تقعشبكية العين(بالإنجليزية: Retina) في الجزء الخلفي من العين، وهي عبارة عن طبقة من الأنسجة العصبية المسؤولة عن استقبال الضوء لإنشاء الصور وإرسالها إلى الدماغ، وتحتوي شبكية العين على نوعين مختلفين من الخلايا المستقبلة للضوء (بالإنجليزية: Photoreceptor cells) والمتمثلة بالخلايا العصوية والخلايا المخروطية، إذ إنَّ الخلايا العصوية (بالإنجليزية: rods cell) مسؤولة عن رؤية اللونين الأبيض والأسود خصوصاً في حالات التعرض للضوء الخافت، وتتوزع هذه الخلايا في جميع أنحاء شبكية العين، بينما الخلايا المخروطية (بالإنجليزية: cones cell) مسؤولة عن الرؤية المركزية والرؤية الملونة، خصوصاً في حالات الضوء الساطع والمتوسط، وتقع ضمن المنطقة المعروفة ببقعة الشبكية (بالإنجليزية: Macula)، وهي المنطقة المسؤولة عن الرؤية الدقيقة والمركزية المهمة في بعض العمليات، مثل: القراءة، وقيادة السيارة، وملاحظة التفاصيل الدقيقة، وتجدر الإشارة إلى احتواء بقعة الشبكية على ما يعرف بالنقرة المركزية (بالإنجليزية: Fovea centralis)، وهي المنطقة المسؤولة عن أقصى درجة منحدة البصر، والرؤية الملونة، وتحتوي هذه المنطقة على خلايا مخروطية فقط،ومن الجدير بالذكر أنَّ الطبيب يفحص شبكية العين خلال فحص العين الشامل من خلال توسيع العينين باستخدام قطرات خاصة للعين، ثم يتم استخدام عدسات خاصة للتكبير لفحص الشبكية، ويزول تأثير هذه القطرات خلال عدة ساعات من إجراء الفحص لتعود العين إلى طبيعتها.
يعد التنكس البقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration) أو ما يعرف بالتنكس البقعي المرتبط بالسن (بالإنجليزية: Age-related macular degeneration)، واختصاراً AMD أحد أمراض شبكية العين الشائعة التي تؤدي إلى اضطراب حدَّة البصر والرؤية المركزية؛ نتيجة الضرر الواقع على شبكية العين مع التقدم بالعمر، مما يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة بعض المهام اليومية البسيطة، مثل: القراءة، وقيادة السيارة، وبحسب دراسة نشرت في مجلة Asia-Pac. J. Ophthalmol عام 2017 فإنَّ ما يقارب 8.7% من الأشخاص يعانون من مرض التنكس البقعي المرتبط بالسن بين 45-85 من العمر،وينقسم مرض التنكس البقعي المرتبط بالسن إلى نوعين رئيسيين يمكن بيانهما في ما يأتي:
تغذي شبكية العين شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة بشكل مستمر، وفي حال المعاناة منمرض السكريوعدم السيطرة على مستوى سكر الدم وارتفاعه لدرجة عالية ولفترة طويلة فقد يؤدي ذلك إلى المعاناة من تضرر شبكية العين، والإصابة بما يعرفباعتلال الشبكية السكري(بالإنجليزية: Diabetic retinopathy)، وهو أحد مضاعفات مرض السكري التي قد تؤدي إلى المعاناة من فقدان البصر في حال عدم تشخيص وعلاج المرض، ويتطور اعتلال الشبكية السكري على ثلاثة مراحل مختلفة يمكن بيانها في ما يأتي:
تجدر الإشارة إلى أنَّ مرحلة بدء فقدان البصر قد تحتاج إلى عدة سنوات للتطور، ويمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، مثل: المحافظة على نسبةالكولسترولوضغط الدم الطبيعية، والسيطرة على مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى إجراء فحص دوري للعين للكشف عن المشاكل الصحية وعلاجها في مراحلها المبكرة، إذ يجب إجراء هذا الفحص لجميع المصابين بالسكري.
قد ينجم عن الإصابةبارتفاع ضغط الدم(بالإنجليزية: Hypertension) حدوث ضرر في الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية شبكية العين في حال عدم السيطرة على مستويات ضغط الدم، والمعاناة من ما يعرف باعتلال الشبكية بفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertensive retinopathy)، إذ يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة سماكة جدران هذه الأوعية الدموية وانخفاض التروية الدموية إلى الشبكية، والذي بدوره يؤدي إلى تضرر أجزاء منها، ومع تقدم المرض قد يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف في الشبكية وفقدان تدريجي للبصر خصوصاً في حال تأثر بقعة الشبكية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الارتفاع البسيط والمزمن في ضغط الدم قد يؤدي إلى تضرر الشبكية في حال لم يتم علاجه أيضاً، وفي حال المعاناة من ارتفاع شديد في ضغط الدم الذي يعرفبفرط ضغط الدم الإسعافي، فقد يؤدي إلى حدوث انتفاخ في رأس العصب البصري أو القرص البصري (بالإنجليزية: Optic disc) يعرف بوذمة حليمة العصب البصري (بالإنجليزية: Papilledema)، وهو مكان التقاء العصب البصري بالشبكية، بالإضافة إلى انتفاخ والتواء في أوردة الشبكية.
يعد انفصال الشبكية (بالإنجليزية: retinal detachment) من المشاكل الصحية الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الطارئ، ويتمثل بانفصال كامل الشبكية أو جزء منها عن النسيج الداعم لها خلف العين، مما قد يؤدي إلى فقدانالبصرفي العين المتأثرة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الانفصال قد يؤثر في جزء بسيط من الشبكية، وفي حال عدم الحصول على العلاج اللازم قد يحدث انفصال كامل للشبكية، وغالباً تحدث هذه المشكلة في إحدى العينين فقط، وتجدر الإشارة إلى أنَّ خطر الإصابة بانفصال الشبكية يرتفع في حال المعاناة من بعض المشاكل الصحية، مثل مرض السكري،وقصر النظر(بالإنجليزية: Myopia)، والتعرض لإصابة في العين، أو إجراء عمل جراحي معقد لعلاج مرض الساد.
قد تصاحب التغيرات الحاصلة مع التقدم في العمر رؤية الشخص لما يعرف بعوائم العين (بالإنجليزية: Eye floaters)؛ وهي عبارة عن خيوط تشبه شبكة العنكبوت، أو بقع سوداء أو رمادية صغيرة في مجالالرؤية، وتتميز هذه العوائم بتحركها كل ما حاول الشخص تركيز الرؤية عليها، وغالباً ما تكون ناجمة عن انخفاض لزوجة السائل المتواجد في العين والمعروف بالجسم الزجاجي (بالإنجليزية: Vitreous)، بالإضافة إلى حدوث بعض التشابكات في الألياف المجهرية المتواجدة ضمن هذا السائل، ويجدر التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب على الفور في حال ملاحظة الزيادة المفاجئة في عدد عوائم العين، خصوصاً في حال مصاحبتها لفقدان في الرؤية الطرفية (بالإنجليزية: Peripheral vision)، أو مصاحبتها لومضات ضوئية.
إنَّ لزوجة السائل الزجاجي كما ذكر سابقاً تنخفض في العين مع التقدم في العمر، وبعد سن 60 عاماً قد يحدث انفصال للسائل عن مؤخرة العين فيما يعرف بانفصال الجسم الزجاجي الخلفي (بالإنجليزية: Posterior vitreous detachment) واختصاراً PVD، ويعد هذا الانفصال طبيعياً في الغالب إلا أنَّه يؤدي إلى ارتفاع خطر حدوث تمزق في شبكية العين (بالإنجليزية: Retinal tear)؛ نتيجة تحرك السائل الزجاجي وإمكانية نتوء السائل الهلامي في المنطقة المتصلة مع الشبكية، وفي حال حدوث تمزق في الشبكية فقد يؤدي ذلك إلى تجمع السوائل خلف الشبكية وبالتالي انفصال الشبكية، كما قد يؤدي إلى حدوث نزيف في العين وزيادة عدد عوائم العين، أو فقدان البصر في العين المتأثرة في حال امتلاء العين بالدم، لذلك يعد تمزق الشبكية من المشاكل الصحية الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري، وقد يُستدل على تمزق الشبكية من خلال رؤية ومضات ضوئية وعوائم العين.
يعبر مصطلح التهاب الشبكية الصباغي (بالإنجليزية: Retinitis pigmentosa) عن مجموعة منالأمراض الوراثيةالتي قد تصيب شبكية العين وتؤدي إلى تضررها، مثل داء ريفسام (بالإنجليزية: Refsum's disease)، ومتلازمة أشر (بالإنجليزية: Usher syndrome)، ومتلازمة باردت بيدل (بالإنجليزية: Bardet-Biedl syndrome)، ويعد التهاب الشبكية الصباغي أكثر شيوعاً لدى الشباب والمراهقين، إذ تؤدي هذه الاضطرابات إلى الموت التدريجي للخلايا المخروطية والعصوية في العين وفقدان الرؤية التدريجي، وغالباً ما يؤثر المرض في الخلايا العصوية بداية لينتقل إلى الخلايا المخروطية مع تقدم المرض، لذلك يجب الحرص على مراجعة الطبيب على الفور في حال ملاحظة حدوث تغيرات في الرؤية لمنع تطور المشكلة الصحية، ويعد العمى الليلي أو العشا (بالإنجليزية: Night blindness) أحدالأعراضالأولية للمرض، كما قد يعاني بعض الأشخاص منعمى الألوان(بالإنجليزية: Color blindness)، وفقدان للرؤية المركزية.
تحدث الإصابة باعتلال الشبكية المصلي المركزي (بالإنجليزية: Central serous chorioretinopathy) عند تراكم السوائل خلف شبكية العين، ويحدث هذا التراكم نتيجة حدوث اضطراب في الظهارة الصباغية الشبكية (بالإنجليزية: Retinal pigment epithelium) واختصاراً RPE، وهي النسيج الفاصل بين شبكية العين وما يعرف بالمشيمية (بالإنجليزية: Choroid)، وعند تراكم السوائل يحدث انفصال بسيط في الشبكية يؤدي إلى اضطراب الرؤية، وعلى الرغم من إمكانية إصابة كلتا العينين باعتلال الشبكية المصلي المركزي إلا أنَّه غالباً ما يؤثر في إحدى العينين فقط.
يوجد عدد من الأمراض الأخرى النادرة التي قد تؤثر في شبكية العين يمكن ذكر بعض منها فيما يأتي:
قد يتشكل غشاء (بالإنجليزية: Epiretinal membrane) فوق شبكية العين مما قد يؤدي إلى حدوث اضطراب في الرؤية، مثل: زغللة العين، وتعرج الرؤية، وهو عبارة عن غشاء رقيق من الأنسجة التي تشبه السلوفان المجعد.
قد يعاني الشخص من ثقب في بقعة الشبكية يعرف بالثقب البقعي (بالإنجليزية: Macular hole) في حال التعرض لإصابة مباشرة في العين، أو في حال حدوث احتكاك غير طبيعي بين الجسم الزجاجي وشبكية العين.
يعد ورم الأرومة الشبكية أو ورم الجذيعات الشبكية (بالإنجليزية: Retinoblastoma) أحد أنواعالأورام السرطانيةالنادرة التي تصيب العين، والتي تنمو في شبكية العين خلال مرحلة الطفولة وغالباً قبل الخامسة من العمر، ويمكن الشفاء من هذا النوع من السرطان في حال تم تشخيص المرض والبدء بالعلاج خلال وقت مبكر، أما في حال عدم الحصول على العلاج المناسب فقد ينتقل الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومن الأعراض الأولية الشائعة التي قد تصاحب هذا النوم من أورام الشبكية ملاحظة بياض في بؤبؤ العين يعرف بمنعكس عين القطة (بالإنجليزية: Cat's eye reflex)، أو ابيضاض الحدقة (بالإنجليزية: Leukocoria)، خصوصاً عند استخدام ضوء الكاميرا، أو عند التعرض للضوء الخافت، كما قد يعاني الطفل من تغير في لونقزحية العين(بالإنجليزية: Iris)، والحَوَل (بالإنجليزية: Strabismus)، بالإضافة إلى فقدان كامل أو جزئي للرؤية في العين المتأثرة بالمرض، وغالباً ما يؤثر هذا الورم في عين واحدة، إلا أنَّه واحد من أصل ثلاثة مصابين تظهر نتائج فحوصاتهم بأنَّ الورم يكون في كلتا العينين.
يؤدي حدوث انسداد في أحد الأوعية الدموية الفرعية للوريد الشبكي المركزي (بالإنجليزية: Central retinal vein)، إلى المعاناة من مرض انسداد الوريد الشبكي الفرعي (بالإنجليزية: Branch Retinal Vein Occlusion) واختصاراً BRVO، إذ يؤدي هذا الانسداد إلى توقف أو انخفاض عبور الدم في الوريد ونقص التروية في الشبكية، وقد يؤدي إلى الاستسقاء البقعي (بالإنجليزية: Macular edema)، وهو تجمع للسوائل أو الدم في أنسجة شبكية العين، مما يؤدي بدوره إلى المعاناة من اضطرابات في الرؤية، وتجدر الإشارة إلى أنَّه على الرغم من عدم معرفة السبب المباشر الذي قد يؤدي إلى حدوث هذا الانسداد في بعض الحالات إلا أنَّ بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة به، مثل: التدخين، والمعاناة منتصلب الشرايين(بالإنجليزية: Atherosclerosis)، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتشمل أعراض انسداد الوريد الشبكي الفرعي عوائم العين، وفقدان الرؤية الطرفية، وتشوش أو زغللة في الرؤية المركزية.
قد يحدث انسداد في الوريد الشبكي المركزي أيضاً في بعض الحالات، مما قد يؤدي بدوره إلى المعاناة من اضطرابات في النظر مشابهة للاضطرابات المصاحبة للإصابة بانسداد الوريد الشبكي الفرعي، وفي هذه الحالة لا يعرف المسبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الانسداد في الغالب أيضاً، وبالإضافة إلى المخاطر المذكورة سابقاً في انسداد الوريد الشبكي الفرعي فإنَّ المعاناة منالمرض الزرقأو الجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma) تزيد من خطر الإصابة بانسداد الوريد الشبكي المركزي.
ينتميالفيروس المضخم للخلايا(بالإنجليزية: Cytomegalovirus) إلى مجموعة الفيروسات الهربسية (بالإنجليزية: Herpesviridae)، وهو من الفيروسات الشائعة التي غالباً ما يتعرض لها الشخص خلال إحدى مراحل حياته، إلا أنَّ هذا الفيروس قد يؤدي إلى الإصابةبالتهاب في الشبكية(بالإنجليزية: Retinitis) في حال إصابة أحد الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي بالفيروس، مثل: الأشخاص الذين يتعرضون للعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، أو استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة، أو زراعة الأعضاء، أو زراعة نقي العظام، أو الأشخاص المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، وفي الغالب يحدث الالتهاب في إحدى العينين فقط إلا أنَّه قد ينتقل إلى العين الأخرى ويؤدي إلى تضرر شبكية العين، أو حدوث العمى في حال لم يتم علاج الالتهاب خلال مدة تتراوح بين 4-6 أشهر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا قد لا تظهر عليهم أية أعراض واضحة في بعض الحالات، أما في حال ظهور الأعراض فقد تشمل رؤية عوائم العين، وزغللة العين، والنقاط العمياء (بالإنجليزية: Blind spot)، وبعض اضطرابات العين الأخرى.
"