ينمو البندق في أجزاء كثيرة من أوروبا وآسيا، وكان مصدرغذاء للبشر منذ عصور ما قبل التاريخ، وتمّت زراعة البندق لأكثر من 4500 عام، حيث تم العثورعلى مخطوطة في الصين تعود للعام 2838 قبل الميلاد، تنصّ على أن البندق أخذ مكانه بين “الأطعمة المقدسة الخمس” التي منحها الله للبشر.
وهناك شيء واحد مؤكد، أن البندق يلعب دورًا مهمًا في القطاع الزراعي والإقتصادي لعدة دول، تأتي في صدارة انتاج البندق حول العالم، ويشكل البندق فيها قيمة كبيرة لعائدات الدولة الإقتصادية، وسنتعرف في هذا المقال على أكبر الدول المنتجة لمادة البندق حول العالم.
إن تركيا هي أكبر مصدر للبندق في العالم، فخلال عام 2020، صدّرت تركيا 280،924 طنًا من البندق، مما عاد بما يقرب من 2 مليار دولار من الإيرادات، وأظهرت بيانات من جمعية مصدّري البندق في البحرالأسود، انخفاض بنسبة 32.7٪ من حجم صادرات البندق من تركيا التي يشكل انتاجها اجمالي 60% من انتاج كافة دول العالم،وعزي السبب الى الأحوال المناخية الغير اعتيادية التي شهدتها المنطقة التي تنشط فيها زراعة البندق على سواحل البحر الأسود في تركيا، ويذهب حوالي 70 ٪ من صادرات تركيا من البندق في موسم انتاجه بين سبتمبر إلى ديسمبر إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ويُزرع ما يقرب من 75٪ من إمدادات البندق للعالم في تركيا، ويأتي ثلثها بالكامل من “تلال أوردو” الخضراء وهي مدينة صغيرة تقع على ساحل البحر الأسود في أقصى شرق الأناضول.
تعتبر إيطاليا ثاني أكبر منتج بحصة تبلغ 15.4 من الانتاج العالمي الإجمالي للبندق، كما تعتبر من أكثر الدول المستهلكة له في العالم بنفس الوقت، حيث يباع البندق في ايطاليا بشكل أساسي على شكل وجبات خفيفة، وبلغ استهلاك ايطاليا ما يقرب من 78000 طن، حيث يذهب ما يقدر بـ 90 ٪ من البندق المنتج في ايطاليا إلى شركات المعالجة، بينما تذهب نسبة 10 ٪ المتبقية للاستهلاك الطازج، وتتركز زراعة البندق في ايطاليا ضمن أربع مناطق:” كامبانيا” التي تنتج حوالي 50 % من الناتج الأجمالي والمتبقي موزع في “بيمونتي” و”لاتيوم” و”صقلية”.
تعد أذربيجان من بين أكبر خمس دول منتجة للبندق في العالم بنسبة 5% من الأنتاج الأجمالي للبندق حول العالم بسبب مناخها المعتدل الملائم لزراعة البندق، و صدّرت أذربيجان 9400 طن من البندق بقيمة 57.8 مليون دولار، وارتفع حجم الإنتاج الزراعي للبندق في أذربيجان بنسبة 2% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ويأتي الفضل بذلك للحكومة الأذربيجانية التي قدّمت حوافز متنوعة للقطاع الزراعي بغية التوسع بزراعة البندق، مما ساهم في تنويع الإقتصاد الأذري، و يزرع البندق بشكل خاص في المناطق الشمالية الغربية من أذربيجان – “بالكان” ، “زاغاتالا” (تقدم حوالي 70-75 ٪ من إجمالي الإنتاج)، غاخ، غابالا، أوغوز وشاكي، وفي المناطق الشمالية، مثل خاشماز، وشبران، ويصدّر البندق الأذربيجاني بشكل رئيسي الى روسيا وعدة دول أخرى
تنتج الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب من 4.5% من الناتج الإجمالي للبندق حول العالم، وتستورد 95% من
أوريغون الأمريكية، حيث يمثل محصول أوريغون ما بين 3 و 4.5٪ من محصول البندق في العالم، وبلغ متوسط
قيمة محصول البندق في ولاية أوريغون على مدى السنوات الخمس الماضية ما يزيد عن 91 مليون دولار سنويًا،
وتختلف الطريقة التي يُزرع بها البندق في ولاية أوريغون الأمريكية عن باقي مناطق العالم بشكل جذري، حيث يُزرع
البندق بشكل طبيعي كشجيرة أو شجرة متعددة السيقان، ويتناقض هذا بشكل كبير مع الأشجار الطويلة ذات الجذع
الواحد التي نراها تنمو في بساتين البندق في ولاية أوريغون.
من المتوقع أن ينمو استهلاك البندق العالمي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.1٪ خلال فترة ما بين (2020-
2025)، بسبب زيادة الطلب من المستهلكين، والفوائد الصحية العالية للبندق، حيث يعتبر مصدر غذائي غني
بالبروتين والأحماض الدهنية غير المشبعة وحمض اللينوليك.
كما يعد ارتفاع الطلب على صناعة الشوكولاتة عامل مهم لنمو سوق البندق عالمياً، حيث يعمد مصنعو الشوكولاتة
تقديم منتجاتهم المميزة مدمجة بالبندق، والتي ظهرت كصيحة في عالم التذوق مؤخراً في سوق الحلويات العالمي .
ومع إطلاق شوكولاته نوتيلا، التي أصبحت ظاهرة غذائية في جميع أنحاء العالم، وافتتاح حانات نوتيلا في جميع
أنحاء الولايات المتحدة، أدى ذلك الى ازدياد الشعبية العالمية لها، وبالتالي زيادة الطلب على البندق الذي يشكل مادة
أساسية بنسبة 60% من شوكولا نوتيلا .