ما المقصود بشركة المساهمة؟ ولماذا نشأ هذا النوع من الشركات؟ وكيف تتم إدارتها؟
مع تقدم الوقت، أصبحت الأعمال التجارية الخاصة أو الأعمال التجارية القائمة على الشراكة غير قادرة على الإيفاء بمتطلبات المنظمات الواسعة النطاق (large-scale organizations)، بسبب محدودية أموال هذه المنظمات والمسؤولية الغير محدودة، بالإضافة لنقص القدرة الإدارية لديها، وعدم قدرتها على تمويل المساعي التي تعتبر باهظة التكاليف، وعلى هذا فقد تأسست ونشأت الشركات المساهمة.
إن أبسط طريقة يمكن أن نصف بها شركة المساهمة (joint-stock company) أنها عبارة عن مؤسسة تجارية مملوكة بشكل مشترك لجميع مستثمريها، إذ يمتلك المساهمين حصة معينة من الأسهم وتمثل هذه الأسهم بدورها نسبة الملكية التي يمتلكها كل فرد في المؤسسة.
تنقسم شركات المساهمة إلى شركات مساهمة عامة وشركات مساهمة خاصة، حيث يمثل النوعين كيانين مختلفين، ويمكن توضيح الفرق بين شركة المساهمة العامة والخاصة كما يأتي:
يمثل مجلس إدارة شركة المساهمة الهيئة الإدارية والتمثيلية التي تدير وتنظم وتمثل الشركة في هيكل شركة المساهمة، إذ يتكون مجلس الإدارة من المدراء الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات في الاجتماع العام للمساهمين ولمدة أقصاها 3 سنوات.
يتم تحديد أعضاء مجلس الإدارة بناءً على عدد الأصوات التي حصلوا عليها من أعلى عدد إلى أقل عدد، بدءًا بالمرشح الذي يحصل على أعلى عدد من الأصوات حتى يتم تحديد جميع عدد أعضاء المجلس، وإذا حصل مرشحان أو أكثر على عدد متساوي من الأصوات لآخر منصب عضو في المجلس، فإنه يتم إجراء تصويت آخر على هذين المرشحين أو أكثر أو يتم تعيين عضو المجلس وفقًا لقواعد التصويت أو ميثاق الشركة.
ويمكن تلخيص مهام مجلس الإدارة كالآتي:
. إن شركات المساهمة عبارة عن شركات تتمتع بالمرونة والحريات المالية والقدرات الإدارية، وهي تُبنى لصالح جميع المساهمين فيها؛ إذ يمتلك كل مستثمر جزءًا من الشركة وفقًا للمبلغ الذي قام باستثماره، ويمتلك المستثمرون بدورهم امتيازات كحصولهم على حقوق تصويت متعددة، وانتخاب مجلس الإدارة.
هل يشارك المساهمون في إدارة الشركة؟
بعد التعرف على ماهية شركة المساهمة والفرق بين شركات المساهة العامة ونظيرتها الخاصة، لا بد من معرفة أهم خصائص شركات المساهمة:
تمثل شركة المساهمة جمعية قد تم تسجيلها من قبل الأفراد، إذ لا يستطيع أي شخص أو مجموعة أن يبدأوا عملًا ويطلقوا عليه اسم شركة مساهمة، وكما تم الذكر من قبل، فإن الشركة المساهمة العامة تحتاج 7 أشخاص كحد أدنى حتى تبدأ العمل، وشخصين على الأقل لبدء شركة مساهمة خاصة، مع مراعاة استكمال جميع الإجراءات القانونية لإنشاء شركة مساهمة.
تمثل شركة المساهمة كيان قانوني تم إنشاؤه قانونيًا، فهي كمثل الأشخاص الطبيعيين، تستطيع اقتناء ممتلكات خاصة باسمها، واقتراض الأموال، ورفع الدعاوي القضائية، وإدخال اسمها في العقود، وغيرها من الممارسات، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الشركات لا تنطبق عليها جميع القوانين/الحقوق/الواجبات، إذ إن وجود هذه الشركات يبقى قانونيًا وليس ماديًا، وعليه، فإنه يُطلَق عليها اسم الشخص القانوني المصطنع (artificial legal person).
بمجرد أن تولد شركة المساهمة، لا يمكن حلها إلا من قبل القانون، وعليه فإن استمرار الأعضاء في التغير لا يؤثر على حياة الشركة بأي شكل من الأشكال، لذا فإن العديد من المساهمين قد ينقلون أسهمهم وقد يأتي أشخاص جدد في مكانهم ولكن لا تؤثر هذه العملية على وجود الشركة.
لأن شركة المساهمة لديها عدد كبير من المساهمين في أي وقت كان، لا يستطيع المساهمون المشاركة في الشؤون اليومية لهذه الشركات، ولذا فإن حملة الأسهم ينتخبون ممثليهم -المدراء- والذين بدورهم يمتلكون القدر الكافي من الصلاحيات لإدارة الشركة، وعليه فإن حملة الأسهم يمثلون المالكين في حين أن الإدارة يعهد بها إلى مجلس إدارة منفصل عن حملة الأسهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن حملة الأسهم ليسوا وكلاء للشركة ولا يستطيعون ربطها بأفعالهم.
إن شركة المساهمة هي شركة مصطنعة، لذا فهي تملك كيان قانوني منفصل عن أعضائها، وتعمل بشكل منفصل عن أعضائها، ولا تلتزم الشركة بأفعال أعضائها، ولا يعمل الأعضاء كوكلاء لها، فبوسعها أن تمتلك أصولًا، أو ممتلكات، أو أن تبرم عقودًا، أو تقيم دعاوى قضائية، أو أن يتم مقاضاتها، ولا يمكن تحميل مساهميها المسؤولية عن أي سلوك للشركة.
إن أي شركة مساهمة تمتلك ختمًا خاصًّا بها يُستخدم في المعاملات مع الآخرين أو توقيع عقود مع الجهات الخارجية، وهو ما يطلق عليه "الختم المُشترك"،بما أن شركة المساهمة تمثل قانونيًا شخصًا مصطنعًا، عند إبرام الشركة لأي عقد أو توقيع على اتفاقية، تتم الإشارة إلى الموافقة من خلال ختم مشترك منقوش عليه اسم الشركة، وعليه فإن جميع الوثائق تكون غير ملزمة قانونيًا للشركة إلى أن يصبح لديها ختمًا مشتركًا جنبًا إلى جنب مع توقيعات المدراء.
في حالة شركة المساهمة العامة، تكون مسؤولية الأعضاء محدودة عادة وهي تكون متمثلة بالضمان أو بالأسهم التي تم الحصول عليها، وإذا كان أحد الأعضاء قد دفع بالفعل المبلغ الكامل المستحق على أسهمه، فإنه ليس مسؤولاً عن ديون الشركة، أي إنه لا يمكن تصفية الأصول الشخصية لأي عضو منهم لسداد ديون شركة ما.
إن أسهم شركة المساهمة العامة قابلة للتحويل بحرية، إذ يمكن شراؤها وبيعها من خلال سوق الأوراق المالية، كما يمكن نقل أسهم شركة المساهمة العامة من شخص إلى آخر دون إذن مسبق من إدارة الشركة مع مراعاة بعض الضوابط، فلهم الحرية في نقل أسهمهم، بينما تكون هذه العملية مقيّدة بشكل كلي في شركة المساهمة الخاصة.
يوجد لشركة المساهمة العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من الشركات، مثل التشكيل القانوني، الشخصية الاعتبارية، الوجود الدائم، فصل الملكية عن الإدارة، الكيان القانوني المنفصل، الختم المشترك، المسؤولية المحدودة وقابلية تحويل الأسهم.