ما هي أسباب حدوث الأوبئة المعدية

الكاتب: رامي -
ما هي أسباب حدوث الأوبئة المعدية
"

ما هي أسباب حدوث الأوبئة المعدية.

توقع حدوث أوبئة معدية

إنها ليست مشكلة سوء استخدام المضادات الحيوية فحسب و إنما العقلية الإجمالية التي تحث على إنتاج عقاقير لقتل الميكروبات هي التي تحتاج لمراجعة و على أية حال، فقد تحققت تحسينات عظيمة في المستويات الصحية العامة في العالم الغربي في القرن العشرين و لكن في العشرين عاماً الماضية تمخض الطب عن إنتاج بلايين من الأدوية المضادة للحيوية ( أي للبكتريا) و المضادة للفيروسات و المضادة للفطريات. و لو كان هذا الأسلوب صالحاً و مفيداً لكان من المتوقع أن تنخفض المعدلات الإجمالية للوفيات من حالات العدوى و أن ينخفض عدد حالات التسمم الغذائي. و لكن في الواقع إن العكس تماماً هو الذي حدث !
ميكروبات الأغذية: مشكلة متنامية

ماذا عن التسمم الغذائي؟ هل ساهم في ظهور هذه المشكلة إضافة المضادات الحيوية إلى أعلفة الحيوانات. أو اتباع الوسائل الحديثة في زراعة المحاصيل الغذائية و تصنيع الأغذية و تخزينها؟ تقول الإحصاءات إن ثمة أكثر من مليون شخص يموتون من التسمم الغذائي كل عام في أنحاء العالم و حقاً إن المعدل المتنامي لحدوث الأمراض الناتجة عن ميكروبات الأطعمة، الذي يقع اليوم في المرتبة الثانية مباشرة بعد نزلات البرد في بعض الدول الغربية قد يكون أحد الآثار المدمرة للاستخدام العالمي لحوالي 50 ألف طن من المضادات الحيوية كل عام !

و يعود جزء من المشكلة إلى سنوات الحرب العالمية الثانية حينما زاد الاحتياج للحوم ( التي تعتبر بيئة مفضلة للميكروبات الضارة ) بدرجة حادة و شديدة. و في تلك الآونة زاد أيضاً الاحتياج للحصول على علف رخيص للحيوانات يتم جلبه من دول المناطق الحارة حيث تنتشر الأمراض المعدية للحيوانات و رغم أنه قد صدرت منذ ذلك الحين قوانين قومية و قواعد دولية لمواجهة هذه المشكلة، إلا أن العقلية المعوجة بقيت مستمرة. فلقد أعطيت الحيوانات في الدول الغربية تلك الأعلفة الملوثة، مما أدى بالتالي إلى تلويث البيئة عن طريق تمكين الميكروبات من تثبيت أقدامها على نطاق واسع. و تلعب دورات العدوى هذه دوراً مهماً في انتقال الأمراض عن طريق الأطعمة حتى يومنا هذا.

و تزداد المشكلة تعقيداً باتباع الوسائل الحديثة في تصنيع الأغذية. فعلى سبيل المثال نجد أن إنشاء مشروعات و مجمعات صناعية مركزية لتصنيع الأغذية قد أدى إلى أن مجرد وجود حيوان واحد مصاب بالعدوى يمكن أن يعدي مصادر اللحوم لمدينة بأكملها كما أن الإقلال من الطهي بالمنزل و زيادة إنتاج المأكولات و توزيعها من خلال المطاعم و كافيتريات الأطعمة السريعة و الوجبات سابقة التجهيز قد زاد الطين بلة و هذه التطورات السريعة بالإضافة إلى العدد المتنامي من الأشخاص المصابين بضعف في أجهزتهم المناعية و نشوء المزيد من السلالات البكتيرية المقاومة للعقاقير قد جعلت الموقف حرجاً للغاية و أكثر الأطعمة خطورة في هذا المجال هي اللحوم( بما فيها الأسماك ) و البيض و منتجات الألبان.

اعرف عدوك

على العكس من الاعتقاد الشائع، فإن معظم الأمراض لبست معدية، و معظم حالات العدوى لا يفضل علاجها بالمضاداتا لحيوية كما أن الأمراض الفيروسية الصرفة مثل حالات البرد أو الأنفلونزا ( غير المصحوبة بمضاعفات) لا تستجيب للمضادات الحيوية و لا تصلح المضادات الحيوية لعلاج التهابات الحلق، و ذلك تبعاً لدراسة نشرت في مجلة British Medical Journal فقد تم تقسيم ما يزيد عن 700 مريض بالتهاب الحلق إلى ثلاث مجموعات: مجموعة أعطيت مضادات حيوية لمدة 10 أيام، و مجموعة أعطيت مضادات حيوية بعد ثلاثة أيام إذا لم تنحسر الأعراض؛ و مجموعة لم تعط شيئا ً. و لم يكن ثمة فرق بين المجموعات الثلاث في عدد الأشخاص الذين شعروا بتحسن بعد ثلاثة أيام، و لا في المدة الإجمالية للمرض.

بل إن كثيراً من حالات العدوى البسيطة بالقناة الهضمية مثل النزلات المعوية( الالتهاب المعدي المعوي) أو الإسهال يمكن أن تسوء بالفعل إذا ما عولجت بالمضادات الحيوية كما يجب عدم استعمال المضادات الحيوية مطلقاً لمنع حدوث حالة عدوى ( على سبيل المثال، في علاج حب الشباب) إذ إنها تضعف مناعة الشخص و تجعله عرضة لحدوث حالات أخرى من العدوى و يوصى البروفيسور ريتشارد ليسي بأن يختبر الأطباء حالة الشخص المريض ليعرفوا ما إذا كان مصاباً بحالة عدوى بكتيرية من عدمه، و يحددوا نوع البكتريا، و يصفوا المضاد الحيوي الأنسب لذلك النوع من البكتريا بصفة خاصة و ذلك لفترة علاجية قصيرة كلما أمكن.

"
شارك المقالة:
140 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook