يتطور العالم الحالي اقتصاديًا يوميًا بشكل سريع، والمقصود بذلك ظهور العديد من الشركات الرائدة التي تسعى لتحقيق الأرباح وعلى النقيض تمامًا نجد العديد من الشركات والمؤسسات التي تسعى بشكل رئيس إلى تقديم خدمات إما لأفرادها أو للمجتمع، وبهذا تُعرف الشركات غير الربحية على أنها الجمعيات الخيرية أو التطوعية أو النقابات المهنية والتي تنشأ لأجل تقديم خدمات لأفرادها أو للمجتمع لأهداف دينية أو تعليمية أو مهنية أو لأهداف عامة ويتم توفير رأس المال لها من خلال الأعضاء أو من مجلس الأمناء الخاص بالشركة أو المنظمة لذين لا يتوقعون السّداد ولا يشاركون في خسائر المنظمة أو أرباحها وكيفية توزيعها أو استيعابها وعادةً ما يتم منح مثل هذه الشركات الإعفاءات الضريبية.
بالرغم من أن الشركات غير الربحية يتم إدارتها بشكل يختلف عن الشركات التي تهدف للربح، ولكنها مع التقدم الاقتصادي بدأت تشعر بالضغط وتتنافس على تقديم الخدمات بشكل جيد، ولهذا قامت هذه الشركات بتصميم أسلوب إدارة يخدم أعمالها بحيث أصبحت تهدف إلى النمو والاستدامة، ولتحقيق هدفها المحافظة على الجهات المانحة وإقامة علاقات قوية معهم وهذا يتطلب بناء استراتيجيات للحفاظ على العلاقات وتسويقها بشكل جيد للمانحين، ومن هنا سيتم توضيح اثنين من الأخطاء الشائعة حول الشركات غير الربحية، الأول أنها تدار بشكل كامل من قبل متطوعين، ولكنها تدار من قبل موظفين مدفوعي الأجر وقد تستخدم المتطوعين لتقديم الخدمات بإشراف الموظفين، وهنا تواجه الشركات غير الربحية مشاكل في موازنة نفقاتها بين أجور الموظفين ونفقات تقديم الخدمات، بالنسبة للاعتقاد الآخر أنها لا تحقق الربح أبدًا، فهي بالرغم أن هدفها ليس الربح فهي تسعى دائمًا لاستدامة رأس المال الممنوح لها وإدارته كشركة مسؤولة ماليًا واستبدال دافع الربح بدافع الخدمة العامة
تعتبر الشركات غير الربحية مكون أساسي للمجتمعات، فهي ترتقي بنوعية الحياة في المجتمع في العديد من المجالات كما تم الذّكر سابقًا، وحسب دراسة أُجريت فإن الشركات غير الربحية في البلاد مجتمعة تنفق ما يقارب 1 تريليون دولار سنويًا على تقديم الخدمات، بهذا المستوى من المسؤولية يجب أن يكون لدى الشركات غير الربحية أساليب إدارة تضمن نجاح واستدامة هذه المنظمات، ومن هذه الأساليب ما يأتي: