أدى التعقيد المتزايد في عمل الشركات والآثار الناجمة عن العولمة الاقتصادية الحالية إلى ظهور مجموعة من المخاطر والتحديات الجديدة أمام الشركات، فبرزت الحاجة لدى هذه الشركات إلى امتلاك فريقٍ مهني من المدققين والذي يجب أن يتميزوا بدرجةٍ عاليةٍ من المهارات والصفات التي تتيح لهم النجاح في عملهم، ومن أهم الدورات المهنية التي يمكن أن تكسب المدقق المالي هذه المهارات هي دورة CIA -المدقق الداخلي المعتمد-، وهي شهادة مقدمة للمحاسبين الذين يقومون بمراجعة الحسابات الداخلية ويتم منح تسمية المدقق الداخلي المعتمد من قبل معهد المراجعين الداخليين المعتمد ومقره الولايات المتحدة الأمريكية، وتتراوح مدة البرنامج من 100 الى 150 ساعة وتضم مواضيع محددة في أصول التدقيق وطرق التعامل مع الحسابات المالية.
إن مهمة التدقيق وفحص سجلات وتقارير الشركات تتم من قبل متخصصين في مجال التدقيق الداخلي غير أولئك المسؤولين عن إعداد هذه التقارير، حيث اكتسب التدقيق العام من قبل محاسبين مستقلين وغير متحيزين وضعًا مهنيًا وأصبح شائعًا بشكلٍ متزايد مع ظهور منشآت أعمال كبيرة وفصل الملكية عن الرقابة الإدارية، يقوم المحاسب العام بإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كانت بيانات الإدارة قد تم إعدادها وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا وتقديم التقرير المالي للشركة ونتائجها التشغيلية، إن مثل هذه التقييمات المستقلة لتقارير الإدارة تهم المساهمين الفعليين والمحتملين، والمصرفيين، والموردين، والمؤسسات الحكومية وغيرهم من الأطراف للتأكد من الوضع المالي للشركة، فيما إذا كان سليمًا أم يعاني من انحرافاتٍ مالية، كل ذلك جعل من هذه المهنة ضرورةً ملحة وبدأ التركيز عليها وتطوير مناهجها بما يتواءم مع المستجدات المالية الكبيرة والقضايا ذات الصلة مثل الحاكمية الرشيدة ومحاربة الفساد المالي.
تتنوع مهام ومسؤوليات المدققين الداخليين الذين حصلوا على دورة CIA، لتتجاوز المهام التقليدية السائدة في أذهان المحاسبين والإدارة عن الواجبات المنوطة بأقسام التدقيق الداخلي لتشمل مجموعة مهمة من المسؤوليات والتي تتداخل في أهميتها مع وظائف الإدارة العليا من حيث أهمية دور التدقيق في عمل الشركات ودورها في الرقابة على الوضع المالي للشركة وتوجيهه الوجهة السليمة لتفادي مشاكل مالية قد تؤثر عليها في المستقبل ومن هذه المهام: