ما هي أهمية الثقة المتبادلة في مكان العمل.. الطريق للكفاءة والإنتاجية

الكاتب: وسام ونوس -
ما هي أهمية الثقة المتبادلة في مكان العمل.. الطريق للكفاءة والإنتاجية

 

 

ما هي أهمية الثقة المتبادلة في مكان العمل.. الطريق للكفاءة والإنتاجية

 

 
الثقة المتبادلة بين الموظفين والمدراء وبين أعضاء كل فريق هي اللبنة الأولى والأساسية التي ينهض عليها أي نجاح، ومن دونها ستتعثر المؤسسة في أذيالها.
 
وهناك الكثير من الأسباب التي جعلت موضوع الثقة يحتل أهمية كبرى في الأدبيات الإدراية هذه الأيام؛ خاصة بعد انتشار وباء كورونا، وقيام الكثير من الشركات بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين.
 
لكن الثقة المتبادلة تلك لم تكن بخير حال قبل الجائحة؛ فوفقًا لدراسة أجرتها Edelman والتي حملت عنوان “Trust Barometer”، وهي دراسة استقصائية شملت 33000 شخص في 28 دولة، فإن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص لا يثق في صاحب العمل، كما يثق 64% من المديرين التنفيذيين في مؤسساتهم، بينما يثق 51% فقط من المديرين و48% من الموظفين الآخرين في مؤسساتهم.
 
وتكشف تلك الأرقام عن ارتباط من نوع آخر: وهو أن الثقة تتأثر بموقع الفرد على السلم الوظيفي، وبحسب مكانته في الشركة، لكن تلك نقطة خارجة عن سياق اهتمامنا في المقال التالي.
 
اقرأ أيضًا: كيف تنمي مهارة العمل الجماعي؟
 
أهمية الثقة المتبادلة
بإمكان المرء أن يكتشف أهمية الثقة المتبادلة بين الموظفين والمدراء في بيئة العمل إن هو تأمل غيابها، فما ظنك بموظفين لا يثقون بمدرائهم، ولا بحنكتهم وقدرتهم على اتخاذ قرارات حكيمة ومناسبة؟
 
وهل تظن أن مديرًا غير واثق بموظفيه سيمكنه أن يحقق لمؤسسته أي نجاح يُذكر؟! إن واجب المدراء الأول هو أن يبنوا الثقة بينهم وبين موظفيهم، وأن يعززوا كذلك من ثقة الموظفين بالمؤسسة التي يعملون لصالحها، بهذا سيكون النجاح حليفًا للجميع.
 
ويرصد «رواد الأعمال» أبرز ملامح أهمية الثقة المتبادلة في بيئة العمل وذلك على النحو التالي..
 
تعزيز العمل الجماعي
لن تكون هناك فرصة للعمل الجماعي فضلًا عن نجاحه من دون تلك الثقة المتبادلة؛ فإذا لم يكن أعضاء الفريق يثقون ببعضهم فلن يكون مقتنعًا بأن زميله سينهض بمهمته المنوطة به على النحو الأمثل.
 
ليس هذا فحسب، بل سيتحول العمل الجماعي إلى مجرد طقس روتيني لا مكان فيه للإبداع والتداول الحر للآراء والأفكار، وإلا فكيف يتحدث الناس عن أفكارهم صراحة في وسط لا يثقون بأهله؟!
 
إذًا التواصل المكثف والتعاون بين الزملاء بشكل مستمر، وفتح كل قنوات التواصل هي الخطوة الأولى نحو بناء الثقة المتبادلة بين الموظفين وأنفسهم وبينهم وبين مدرائهم.
 
اقرأ أيضًا: إدارة المخاطر في الشركات الناشئة
 
التوافق التنظيمي
عندما يثق الموظفون في أرباب عملهم فمن المرجح أن يعملوا معًا لتحقيق نفس أهداف العمل النهائية.
 
في المؤسسات التي تنعم بمعدلات عالية من الثقة المتبادلة لن تكون هناك فرص للقلاقل والنزاعات، وستمضي القرارات الجديدة بسلاسة، وسيتم البدء في تنفيذها بمجرد إقرارها والموافقة عليها؛ ذلك لأن الموظفين يثقون بمدرائهم ومؤسساتهم، وهم أيضًا مقتنعون بأن هذه القرارات لن تصب إلا في صالح الجميع.
 
وعلى ذلك تساعد الثقة المتبادلة المؤسسة في الوفاء بأهدافها وتحقيقها طموحاتها الكبرى، ليس هذا فحسب، بل سيمكنها فعل ذلك بيسر وسهولة؛ فالجميع على قلب رجل واحد.
 
الثقة المتبادلة
 
اقرأ أيضًا: التفكير المنظومي في ريادة الأعمال
 
الكفاءة والإنتاجية
ولعل أبرز تجليات الثقة المتبادلة هو رفع معدلات الكفاءة والإنتاجية؛ فطالما أن الأساس موجود _والأساس هنا هو الثقة_ فلن يدخر أي فرد جهدًا في القيام بالمهام والأدوار المنوطة به على النحو الأمثل، ولن يكف أحد من الموظفين والمدراء على حد سواء عن اقتراح الطرق التي من شأنها العمل على رفع معدل الإنتاج، وتسهيل العمل، وتعزيز كفاءة الموظفين والمؤسسة ككل.
 
تُظهر الأبحاث أن أماكن العمل الموثوقة للغاية تتمتع بما يلي: زيادة إنتاجية الموظفين بنسبة 50%، 106% طاقة أكثر في العمل، 13% عدد أيام المرض أقل.
 
والحق أن أهمية الثقة المتبادلة لا تكمن في هذا فحسب، وإنما في كونها تُعد تعبيرًا مثاليًا عن بيئة عمل صحية، يعزف جميع من فيها لحنًا واحدًا، ويتعاونون لإنجاز أهداف واحدة.
 
لكن المؤسف في الأمر، وحقيق بنا أن نعترف بذلك، أن ثمة تاريخ ممارسة طويلًا وخاطئًا يعمل على هدم الثقة المتبادلة؛ فالموظفون لا يثقون في المدراء لأنهم عملوا في مؤسسات أخرى مع مدراء سيئين، أو أن مؤسساتهم كانت مجحفة وظالمة.
 
هذه الممارسات تجعل من بناء الثقة المتبادلة مسألة عسيرة وتستغرق وقتًا طويلًا، لكن، وعلى الرغم من ذلك، فلا مندوحة لنا عنها؛ فكيف يمكن أن يتحقق نجاح في مؤسسة لا يثق أفرادها في بعضهم؟!
شارك المقالة:
255 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook