سجلت الصين حالة وفاة ناجمة عن الإصابة بفيروس هانتا مؤخرًا، الأمر الذي دفع الناس للتساؤل فيما إن كان هذا الفيروس يُشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، وفيما إن كان سيُسبب تفشٍ عالميًا كفيروس كورونا المُستجدّ (COVID-19) الذي اجتاح دول العالم مؤخرًا، فما هي حقيقة فيروس هانتا؟
يضم فيروس الهانتا (بالإنجليزية: Hantavirus) مجموعة من الفيروسات التي تنتقل عن طريق القوارض، وقد ظهرت أنواع مُختلفة من الهانتا على فترات زمنية مختلفة، وقد ظهرت أنواع من الفيروس في مناطق مُعينة دون أن تظهر في مناطق أخرى،وقد يؤدي فيروس هانتا إلى الإضرار بالكلى أو بالرئتين، وقد تتسبّب أنواع مُعينة من فيروس هانتا بالإضرار بالرئتين تختلف عن تلك التي تُضر بالكلى.
توفي رجل في نهاية شهر آذار من عام 2020م نتيجة إصابته فيروس هانتا، وهذا ما دفع السلطات الصينية إلى اختبار 32 شخصًا كانوا في نفس الحافلة التي أقلها هذا الرجل، وظهرت مخاوف عدّة من احتمالية تفشي المرض خاصّة أنه ظهر في وقت تفشي فيروس كورونا المُستجدّ "الكوفيد".
قد ينتقل فيروس الهانتا من الفئران والجرذان إلى البشر، وإنّ معرفة طرق انتقالها أمر مهم لحماية الشخص نفسه وعائلته من هذا الفيروس وأضراره، وقد ينتقل الفيروس من القوارض إلى الشخص إذا تعرض الشخص لبول القوارض، أو برازها، أو لعابها، فمن الطبيعي أن يسعى الشخص لتنظيف المكان إذا وجده ملوثًا بورث القوارض، ولكن أثناء كنسها أو تنظيفها قد تنتقل إلى الهواء بطريقةٍ ما، وفي حال استنشاق الشخص أو أحد الموجودين للهواء الذي يحتوي على هذا الفيروس فقد تنتقل العدوى للشخص. ومن الأمور الأخرى التي تسبب انتقال الفيروس لمس المواد أو الأسطح الملوثة بالفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف، أما بالنسبة للدغات القوارض فإنها تتسبّبها بانتقال الفيروس أمر نادرًا للغاية،ويعتقد الخبراء أنّه من المحتمل أن ينتقل الفيروس إلى الشخص أيضًا عن طريق تناول الطعام الملوث ببول أو براز أو لعاب القوارض المُصابة بالفيروس.
غالبًا لا تنتقل فيروسات هانتا من شخص إلى آخر، أيّ أنها لا تنتقل عن طريق لمس أو تقبيل شخص مُصاب بالفيروس، مما يجعل ممارسة الحياة الطبيعية أمرًا سهلاً على المريض ولا حاجة للخوف الشديد من نقله إلى الآخرين، ومن المُطمئن أيضًا أن الفيروس لا ينتقل إلى الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية أثناء علاجهم للشخص مُصاب بالمرض.
يُعدّ الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون أو يلعبون في أماكن تعيش فيها القوارض أكثر عُرضة للإصابة بعدوى فيروس هانتا، وقد تؤدي ممارسة أنشطة مُعينة إلى زيادة احتمالية الإصابة بفيروس هانتا، كالأنشطة التالية:
تظهر الأعراض الناتجة عن الإصابة بفيروس هانتا بعد التعرض للفيروس بفترة تتراوح بين 9-33 يوم، وقد تظهر خلال 7 أيام في بعض الحالات، وفي حالات أخرى قد تطول المدّة لتظهر الأعراض بعد 8 أسابيع، وفيما يلي بيان لأعراض فيروس هانتا:
قد يتسبّب فيروس هانتا بالإضرار بالكلى، ويُعرف ذلك علميًا بالحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية، وتختلف الأعراض التي تظهر اعتمادًا على نوع فيروس هانتا الذي تسبب بالعدوى، فقد تتسبب بعض أنواع فيروس هانتا بأعراض خفيفة في حين تتسبّب أنواع أخرى بأعراض متوسطة أو شديدة، ومن هذه الأعراض ما يظهر في المراحل الأولى من الإصابة بالفيروس، ومنها ما يظهر لاحقًا كما يأتي:الأعراض الأولية، وتبدأ بشكل مُفاجئ، ومنها:
يتسبّب فيروس هانتا بتضرر بالرئتين، تُعرف الحالة طبيًا بمتلازمة فيروس هانتا الرئوية،وتُصنّف أعراض هذه الحالة إلى مرحلتين كالآتي:
تتشابه الأعراض الأولية للإصابة بفيروس هانتا مع أعراض حالاتٍ أخرى، ولذلك قد يكون من الصعب معرفة الإصابة بالفيروس في هذه المراحل، ولذلك أيضًا يُنصح بالتواصل مع الطبيب في حال عانى المريض من الحمى، أو التعب العام، أو ضيق التنفس، وخاصة إذا تعرّض للقوارض أو فضلاتها، ففي هذه الحالة يتمّ سحب عينة من دم الشخص وإرسالها للمختبر للكشف عن الإصابة بالفيروس أو نفي ذلك.
يُمكن للشخص حماية نفسه وأسرته من فيروس هانتا باتباع النصائح والإرشادات التالية:
لا يوجد علاج محدد أو لقاح لفيروس هانتا، ولكن يُساعد التشخيص والعلاج المُبكّر على تخفيف الأعراض وتقليل احتمالية تطوّر مضاعفات، وتجدر التوعية بأهمية نقل المرضى على الفور إلى قسم الطوارئ أو وحدة العناية الحثيثة للمراقبة وتقديم الرعاية عن كثب في حالات الاشتباه بإصابتهم بفيروس هانتاويتضمن العلاج تقديم الرعاية الداعمة، وفي حالات تضرر الرئة فقد يستلزم الأمر إخضاع المُصاب للعلاج بالأكسجين واستخدام أدوية مُعينة تهدف إلى الحفاظ على ضغط الدم، وفي بعض الحالات قد يتم استخدام جهاز تهوية بهدف المساعدة على التنفس، أمّا عن تضرر الكلى فقد تكون هناك حاجة لإجراء غسيل الكلى، وقد يُعطى دواء ريبافيرين (بالإنجليزية: Ribavirin) المُضاد للفيروسات عن طريق الوريد بهدف تخفيف شدّة الأعراض و تقليل احتمالية الوفاة.
إن فيروسات هانتا لا تنتقل من شخص إلى آخر في الغالب، ولذلك فإنّ احتمالية تفشيها قليلة جدًا،على عكس فيروس كورونا المُستجدّ الذي من الممكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر أو رذاذ الهواء الذي يحتوي على الفيروس.
غالبًا لا تنتقل فيروسات هانتا من شخص لآخر لذلك لا حاجة لعزل الشخص المُصاب بالفيروس.
يختلف طول الفترة الزمنية التي يُمكن أن تظل فيها فيروسات هانتا مُعدية باختلاف طبيعة البيئة الموجود فيها الفيروس، وقد يعتمد ذلك على عدّة عوامل؛ مثل درجة حرارة البيئة والرطوبة، وما إذا كان الفيروس موجودًا داخل المنزل أو خارجه، أي مُعرض لأشعة الشمس أم لا، وبالتالي لا توجد مدّة مُحددة لبقاء الفيروس مُعدٍ، لذلك يجب التعامل مع جميع فضلات القوارض على أنّها معدية، ويجب اتباع إرشادات الوقاية من الإصابة بفيروس هانتا.
إذا اعتقد الشخص أنّه قد تعرض لفيروس هانتا وظهرت عليه أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا بالإضافة إلى ضيق التنفس، فيجب عليه الاتصال فورًا بالطبيب، ولأهمية التشخيص المُبكر يجب إخبار الطبيب في حال حدث تواصل بطريقةٍ ما مع القوارض أو الفئران.
هُناك بعض الأدلة التي تُشير إلى أنّ الحيوانات؛ وخاصّةً القطط والكلاب قد تُصاب بفيروس هانتا، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض أو مؤشرات تدل على إصابتهم بهذا الفيروس، ومن المُحتمل أن تتعرض القطط والكلاب لهذا الفيروس عندما تفترس القوارض التي تحمل هذا الفيروس، وقد تُعرّض البشر لخطر الفيروس من خلال جَلب القوارض المُصابة بالفيروس إلى المنازل أو الأماكن الأخرى.
قد يتسبب فيروس هانتا بالوفاة، ويعتمد ذلك على نوع فيروس هانتا المُسبب للعدوى، ولذلك فإنّ التشخيص المُبكر والعلاج المناسب يُعتبر أمرًا في غاية الأهمية.
"