ما هي ظاهرة التصحر

الكاتب: رامي -
ما هي ظاهرة التصحر
"التصحّر

يعبّر مفهوم التصحّر عن العمليّة التي تؤدّي إلى تقليل الإنتاجيّة البيولوجيّة للأراضي الجافّة؛ وهي الأراضي القاحلة أو شبه القاحلة نتيجةً لأسباب طبيعيّة أو بشرية، ويختلف مفهوم التصحّر عن مفهوم التوسّع المادّي للصحراء الموجودة مسبقاً، حيث إنّه يمثّل العمليّات المتعددة التي تهدد نظم البيئة للأراضي الجافّة ومن بينها الصحاري، والمراعي، والأراضي، والمستنقعات.[1]

التعريفات المختلفة للتصحّر

عُرف التصحّر من قِبل جهات مختلفة كالآتي:[2]

تعريف الأمم المتّحدة: عرّفت الأمم المتّحدة في المؤتمر الدول المنعقد فيها حول المناخ بأنّه تدهور ودمار الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافّة نتيجة لعدّة عوامل منها التغيّر في المناخ ونشاط الإنسان.
تعريف قمّة نيروبي: عرفّت قمّة نيروبي المنعقدة حول المناخ في عام 1977م التصحّر بأنّه اشتداد وتوسّع الطبيعة الصحراويّة بمعدلٍ قد يُلحق الضرر بقدرة الأرضالبيولوجيّة وإنتاجها، لكن قد رأت الفاو وهي منظّمة الأمم المتّحدة للأغذية والزراعة إنّ هذا التعريف مختزلاً، حيث إنّه لا يركّز على الدور المحوري للاستيطان البشري في عمليّة التصحّر.
تعريف الفاو: ترى منظّمة الفاو أنّ التعريف الأنسب للتصحّر يجب أن يحتوي على العامل البيئي والعامل البشري، مما قادها إلى تلخيص التعريف بأنّه مجموعة من العوامل الجيولوجيّة، والبيولوجيّة، والبشريّة، والمناخيّة المؤدّية إلى تدهور المقومات الفيزيائيّة، والكيميائيّة، والبيولوجيّة للأرض في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما يؤدّي إلى التأثير على التنوّع البيئي والمجموعات البشرية.
أسباب التصحّر

تعود أسباب التصحّر إلى ما يأتي:[3]

الرعي الجائر: يعتبر الرعي الجائر للحيوانات من المشاكل الكبيرة في العديد من المناطق التي بدأت بالتصحّر، فعند وجود الكثير من الحيوانات التي تتغذّى على النباتات في منطقة معيّنة سيقود إلى قلّة نمو هذه النباتات وصعوبة نموّها مرّة أخرى، مما يؤدّي إلى إلحاق الضرر بحيويّة الارض ويجعلها تفقد طبيعتها الخضراء.
إزالة الغابات: يساهم النّاس في تشكيل ظاهرة التصحّر من خلال مشاركتهم في إزلة الغابات عند الرغبة في الانتقال إلى منطقة ما، أو عند الحاجة للأخشاب من أجل بناء المنازل أو لأغراضٍ أخرى، ويؤدّي إزالة الأشجار إلى منع نمو النباتات حولها.
الزراعة: هناك بعض المزارعين الذين يجهلون استخدام الأرض بالطريقة الفعّالة، مما يقودهم إلى تجريد الأرض من مكوّناتها قبل تركها والذّهاب إلى قطعة أرض أخرى، ويعتبر تجريد التربة من المغذّيات التي تحتوي عليها أحد أسباب التصحّر في المناطق المستخدمة للزراعة.
التحضّر وتنمية الأراضي: إنّ عمليّة التحضّر تقود النّاس إلى قتل الحياة النباتيّة، كما قد تُسبب المشاكل المختلفة للتربة نتيجةً للمواد الكيميائيّة والمواد الأخرى التي قد تضر الأرض، فعندما تصبح المناطق مدنية أو مأهولة بالسكّان سيؤدّي ذلك إلى تقليل المناطق التي تنمو بها النباتات مما يقود إلى التصحّر.
تغيّر المناخ: يلعب المناخ دوراً رئيسيّاً في عمليّة التصحّر، فعندما يصبح الطقس أكثر دفئاً وتزداد فترات الجفاف سيصبح التصحّر أكثر انتشاراً، وفي حالة تغيّر المناخ السريع ستصبح مناطق واسعة من الأرض صحراء، كما قد تصبح بعض هذه المناطق غير مأهولة.
الاستيلاء على مصادر الطبيعة: عند احتواء الأرض على المصادر الطبيعية كالغاز، أو النفط، أو المواد الخام سيأتي الإنسان لحفرها للحصول على هذه المواد، مما يؤدّي إلى تجريد الأرض من العناصر الغذائيّة، وقتل الحياة النباتيّة، وعند الاستمرار بهذه الأفعال ستتحوّل الأرض إلى صحراء.
الكوارث الطبيعيّة: تؤدّي الكوارث الطبيعيّة إلى إلحاق الضرر في الطبيعة بسبب عدّة أسباب ومنها الجفاف، وفي هذه الحالة لا يستطيع الإنسان تفادي الأضرار الناتجة لكن قد يساهم في إعادة بناء الأراضي بعد انتهاء الكارثة.
الآثار الناتجة عن التصحّر

تعتبر عمليّة التصحّر قابلة للتطوّر لذلك فإنّها قد تزداد في المناطق التي تنشأ بها، كما أنّها مرتبطة بندرة الأمطار؛ الأمر الذي يعود بآثار سلبية على حياة السكّان، والتنميّة الحيوانيّة والزراعية في المناطق المختلفة، كما قد يقود لهجرة السكّان من المنطقة، ويُلحق التصحّر مقدّرات السكّان في المناطق التي ينشأ بها بشكلٍ كبير، وبشكلٍ خاص في حالة انتشار أنشطة التربية الحيوانيّة والزراعية فيها، كما أنّ للتصحّر تأثيراً مباشراً في معدّلات التنمية بسبب الآثار السلبية التي يُلحقها بالخطط التنمويّة الحكوميّة وعلى النمو الاقتصادي للدوّلة وخاصّة في البلدان الفقيرة والنامية، نتيجةً لهجرة النّاس من المناطق التي تتنشر فيها المجاعات والخسائر الفادحة التي يخلّفها لسكّان المناطق القروية، فقد شكّل التصحّر مشاكل اقتصاديّة هيكليّة في هذه المناطق تسبب أو كادت أن تتسبب في عرقلة مسار التنمية الاقتصادية والبشرية.[2]

مواجهة مشكلة التصحّر

إنّ مواجهة ظاهر التصحّر هو أمر ممكن لأنّها عمليّة غير فجائيّة، مما يساعد على الحصول على الوقت الكافي للتصدّي لهذه المشكلة أو تغيير المسار الخاص بها، وتحتاج مهمّة مواجهة التصحّر إلى سياسات عامّة على المستوى المحلّي بالإضافة إلى المستوى الدولي، وتتضمّن هذه السياسات برامج للتشجير، ودعم عمليّة الفلاحة القروية، والتربية الحيوانيّة في المناطق المتصحّرة غالباً لحث النّاس على المشاركة في حل المشكلة، ومواجهة التصحّر تتم على فترة طويلة من الزمن، وتحتاج لجهود مكلفة، لكنّ القضاء على المشكلة بشكلٍ تام هو أمر مستحيل بسبب خصائص هذه الظاهرة؛ حيث إنّها تعتبر خاضعة للتطوّر والظهور في المناطق من جديد، وغالباً ما تتضمّن خطط مواجهة ومقاومة التصحّر برامجاً لتأهيل الأراضي المتضررة بواسطة التشجير، وتشجيع الفلاحين بهدف إعادة خصوبة التربة، بالإضافة لمحاربة قطع الأشجار والصيد الجائر، وتحديد نطاقات الرعي وفصلها عن الأراضي الزراعية بشكلٍ تام، ووضع برامج لزراعة الأراضي حيث تُزرع بشكلٍ متناوب لتوفير الراحة التي تحتاجها لتجديد خصائصها البيولوجيّة.[2]

المراجع
? ""Desertification"", www.britannica.com, Retrieved 11-12-2017. Edited.
^ أ ب ت ""التصحر.. قاتل يتمدد في صمت""، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2017. بتصرّف.
? ""What is Desertification?"", www.conserve-energy-future.com, Retrieved 11-12-2017. Edited."
شارك المقالة:
128 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook