يُعد التسويق المباشر إحدى أقدم الوسائل والاستراتيجيات التسويقية، لكنه على الرغم من ذلك ما زال موجودًا ومُستخدمًا بكثرة من قِبل المسوقين المخضرمين؛ لا سيما أن التطور التكنولوجي الحادث حاليًا أسهم في تسهيل هذه المهمة، وجعل هذه الاستراتيجية التسويقية أكثر نجاعة.

فمن خلال بعض الأدوات التقنية الحديثة، وعبر الذكاء الاصطناعي يمكن للمسوقين أن يتوجهوا _حال تطبيقهم استراتيجيات التسويق المباشر_ إلى العملاء الذين أبدوا بالفعل استعدادًا لهذا المنتج الذي يجري التسويق له.

والمؤكد أن هذه الانفتاحات التقنية تمكنت من حل واحدة من أكثر المشكلات التي تواجه التسويق المباشر؛ إذ سنضمن؛ من خلال الوسائط التكنولوجية، عدم التوجه إلى عميل غير مهتم بما نقدم من منتجات وخدمات، وبالتالي سندخر جهودنا للمهتمين فعلًا، والذين يُرجح أن يقبلوا على الشراء.

ما هو التسويق المباشر؟

سيحاول «رواد الأعمال» الإشارة إلى طائفة من تعريفات التسويق المباشر؛ كيما تتجلى الأمور في ذهن القارئ على نحو جيد، ومن هذه التعريفات نذكر ما يلي..

يُعرف التسويق المباشر بأنه طريقة ترويجية تتضمن تقديم معلومات حول شركتك، أو منتجك، أو خدمتك إلى عميلك المستهدف دون استخدام وسيط إعلاني.

بقول آخر، إنه محاولة للخلاص من أي وساطة بين المنتج والمستهلك، كما أنه شكل مستهدف من التسويق يقدم معلومات ذات أهمية محتملة للمستهلك الذي تم تحديده على أنه مشتر محتمل.

وثمة تعريف ثالث يرى أن التسويق المباشر هو نوع من الحملات الإعلانية التي تسعى إلى تحقيق إجراء معين في مجموعة مختارة من المستهلكين؛ استجابة لإجراء اتصال يقوم به المسوق.

يمكن أن يتخذ هذا الاتصال العديد من الأشكال المختلفة مثل: البريد العادي، والتسويق عبر الهاتف، ونقاط البيع، وما إلى ذلك. ومن أكثر الطرق استخدامًا: التسويق المباشر عبر البريد الإلكتروني.

ومن ثم، يمكن القول، من باب الاختصار والتحديد، إن التسويق المباشر هو ذاك النشاط الذي يتضمن استخدام البريد، الهاتف، الفاكس، وغيرها من أدوات الاتصال المباشر مع العميل (الذي ما زال مستهلكًا محتملًا)؛ من أجل الحصول على استجابة منه تجاه العروض التسويقية المختلفة.

المزايا والمكاسب

لا تنحصر مزايا التسويق المباشر في كونه يساعدك في الترويج لمنتجك/ خدمتك على نحو جيد، أو التواصل مع العميل الصحيح فحسب، ولكن هناك العديد من المزايا التي يتوفر عليها هذا النوع من التسويق تلك التي يمكن ذكر بعضها على النحو التالي..

• الوصول إلى العميل الصحيح

التسويق جهد شاق، لكن يجب عليك أولًا أن تعرف أن توجه جهودك الوجهة الصحيح، وأحد مزايا التسويق المباشر أنه يمكّنك من التواصل مع العميل الصحيح، الذي لديه استعداد مبدئي “على الأقل” لشراء هذا المنتج الذي تسوق له، ومن ثم فأنت بهذه الطريقة تحقق مكسبين: الأول: أنك تدخر وقتك وجهدك، ويتمثل الثاني في أن هناك إمكانية حقيقية في تعزيز معدلات مبيعاتك، طالما أنك تتوجه برسالتك التسويقية إلى عميل لديه استعداد مسبق بالفعل.

• خفض ميزانية التسويق

تتمثل إحدى مزايا التسويق المباشر في كونه يساعدك في خفض النفقات التسويقية؛ فأنت تتوجه إلى مستهلك لديه استعداد مسبق بالفعل، كما ذكرنا ذلك من قبل، ومن ثم سيعينك هذا على وضع الميزانية الصحيحة للتسويق؛ كما أنك ستصنع ميزانية متناسبة تمامًا مع حجم وعدد الشريحة التي تستهدفها.

إنك، في هذه الحالة، لا تلقي شباكك في البحر وتنتظر الحصول على أي نوع أو كمية من السمك، ولكنك، على العكس من ذلك، ستعلم، حتى قبل إلقاء الشباك في البحر، نوعية وماهية السمك الذي ستحصل عليه، ومن هنا فأنت تدخر الجهد والمال معًا.

لكنك لن تصل إلى هذه المرحلة ولن تحقق هذا المكسب إلا بعد إجراء عمليات بحث مستفيضة حول العملاء، واحتياجاتهم، ونوعية المنتجات التي يبحثون عنها.

• ولاء العملاء

هذا هو هدف كل الجهود التسويقية تقريبًا؛ فالتسويق في أوضح وأعمق تعريفاته هو عبارة عن «تأسيس علاقة مربحة طويلة الأمد مع العملاء»، ولئن كان صحيحًا أن هناك الكثير من الطرق والاستراتيجيات التسويقية التي تمكنك من الوصول إلى هذه الغاية «ولاء العملاء» إلا أن التسويق المباشر إحدى أشهر هذه الاستراتيجيات قاطبة.

ذلك لأنه، من حيث الأصل، ينهض على التواصل الكثيف من العملاء ومحاولة تكييف المنتجات والخدمات مع احتياجاتهم، وطالما أنهم يحصلون على ما يريدونه فلماذا يكفون عن الشراء منك والتواصل معك؟