تسعى جميع المنظمات والشركات التجارية إلى تعظيم أرباحها والحصول على أعلى فائض قيمة ممكن، لذلك تتجه هذه المؤسسات والشركات إلى البحث عن أي فرصة ممكن للاستثمار في القطاع الذي تعمل به، إذ أن هذه الاستثمارات ستدر عائدًا ماديًا للمؤسسات والشركات تقوم من خلالها بدفع رواتب موظفيها وتغطية نفقاتها ومصاريفها الرأسمالية، بالإضافة إلى الأرباح التي توزعها على حملة أسهمها أو على الشركاء في غير شركات المساهمة، وعند اتخاذ المنظمة قرارًا بالاستثمار عليها البحث عن المعلومات وتحليلها وتصنيفها لغايات دراسة الجدوى وتنفيذ البحوث الكمية والنوعية في السوق في سبيل التأكد من اختيار الاستثمار الصحيح الذي سيساهم في تعظيم قيمة المنظمة السوقية
بعد إتخاذ المنظمة قرارًا بالاستثمار في سوق ما أو مجال ما تبدأ إدارات الشركة المختلفة بالبحث عن المعلومات والبيانات المتعلقة في السوق المنوي الدخول إليه أو القطاع المنوي الاستثمار به، فما هي دراسة الجدوى؟ تقوم المنظمات بالبحث عن البيانات المتعلقة بالمنافسين ونقاط قوتهم وضعفهم وكذلك فيما يتعلق في الوضع السياسي والاجتماعي في السوق المنوي الدخول إليه، وعليه للإجابة على سؤال: ما هي هذ الدراسة، فهي التحليل والتمحيص في العوامل المحيطة بالمشروع أو القطاع المنوي الاستثمار به، حيث يتم تحليل العوامل الاقتصادية والعامل البيئية والاجتماعية والفنية وكذلك فيما يتعلق بالعائد المتوقع وفترة سداد المشروع لمصروفاته ورأسماله، وعليه فإن هذ الدراسة مهمة وأساسية قبل اتخاذ القرار الاستثماري لما ستوفره من معلومات حول نقاط قوة الشركة وضعفها وفرصها في سوق ما الأمر الذي سيقلل من التورط في مشاريع خاسرة أو قد تتسبب بخسارة الشركة، فهي إذًا تقييم للخطة العملية للشركة، تجيب عن أسئلة متعلقة بإمكانية الدخول في مشروع أو لا، وإذا ما كانت الشركة تمتلك الأدوات والمعدات اللازمة لتطبيق هذا المشروع أو لا
بعد الإجابة على سؤال: ما هي دراسة الجدوى وبماذا تلزم المنظمات؟ وما تسعى جميع الشركات المنظمات الربحية إلى زيادة أرباحها وتعظيم قيمتها السوقية، وكما تم الإشارة سابقًا فإن الضلوع بالنشاطات الاقتصادية والاستثمارية بمختلف أنوعها هو الهدف الأساسي لجميع المنظمات الربحية، فما هي دراسة الجدوى وما أهميتها؟ فهي تعد في غاية الأهمية لما ستوفره من معلومات وما ستجيب عليه من أسئلة حول قدرة الشركة على الضلوع في نشاط استثماري ما، وستمنع دراسة الجدوى دخول المنظمة في أمور غير واضحة فيما يتعلق في مستقبلها وستحيط الإدارة باليقين الذي سيبنون عليه نشاطاتهم الاستثمارية.
تقوم دراسة الجدوى بتحليل البيئة الخارجية للمنظمة وفي تحليل الوضع السياسي في البلد أو السوق المراد الدخول إليه كما ستجيب عن أسئلة تتعلق في التركيبة الاجتماعية التي يمكن من خلالها معرفة مدى تقبل الناس للمنتج الجديد الذي تنوي الشركة طرحه في الأسواق على سبيل المثال، فربما كان هذا المنتج يتعارض مع عادة اجتماعية أو مع قناعة دينية على سبيل المثال، كما تجيب هذ الدراسةعلى الأسئلة المتعلق بالجانب الفني للمشروع وتوضيح إذا ما كانت المنظمة تمتلك هذه القدرات التقنية التي تمكنها من الاستثمار، وتجيبهذ الدراسة على أسئلة متعلق بالوضع المالي للمؤسسة وإذا ما كانت ستتحمل مصاريف المشروع الجديد، والذي تحدده ما هي هذ الدراسة من خلال توقع التكاليف الرأسمالية والتشغيلية على سبيل المثال، وعليه فإن أهمية هذ الدراسة نابعة من توضيحها وتحليلها وتفصيلها لعوامل القوة الداخلية والخارجية التي ستدعم المؤسسة في استثمارها وتلك التي ستشكل عقبة أمام هذه الشركة، إضافة إلى دراسة العوامل المحيطة بالمنظمة من البيئة الخارجية وتحديد أيها يعد فرصة للمنظمة وأيها يشكل تهديدًا عليها.
فما هي دراسة الجدوى التشغيلية؟ تعد من أهم بنود هذ الدراسة الاقتصادية التي تنفذها المنظمة، ومن خلال هذ الدراسة التشغيلية ستتأكد الإدارة من قدرة المنظمة على إيجاد التقنيات والمرافق اللازمة لمشروعها، كما وتدرس الجدوى التشغيلية الجوانب المتعلقة بموقع المشروع وقربه على الخدمات العامة والطرق وخطوط الماء والكهرباء أو ما يلزم المشروع، وكذلك فيما يتعلق بقربه من موردي المواد الأولية التي يحتاجها لتنفيذ مشروعه وتدرس الجدوى التشغيلية كذلك إمكانية التخلص من النفايات بالطريقة الصحيحة والتي تتناسب مع مخلفات انتاج السلع.
وتدرس الجدوى التشغيلية أيضًا الوضع المالي للمنظمة وتحليل النسب المالية لمعرف إذا ما كانت المنظمة قادرة على الوفاء بالتكاليف المادية اللازمة لتشغيل المشروع وتمويله، وتحدد الجدوى التشغيلية كذلك فترة الاسترداد، وهي الفترة الزمنية اللازمة لتستعيد المنظمة مصروفاتها الرأسمالية والتشغيلية، وعليه فإن هذ الدراسة التشغيلية من أهم الجوانب فيها، إذ ستظهر إذا ما كانت المنظمة قادرة على الوفاء بمعايير بيئة الأعمال المحيطة.
قبل القيام بهذ الدراسة والتي تعد مكلفة وتحتاج إلى الكثير من المصاريف لجمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها وتقيمها، فإن الشركات والمنظمات الربحية تبدأ ببعض الأبحاث البسيطة والتي لا تتطلب مصاريف مرتفعة قبل التوجه لهذ الدراسة، وتساعد دراسة السوق الأولية على توجيه المدراء نحو المشاريع التي قد تعود بالمنفعة على المنظمة وقد تقربها من أهدافها الموضوعة، وتساعد هذه الأبحاث في تحديد إذا ما كان يجب على الشركة استكمال تحليها واللجوء لهذ الدراسة والتي تستنزف الوقت والجهد والمال.
إن أبحاث سوق إذًا هي عبارة عن مجموعة من الابحاث التي تسبق هذ الدراسة تقوم الإدارة من خلالها ببحث مبكر في السوق أو القطاع الذي تنوي الدخول به وإذا كانت النتائج مشجعة وأظهرت نتائج إيجابية قد تشكل فرصة للمنظمة، فعندها تنطلق المظنة باتجاه الدراسات الأكثر تعقيدًا وتفصيلًا، ومن الأمثلة على هذه الأبحاث تحليل سوات SWOT والذي يظهر نقاط القوة الداخلية للشركة وكذلك نقاط ضعفها وهي عوامل داخلية متعلقة بالشركة قد تعالج نقاط الضعف وتعمل على تقوية نقاط القوة، وتظهر كذلك الفرص والتهديدات الخارجية وهي عوامل لا تستطيع المنظمة التحكم بها.