يعتبر نظام المناعة في جسم الإنسان ضروريًا جدًا للبقاء على قيد الحياة، وبدون نظام المناعة، ستكون أجسام البشر معرضة للهجوم من قبل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، كما أن الجهاز المناعي هو الذي يبقي البشر في صحة جيدة برغم المحيط الممتلئ بمسببات الأمراض، وينتشر الجهاز المناعي في جميع أنحاء الجسم ويشتمل على أنواع كثيرة من الخلايا والأعضاء والبروتينات والأنسجة، حيث يتم التعرف على الخلايا الميتة والمعيبة وتطهيرها من قبل الجهاز المناعي، وإذا واجه الجهاز المناعي مسببات الأمراض، على سبيل المثال بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات تحدث ما تسمى بالاستجابة المناعية، وفي هذا المقال سيتم التطرق لمرض نقص المناعة المكتسبة بالتفصيل.
متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو ما يسمى بالإيدز هي حالة مزمنة قد تؤدي إلى الوفاة، ناتجة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV، حيث يدمر فيروس نقص المناعة البشريالجهاز المناعيفيؤثر على قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم التي تسبب الأمراض، كما أن فيروس نقص المناعة البشري عبارة عنعدوى تنتقل جنسيًا، وينتشر أيضًا عن طريق التلامس مع دم ملوث أو من الأم إلى الابن أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة، ولا يوجد علاج لفيروس نقص المناعة البشري الإيدز، ولكن هناك علاجات يمكن أن تبطئ كثيرًا من تطور المرض، ولقد قللت هذه العقاقير من الوفيات بسبب الإيدز في الكثير من الدول المتقدمة.
وفي حين يعيش 1.2 مليون أمريكي حاليًا مع مرض الإيدز، فإن هذا المرض غير القابل للشفاء أصبح حالة مزمنة يمكن السيطرة عليها، وكان إدخال عقاقير مثبطات الأنزيم البروتيني في عام 1996 مغيرًا لمعايير علاج هذا المرض، والآن مع العلاج المبكر، يمكن للأشخاص المصابين بالإيدز أن يعيشوا فترة تكافئ عمر أولئك الذين لا يعانون من هذا المرض، وفي الحديث عن تاريخ مرض نقص المناعة المكتسبة فقد تم الإبلاغ عن ظهور مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1981، وهو مرض يدمر قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات والأمراض الأخرى التي تهدد الحياة وفقًا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية NIAID.
ومن أهم المعلومات عن مرض نقص المناعة المكتسبة أنه قد لا يعاني أي شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية من نفس الأعراض التي يعانيها غيره من المصابين، وقد لا يعاني البعض من ظهور أعراض على الإطلاق، وفي الأسابيع القليلة الأولى وبعد إصابة شخص ما بالفيروس قد تظهر لديه أعراض شبيهة بالإنفلونزا تستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين، ويحدث ذلك لأن الجسم يتفاعل مع فيروس نقص المناعة البشرية، ويحاول جهاز المناعة محاربته، يمكن أن تشمل الأعراض في هذه المرحلة ما يأتي:
بفضل العلاجات الجيدة المضادة للفيروسات، معظم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في الولايات المتحدة اليوم لا يتطور لديهم الإيدز، وإذا لم يتم علاجه والسيطرة عليه، يتحول عادةً فيروس نقص المناعة البشري إلى الإيدز في غضون حوالي 10 سنوات، عند حدوث الإصابة بالإيدز، ويكون التلف اللاحق بالجهاز المناعي قد وصل إلى أشد مستوياته، وسوف يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الانتهازية أو السرطانات الانتهازية وهي الأمراض التي لا يعانيها عادةً الشخص الذي يتمتع بجهاز مناعي سليم، وتشمل علامات وأعراض بعض أنواع هذه العدوى:
تعتبر طرق انتشار الإيدز من أهم الجزئيات في معرض الحديث عن مرض نقص المناعة المكتسبة والتي يجب ذكرها، وينتشر المرض بدخول دم من المُصاب أو إفرازاته المنوية أوالمهبليةإلى جسم شخص آخر، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال طرق عديدة أهمها:
لا يوجد علاج لفيروس نقص المناعة البشرية HIV، ولكن تتوافر الأدوية المختلفة للسيطرة على الفيروس، وتُسمى مثل هذه الأدوية بالعلاجات المضادة للفيروسات القهقرية، ويقاوم كل صنف من العقاقير الفيروس بطرق مختلفة، ومن أهم هذه العلاجات ما يأتي:
تمنع مثبطات الدخول أو مثبطات الاندماج دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى خلايا CD4 T،و تتضمن الأمثلة أنفوفيرتيد ومارافيروك، كما وتعمل المثبطات المدمجة عن طريق تعطيل عمل بروتين يُسمى الإنزيم المدمج، الذي يستخدمه فيروس نقص المناعة البشرية لإدخال مادته الجينية في خلايا CD4 T.
لا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري، كما أنه ليس هناك علاج شافٍ لمرض الإيدز، ولكن يمكن الحماية من العدوى باتباع إجراءات وقائية يعد الآتي أهمها: