ماهو مفهوم إدارة الأعمال ووظائفها

الكاتب: وسام ونوس -
ماهو مفهوم إدارة الأعمال ووظائفها

 

 

ماهو مفهوم إدارة الأعمال ووظائفها

 

وهي جميع الأنشطة والجهود التجارية والصناعية والخدمية، سواء كانت هذه الأعمال تهدف إلى الربح المادي المباشر أو غير المباشر أو تهدف إلى تحقيق غايات غير ربحية أو إنسانية أو بهدف تعزيز قضايا اجتماعية معينة، ومن الممكن أن تنقسم هذه الأنشطة والجهود إلى جهود فردية يقوم بها فرد واحد أو عائلة صغيرة أو جماعية على شكل شركات أو منظمات ربحية والمنظمات غير الربحية، أو مؤسسات مالية تتفاوت في حجم أنشطتها ورأس مالها العامل وعدد موظفيها، وقد وجدت هذه الأنشطة مع وجود الإنسان، وزاد اتساعها على مر التاريخ، سيما بعد الثورة الصناعية حيث تضخمت رؤوس الأموال، وبالتالي حجم الشركات والمنشآت الصناعية التي استدعت بدورها حتمية وجود الإدارة لتنظم هذه الأنشطة، وسيوضح المقال إدارة الأعمال ووظائفها.

مفهوم الإدارة

لا يمكن تلخيص تعريف الإدارة في تعريف واحد فقط، بل تعددت التعاريف، وفي ظل انقسام الآراء حول هذا الأمر، وقد يكون السبب في الاختلاف هو اختلاف وجهات نظر المدارس الاقتصادية، والجدير بالذكر أنه يمكن أن يشتق التعريف من وجهتين نظر مختلفة، حيث يمكن تعريف الإدارة على أنها عملية مبنية على التنظيم والتخطيط والرقابة وقيادة الأنشطة ذات صلة بالمنظمة، واستخدام كل مواردها بغرض تحقيق الأهداف المطلوبة لهذه المنظمة، وقد عرفها هارولد كونز وهو مفكر اقتصادي بأنه الإدارة هي عبارة عن عملية تصميم وإدامة بيئة مستقرة يمكن للأفراد العاملين إن كانوا على شكل فرد أو إن كانوا على شكل جماعات على تحقيق أهداف مطلوب تحقيقها ومرتبة وموضوعة سابقًا بكفاءة، كما عرفها جورج تيري على أنها عبارة عن عملية يتم خلاللها ممارسة التخطيط والرقابة والتفعيل والتنظيم في سبيل تحقيق أهداف باستخدام الموارد المتاحة والرأسمال البشري، في حين أن دونالد غاف قد عرفها على أنها فن وعلم صنع القرار والقيادة، ويعود هذا الاختلاف والتباين بين المفكرين الاقتصاديين في تعريف الإدارة إلى اختلاف الفترات التي عاشوا فيها واختلاف التجارب الإدارية التي عايشوها.

مفهوم إدارة الأعمال ووظائفها

يرى بعض المنظرين أن إدارة الأعمال ووظائفها عبارة عن علم تحكمه قوانين ثابتة، وإذا ما تم تطبيق هذه القوانين على نفس الظروف الموضوعية التي ستصل إلى نفس النتائج، بغض النظر عن زمان ومكان وجودها، ويرى المفكرين الاقتصاديين لتتمكن إدارة الأعمال من تحقيق أهدافها يجب عليها القيام بالمهام والوظائف الأتية على أكمل وجه:

  • وظيفة التخطيط: وهي إحدى وظائف إدارة الأعمال التي تهتم بما سيكون عليه حال المنظمة مستقبلًا، في ظل المتغيرات والظروف المحيطة بها، وتكون مخرجات هذه الوظيفة عبارة عن خطة عمل مبرمجة ومجدولة زمانيًا وعمليًا تثبت وتحدد فيها الأهداف والوسائل والسياسات الواجب اتباعها بشكل واضح وصريح، مع مراعات ضرورة إمكانية تقييمها وتقويمها، لتظل خاضعة للتعديل والتغيير في سبيل ضمان تحقيق الأهداف الموضوعة بكفاءة وفاعلية.
  • وظيفة التنظيم: وهي إحدى وظائف إدارة الأعمال وتعنى بالموارد البشرية من حيث تصنيفها وترتيبها وتقسيمها بشكل يضمن سرعة وسهولة استخدامها تماشيًا مع أهداف المنظمة، وإنجاز الخطط الموضوعة دون أدنى فقد أو هدر لهذه الموارد من خلال استغلالها وتشغيلها بكفاءة وفاعلية بغية تحقيق أهداف المنظمة.
  • وظيفة التوجيه: وهي إحدى وظائف إدارة الأعمال المعنية بعملي تشغيل التنظيم وتحريكه باتجاه تحقيق الأهداف الموضوعة، وذلك باستخدام طرق واستراتيجيات إدارية كنظام المكافآت على سبيل المثال.
  • وظيفة الرقابة: وهي إحدى وظائف إدارة الأعمال المعنية بعملية مطابقة النتائج التي توصل لها التنظيم مع الأهداف الموضوعة سابقًا، وحصر الانحرافات وتحديد أسبابها وتصنيفها وتعزيز الإيجابي منها ومعالجة السلبي أو التخلص منه، ومن خلال النتائج التي حصل عليها التنظيم يتم تحديد شكل وحجم وطبيعة الخطة القادمة.
  • القيادة: وهي إحدى وظائف إدارة الأعمال المعنية بقيادة العاملين وتوجيههم وتحفيزهم ومكافأتهم أو معاقبتهم وتنسيق الأدوار التي سيلعبونها في سبيل الوصول إلى الغايات وتحقيق أهداف المنظمة.

تطور الفكر الإداري

وجدت الإدارة منذ وجدت الحضارة الإنسانية القديمة يمكن الاستدلال عليها من الرسومات والنقوشات الإنسانية القديمة وما خلفته من معالم ومنجزات ظلت ماثلة أمام المفكرين حتى اليوم لتشهد عظمة الإدارة وإسهامها في بناء هذه الحضارات، إذ وجدت معالم الإدارة لدى التجار السومريين وعند الفراعنة القدامى الذين بنوا الأهرامات ولدى الصينيين متمثلة في صور الصين العظيم، وبالتالي فهي إرث بشري قديم تراكم عبر العصور وشارك وساهم به جميع من عاشوا على وجه الأرض، وسيلاحظ المتتبع لعلم إدارة الأعمال وتطورها، أن البابليين والسومريين والأنباط والفراعنة هم أول من أرسو دعائم هذا العلم ووضعوه موضع التطبيق العملي على أرض الواقع، وفيما يأتي استعراض لأهم الشواهد على تطور الفكر الإداري القديم:

  • الإدارة لدى السومريين: تظهر الحفريات والنقوش أن السومريين كانوا يطبقون نظامًا صارمًا على جباية الأموال والكيفية التي يتم فيها إنفاقها ويحتفظون بكافة المعلومات التي كاني يتم جمعها من الكهنة والمعابد وذلك يعني أنهم مارسوا الرقابة الإدارية.
  • الإدارة لدى البابليين: دلت الحفريات والنقوش البابلية القديمة على أن البابليين طبقوا نظامًا للأجور والرقابة على أثمان السلع والخدمات المباعة والتركيز على فصل السلطة عن المسؤولية وعلى أن الأخيرة لا تفوض، وكانت لديهم رقابة صارمة على تظهر في الحدائق المعلقة التي تدل على وجود تنظيم محكم للعمل وإدارة الموارد البشرية.
  • الإدارة لدى الفراعنة: دلت الحفريات والنقوش الفرعونية القديمة أنهم طبقوا نظامًا للبناء والري وممارسة السلطة وتقسيم العمل وتوزيع المسؤوليات والتخصصات، وبالنظر إلى الأهرامات التي بنوها سيجد المتتبع أنهم طبقوا نظام رقبة شديد ونظام توجيه صارم.
  • الإدارة لدى الأنباط: دلت الحفريات والنقوش النبطية القديمة على أن الأنباط برعوا باستخراج المياه الجوفية والمحافظة على مياه الأمطار الأمر الذي يدل على وجود تنظيم صارم.

مساهمات آدم سميث الفكرية في الإدارة

ارتبط اسم آدم سميث في أذهان الكثيرين بمساهمته في علم الاقتصاد أكثر من علم الإدارة، ولكن كتابه ثروة الأمم والذي نشر عام 1776 قد قدم العديد من المساهمات الفكرية في إثراء الفكر الإداري حيث توصل إلى مبادئ أساسية أرست علم الإدارة ونظر في ضرورة تطبيقها بهدف رفع الإنتاج وتحسين الإنتاجية كمًا ونوعًا، ومن أبرز إسهاماته تنظيره في موضع تقسيم العمل، حيث تبنى نظرية عن تقسيم العمل في مصانع الدبابيس، ومن وجهة نظر آدم سميث أن تقسم العمل بناء على المهارة والتخصص سيسهم في جملة من الإيجابيات التي ستنعكس على المنظمة ومنها، بناء المهارة والجدارة نتيجة لتكرار العمل نفسه، وتوفير الوقت نتيجة لتخفيض التنقلات والتغييرات من مهمة لأخرى، واختراع الآلات والأدوات نتيجة لتخصيص الجهود في أعمال معينة، ويرى نقاد فكر سميث مؤسس النظرية الكلاسيكية أنه كان يقصد من فكرة تقسيم العمل أن يتخصص العمال على أساس السلعة التي يتم إنتاجها لا الوظيفة التي يؤدونها، وبذلك فإن نظيره اقتصاديًا وليس إداريًا، الأمر الذي حال دون بروز مساهماته في علم الإدارة.

مساهمات روبرت أوينز الفكرية في الإدارة

كان أوينز يمتلك مصنعًا في سكوتلاند حيث كان يعتبره بعض المنظرين رائدًا في إدارة الموارد البشرية واعتبروه مصلحًا اجتماعيًا وتربويًا ومن أهم رواد الحركة التعاونية، وأعتبر من أهم الداعمين الرواد للحركة التعاونية ومن أهم الداعمين في تحسين علم إدارة الموارد البشرية، حيث حاول تحسين أحوال العاملين في مصنعه، اقترح أوينز الإصلاح التشريعي الذي أوجب تحديد ساعات العمل واستخدام عمالة الأطفال حيث نظر إلى هذا الاقتراح على أنه متطرف، ومن جهة أخرى كان يعتبره بعض المنظرين في علم الإدارة اليوم كأحد أهم مكونات المدرسة السلوكية في المدارس الإدارية التي أدت مجتمعة إلى بروز علم الإدارة، وقد اقترح أوينز تأسيس ما عرف بقرى التعاون والتي بنيت على أساس المشاركة الفعالة لإنتاج قاطنيها، وقد عمل على تأسيس أول قرية تعاونية عام 1824 في نيوهارموني في أنديانا، وساهمت دراساته أيضًا في توجيه حركة الاتحاد التجاري البريطاني لكن إصلاحات أوينز فشلت لاحقًا نتيجة لمعارضته المدرسة الليبرالية الذي سيطر على أوروبا والولايات المتحدة سابقًا.

مساهمات شارلز باباج الفكرية في علم الإدارة

كان شارلز علمًا بالرياضيات والفلسفة والاقتصاد السياسي، حيث تعد مساهماته الفكرية المبكرة في الفكر الغداري حيث وضع عام 1835 كتابًا بعنوان اقتصاديات الآلات وأصحاب المصانع حيث ركز على موضوعات أساسية في الإدارة منها المبادئ العامة للتنظيم والإنتاج والعلاقات الإنسانية والتمويل والمبيعات ويسمى كتابه اليوم باسم مبدأ باباج، ومن أهم إنجازاته في علم الإدارة تركيزه على أن المشكلة الإدارية تختلف عن المشكلة الفنية المتعلقة بالإنتاج.

يجب القيام بجمع المعلومات الكاملة قبل إنشاء أي مشروع لاسيما أن المعطيات المرتبطة بظروف السوق والصناعة والمنافسة ومصادر المواد الخام كضرورة لنجاح المشروع ، كما نظر بضرورة إشراك العاملين بالأرباح لأن المشاركة ستحفزهم على زيادة جهدهم ونشاطهم، وركز باباج على رقابة التكاليف ووضع أفضل السبل لحسابها وتوزيعها والاهتمام بدراسة السوق والإعلان عن الإنتاج كما ركز على سياسة التسعير ونظر في ضرورة أن يكون سعر الوحدة المنتجة معقولًا بهدف زيادة المبيعات، وبالتالي زيادة الأرباح وما زالت هذه السياسة متبعة حتى ليوم لدى بعض المنشآت الصناعية، كما ركز على دراسة الوقت الضائع، ويعتبر ممن نظروا لأهمية العلاقات الإنسانية داخل بيئة العمل واستخدام طريقة المقارنة في دراسة أساليب العمل وتبنى البحث العلمي والتطوير ويعد من أوائل من قاموا بدراسة موقع المصنع وقربه من المواد الخام وأكد على فكرة تقسيم العمل.

مستويات الإدارة

تختلف المستويات الإدارية في الإدارة العامة أو التي تعنى في القطاع العام عن إدارة الأعمال أو التي تعنى بالقطاع الخاص، كما ويلفت التفاوت في حجم المنظمة وعدد موظفيها وطبيعة الأنشطة التي تؤديها دورًا مهمًا في اختلاف المستويات الإدارية، ولكن يمكن تقسيم المستويات الإدارية إلى ثلاثة أقسام هي الإدارة العليا، الإدارة الوسطى، والإدارة الدنيا، وتاليًا توضيح لكل مستوى من هذه المستويات:

الإدارة العليا

تشمل كبار الإداريين وأعضاء مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، وتعنى الإدارة العليا في التحليل الاستراتيجي ووضع الخطط الاستراتيجية للمنظمة واتخاذ القرارات الكبيرة المتعلقة في تحديد نشاط المنظمة ككل، وعادة ما يكون كبار الإداريين من الذي يمتلكون مهارات عالية على المستوى التنفيذي، وتقوم الإدارة العليا بتوجيه الإدارة الوسطى التي تقدم تقاريرها الدورية للإدارة العليا.

الإدارة الوسطى

تشمل الإدارة الوسطى مدراء الفروع والمدراء الإقليميين ومديري الأقسام والمديريات، وتقوم الإدارة الوسطى بتوجيه مدراء الخطوط الأمامية للمنظمة كإدارة المبيعات والمشتريات وخدمات الزبائن وغيرها من الأقسام التي تختلف مع اختلاف النشاط الذي تؤديه المنظمة، وتلعب الإدارة الوسطى دور الوسيط بين الإدارة العليا والإدارة الدنيا في عملية التوجيه الاستراتيجي.

الإدارة الدنيا

تشرف الإدارة الدنيا على الموظفين العاديين والمتطوعين إن وجدو، وتلعب الإدارة الدنيا دور الوسيط بين الإدارة الوسطى والأفراد العامليين في المنظمة في عملية التوجيه والإشراف بهدف زيادة المبيعات.

الفرق بين إدارة الأعمال والإدارة العامة

تعددت المحاولات البحثية في سبيل دراسة هاتين الحالتين من مباحث العلوم الإدارية، وكانت النتائج دائمًا تأتي مؤكدة على وجود إختلاف بينهما، وعلى أنهما حقلان متمايزان من حقول الإدارة ، وفيما يأتي أهم محاور ذلك الاختلاف:

  • الإدارة العامة ترتبط بالقطاع الحكومي وتهتم في إدارة المشاريع التي تهدف لتنفيذ السياسة العامة، مما يجعلها متأثرة في الظروف السياسة العامة، أما غدارة الأعمال فمرتبطة بالمشاريع الفردية أو الجماعية الخاصة، وتخضع بشكل أساسي لتغيرات السوق.
  • الإدارة العامة مرتبطة في وظيفة الخدمات العامة بالدرجة الأولى كالمستشفيات الحكومية والمدارس والجامعات الحكومية، بينما ترتبط إدارة الأعمال في القطاع التجاري، سواء كان صناعي أو زراعي أو خدمي كالمصارف والجامعات والمستشفيات الخاصة.
  • الإدارة العامة تهدف إلى تحقيق المنافع العامة للمواطنين والمقيمين على أراضي الدولة أو المواطنين المقيمين خارج حدود الدولة من خلال تقديم الخدمات المختلفة حيث أنها لا تهدف إلى تحقيق أي ربح مادي، بينما تهدف إدارة الأعمال إلى تحقيق المنافع الخاصة بالمنظمة والأرباح لأصحاب هذه المصالح.
  • مصادر الإيرادات في المنظمات العامة متعددة كالضرائب والقروض وأملاك الدولة، أما في منظمات الأعمال فهي من العائد على الاستثمار هو المصدر الرئيس للإيرادات.
  • تقوم الإدارة العامة على مبدأ دائمية الوظيفة العامة وتخضع لأحكام القانون العام، إدارة الأعمال تقوم على أساس الوظيفة التعاقدية ذات الطابع المؤقت مهما طالت مدة العقد وتخضع لأحكام القانون الخاص.

إدارة الأعمال في المجال الأكاديمي

بعد الثورة الصناعية وما رافقها من تطور تكنولوجي وتضخم في حجم المنشآت التجارية والصناعية وازدياد الحاجة إلى مختلف أنواع الموظفين والمدراء واتجاه الاقتصاد إلى ما سمي باقتصاد السوق، تعددت التخصصات المتفرعة من العلوم الإدارية بهدف توفير احتياجات السوق من القوى البشرية المؤهلة ، إذ يمكن لمن أراد أن يعمل في مواقع إدارية وتنفيذية اختيار أي من التخصصات الفرعية في إدارة الأعمال، مثل ريادة الأعمال، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة الأعمال الدولية، ونظرية المنظمة، والسلوك التنظيمي، أو الإدارة الاستراتيجية، أو إدارة الاستثمار وغيرها من التخصصات الإدارية، وتعد درجة الماجستير في إدارة الأعمال من أكثر التخصصات شعبية على مستوى درجة الماجستير، ويمكن الحصول عليها في العديد من الجامعات، حيث توفر هذه الدرجة تعليم المنتسبين المهارات الإدارية والقيادية، كما يتوفر ماجستير في إدارة المستشفيات أو الإدارة الصحية، والتي تمكن حاملها من

شارك المقالة:
229 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook