"إفريل" مدرِّسة أولي ذات خبرة كبيرة، ومديرة مساعدة في قطاع التعليم، وظلت تسعى للحصول على وظيفة مديرة في العديد من المجالس المحلية.
هذه هي الأمور التي لا يمكن أن تسأل عنها أحدا غير أصدقائنا المخلصين الإنجليزية الكبيرة. لذلك كان اسمها دوما مسجلا في قوائم طالبي شغل تلك الوظيفة، لكنها استمرت على فشلها في الفوز بالوظيفة ذات المستوي المرتفع الذي تريده.
وقد كشفت دورات التوجيه الشخصي التي حصلت عليها عن أنها تدخل إلى حجرة المقابلات ورأسها إلى أسفل وظهرها منحن- كما لو كانت تعتذر عن مجرد مجيئها إلى المكان. كما كان تفكيرها، المتأثر جزئيا بطريقة وقوفها وجلوسها، يميل إلى مفاهيم مثل:"إنني أتساءل عما إذا كانوا سيعينونني هذه المرة أم لا" . هذا المزيج الفكري والجسدي أثر بالسلب علي صورتها العامة. وقلل من تأثير الكاريزما الخاص بها.
وفي التدريب الفردي، تعلمت"إفريل" أن تسير منتصبة ورأسها مرفوعة، وبدأت تدخل الحجرة وهى تتخيل أنها بالفعل قد أصبحت مديرة، وأنها جاءت لكي تجيب فقط عن بعض الأسئلة استنادا إلى مهاراتها وخبراتها. وبعد أن تغيرت، استخدمت"إفريل" ما تعلمته في المقابلة التالية، وبالفعل حصلت على الوظيفة.
وقد تعلمت الملكة "فيكتوريا" أن ترفع ذقنها منذ أن كانت طفلة؛ حيث كانوا يضعون جزاء من نبات البهشية الشائك في ياقة ثيابها. وترجع الأوضاع التي يقف بها كل من "إلفيس" و"نينسكي" ، "ديفيد بوبي" و"جون وين" و"برينس" إلى تأثير الكاريزما الخاص بهم. وحتي إن كنا نعطي الكثير من الاهتمام إلى أوضاع الوقوف والجلوس هذه الأيام، إلا أنها لا يزال لديها القدرة على التأثير على إطارنا العام لدي الآخرين.
لا يزال بإمكانك الاستفادة من التغذية الراجعة الخارجية، سواء في جلسات التوجيه الفردي أم في دورات تتعامل مع أوضاع الوقوف والجلوس وغيرها من الموضوعات. وعلى سبيل المثال، فإن مشاهدة نفسك وأنت تدخل من الباب لتقابل مجموعة من الناس، يمكن لك شيئا ما حول طريقتك في المشي.
وإذا قضيت ساعات منحنيا أمام حاسب آلي، فيمكننا التخمين بكل بساطة أن وضع جسدك سوف يتأثر سلبا، فكثيرا ما نرى أشخاصا رأسهم مائل للأمام ويسيرون بصورة سلبيه بسبب جلوسهم أمام الحاسب بإفراط. ويعتقد كثير من الناس أن الوقف بانتصاب يعني شد الظهر ورفع الصدر لأعلي ودفع الرأس نحو الصدر. إلا أن الأمر ليس كذلك. فلعمودك الفقري انحناءان يجب أن تسير وفقهما: الانحناء الأول من رأسك وحثي كتفيك والانحناء الثاني من أعلى ظهرك إلى نهاية العمود الفقري. حاول أن تتعلم"تقنية ألكسندر" بصحبة أحد المعلمين ذوي الكفاءة، فهذه الطريقة تمنع الانحناء وتجعلك تتحرك وتعمل براحتك.
وإذا ما شعرتَ بالألم، وخاصة في الظهر، خلال محاولتك الوقوف والحركة بصورة جيدة، أو شعرت بمعاناة وضع ظهرك أو عنقك. أو بمشكلات في الحوض، فلا تحاول أن تعالج هذه الأمور بنفسك. فربما يؤدي ذلك إلي مشكلات أعمق، ولكن اتصل بطبيبك أو زر احدى العيادات المتخصصة في "تقنية ألكسندر" قبل أن تحاول تعديل أسلوبك.
"
العربية
