الحمى الشوكية أو التهاب السحايا هي الحالة الالتهابية التي تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وتنجم الأعراض الناتجة عن هذه الحالة بشكل رئيس بسبب التورم الذي ينتج عن الحالة الالتهابية، والذي يضغط على المراكز العصبية المركزية، مسبّبًا الصداع والحمّى ويبوسة الرقبة -أو ما يُعرف طبيًا بصلابة النّقرة-، وتحدث معظم حالات التهاب السحايا بشكل عام بسبب فيروسي، إلّا أنّها قد تحصل بسبب جرثومي أو فطري أو حتّى طفيلي، وتتحسّن حالة الحمى الشوكية بدون علاج في كثير من الأحيان خلال عدّة أسابيع، بينما يمكن أن تصل في العديد من الحالات إلى الوفاة عند عدم القيام بالتدبير المناسب بشكل سريع وفعّال.
يمكن أن تحصل الحمى الشوكية نتيجة لأسباب إنتانية أو غير إنتانية، فالعديد منالفيروساتوالبكتيريا والفطور والطفيليات قد تتسبّب بالتهاب السحايا الإنتاني، بينما هناك بعض الأمراض التي تحمل طابعًا التهابيًا -مثل الذئبة الحمامية الجهازيةوداء بهجت- قد تتسبّب بدورها بالتهاب السحايا اللاإنتاني، كما يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية بالتهاب السحايا اللاإنتاني، مثل الأدوية المضادة للالتهاب اللاستروئيدية NSAIDs، كالإيبوبروفين والدكلون، أو بعض أنواع الصادات الحيوية مثل التريميثوبريم-سلفاميتوكسازول، وهناك العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من نسبة حدوث الإصابة بالحمى الشوكية عند بعض الأشخاص، فهي لا تؤكّد إمكانية الإصابة، إلّا أنّها تزيد من فرصتها، ومن هذه العوامل ما يأتي:
قد تتفاوت أعراض التهاب السحايا بشكل عام بين الأنواع المختلفة لهذه الحالة المرضية، ولكن تبعًا لمركز السيطرة على الأمراض واتّقائها CDC، فإنّ الأعراض التي يمكن أن تُشاهد في التهاب السحايا تظهر إمّا بشكل مباشر بعد الإصابة أو خلال عدّة أيام منها، وبشكل عام تتظاهر الأعراض بين اليوم الثالث والسابق من الإصابة، وتتضمن الأعراض الأولية للإصابة ما يأتي:
ومن الأعراض المتأخرة لالتهاب السحايا: الاختلاجات والغيبوبة.
وتتظاهر الإصابة عند الأطفال الرضع بشكل عام بما يأتي:
يمكن أن يتم التوجه نحو تشخيص الحمى الشوكية أو التهاب السحايا من قبل الطبيب عبر السؤال عن القصة المرضية والقيام بالفحص السريري الكامل، متضمّنًا فحص العلامات السحائية الموجّهة للمشاكل الصحية المتعلقة بالسحايا، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يطلب الطبيب القيام بالتحاليل المخبرية الآتية:
وعند تأكيد تشخيص التهاب السحايا بناءً على بزل النقي، قد يطلب الطبيب إجراء زرع للنقي أو دراسة دقيقة تُدعى تفاعل البلمرة المتسلسل أو PCR، والتي تساعد في تحديد العامل الممرض.
يعتمد علاج الحمى الشوكية بشكل عام على تحديد العامل الممرض وإعطاء الدواء المناسب بحسب كل حالة، فالتهاب السحايا الجرثومي يحتاج إلى الاستشفاء الفوري والمباشر، والذي يسمح للمريض بإعطاء الأدوية عن طريق الوريد لتلافي الاختلاطات الشديدة الواردة الحدوث، خصوصًا عند المرضى المضعفين مناعيًا أو المتأخرين في التشخيص، ويعتمد اختيار الصادات الحيوية بشكل عام على العامل الممرض، ولكن يُعطى المريض عدّة أنواع من الصادات كخط علاجي أوّل ريثما تصدر نتيجة الزرع، والتي تسمح بتحديد الصاد الحيوي المناسب، وكذلك الأمر بالنسبة لالتهاب السحايا الفطري، والذي يُعالج بمضادات الفطور، أمّا فيما يخص التهاب السحايا الفيروسي، فإنّه غالبًا ما يزول من تلقاء نفسه، ولكنّه قد يحتاج في بعض الأحيان إلى العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات.