلهارسيا في المناطق الريفية، التي تعاني من الفقر وما يصاحبه من ضعف البنية التحتية، وتدني مستوى النظافة والصحة العامة.
يعتبر عالم الأمراض الألماني ثيودور بلهارس (بالإنجليزية: Theodor Bilharz) أول من اكتشف الدودة المنشقة (بالإنجليزية: Schistosoma) المسببة لمرض البلهارسيا، حيث كان يعمل حينها في مصر، وفي الحقيقة يوجد لهذا الطفيلي أنواع عدة، وغالباً ما يصيب بدايةً الأمعاء الدقيقة والجهاز البولي، وكونه ينتشر فيالدم، فإنّه قد يصيب أي عضو آخر في الجسم، إلا أنّ ذلك يعتمد بشكلٍ رئيسي على نوع الطفيلي، ومن أنوع الطفيليات المنشقة المسببة لمرض البلهارسيا ما يلي:
لا يسبب مرض البلهارسيا شعور المريض بأية أعراض في معظم الحالات، ولكن تحدث هذه الأعراض نتيجة رد فعل الجسم تجاه بيوض الديدان وليس من الديدان نفسها، وتختلف هذه الأعراض باختلاف المرحلة التي وصل إليها المرض، وبذلك يمكن تقسيم مراحل مرض البلهارسيا والأعراض المصاحبة له إلى ثلاث مراحل رئيسية، وهي كالتالي:
يتم تشخيص مرض البلهارسيا بالاستعانة بالعديد من الفحوصات، وذلك بأخذ عينات من البول، أو البراز، أو بأخذ خزعة من النسيج المتضرر، إذ يتم الكشف عن وجود البويضات في هذه العينات، أما في حال عدم العثور على بيوض في هذه العينات، فقد يتم اللجوء إلى إجراءات تشخيصية أخرى، مثل إجراء تنظيرللقولونأو المثانة، لأخذ خزع منهما، أو أخذ خزعة منالكبد، وقد يقوم الأطباء بعمل صور إشعاعية لمختلف أعضاء الجسم، كالصدر أو القلب، لتحديد مدى انتشار المرض.
تتم معالجة معظم حالات مرض البلهارسيا باستخدام دواء مضاد للطفيليات يسمى برازيكوانتيل (بالإنجليزية: Praziquantel)، إذ يعتبر هذا الدواء فعالاً، خاصّةً في المراحل المبكرة من المرض، ولكنّ هذا الدواء لا يؤثر في البيوض أو الديدان غير مكتملة النمو، إذ تقتصر فاعليته في القضاء على الديدان الناضجة، ويتم أخذ هذا الدواء بواقع جرعتين يومياً، وتختلف الجرعة باختلاف وزن المريض، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدواء يسبب رد فعل مناعي في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة أعراض المرض، لذلك قد تتم الاستعانة بمركباتالكورتيكوستيرويد(بالإنجليزية: Corticosteroids) لتخفيف هذه الأعراض، كما يمنع استخدام دواء برازيكوانتيل في حالات الإصابة ببلهارسيا العين، وفي الحقيقة لا يوجد مطعوم فعال ضد الإصابة بالبلهارسيا في الوقت الحالي.